جدّد الوزير الأوّل عبد المالك سلال، أمس ببومرداس، تأكيده ترشّح رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية رابعة، وردّ على الانتقادات الموجّهة إليه بعد إعلان ترشّح بوتفليقة من وهران بالقول إنه تحدّث باسم الرئيس، بصفته وزيرا أوّل. قال سلال الذي كان يتحدّث أمام المجتمع المدني في ختام زيارته للولاية: (أكرّر مرّة أخرى.. الرئيس بوتفليقة ترشّح للرئاسيات المرتقبة في 17 أفريل المقبل). من جانب آخر، أكّد الوزير الأوّل عبد المالك سلال أن الحكومة الجزائرية اتّخذت إجراءاتها مع وزارة التربية بخصوص (التشويش) الذي يجري حاليا بالقطاع، مطمئنا في السياق تلاميذ البكالوريا الذين خرجوا منذ الأحد الماضي إلى الشوارع مندّدين بقرار وزارة التربية بتعويض الدروس خلال أيّام العطلة أنه لن يتمّ التأثير لا على العطلة ولا على البرنامج المسطّر، فيما ألحّ على تفعيل الحوار الذي رآه الركيزة الأساسية لحلّ كلّ مشاكل الأساتذة والتلاميذ. وأكّد عبد المالك سلال خلال لقائه مع المجتمع المدني بولاية بومرداس أنه تمّ اتّخاذ إجراءات مع وزارة التربية من أجل تفادي تأثير ما يجري حاليا في القطاع على السنة الدراسية، وأن كلّ الأمور ستسير على أحسن ما يرام، وقال إنه سيتمّ التحاور مع كلّ نقابات القطاع باستعمل التشاور والحور الذي قال إنه الحلّ الأنسب لهذه المشاكل، وأوضح: (نحن مستعدّون لاتّخاذ كلّ الإجراءات لحلّ كلّ مشاكل القطاع فيما يخص انشغالات المعلّمين والتلاميذ). وخاطب الوزير الأوّل التلاميذ: (عودوا إلى مقاعد الدراسة فلن تكون هناك دراسة أيّام العطل، كونكم تأخذوا العطلة نورمال وتمتاحنو نورمال). من جهة أخرى، قال الوزير الأوّل إن ولاية بومرداس ستصير أكبر قطب للتكنولوجيا لأنها تحتضن قطبا جامعيا هامّا وهو الوحيد على المستوى الوطني، حيث شدّد على عدم ادّخار أيّ مجهود في تأطير الشباب القائم في هذا المجال لانقطاع المحروقات يعتبر شريان الاقتصاد الوطني. كما عاد الوزير الأوّل عبد المالك سلال (والي ولاية بومرداس سابقا)، خلال الكلمة التي ألقاها بقاعة المحاضرات ببومرداس إلى سياسة المصالحة الوطنية التي أتى بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، والذي تمخّضت عنها سبل الاستقرار والأمن بعد عشرية كانت الجزائر حسبه خلالها (مفلسة)، حيث استغلّ الفرصة لتوجيه رسالة إلى من وصفهم بالأقلّية، مؤكّدا أنهم ورغم خروجهم من الولاية لا يزالون يؤثّرون على (الاستقرار بها)، قائلا: (مهما أخذتم من حقّ الشعب الجزائري إلاّ أننا سامحناكم)، مُلحّا في السياق على التفكير بالاعتراف وعدم الكراهية: (لا ننسوا أننا جزائريون، وأنا جزائري حتى كي تسبني نسامحك). وكانت أولى محطات الوزير الأوّل خلال زيارته لولاية بومرداس بالثنية، أين قام خلالها بتدشين مستشفى جديد لمدينة الثنية، والذي شرع في استغلاله في العام الماضي، وقد أنجزت هذه المؤسسة العمومية الاستشفائية التي تستوعب 120 سرير من طرف مؤسسة أجنبية على أنقاض المستشفى القديم للثنية الذي تعرّض للهدم جرّاء زلزال ماي 2003 الذي ضرب الولاية. أمّا قطاع في قطاع السكن فقد تفقّد الوزير الأوّل في هذه الزيارة مشروع ورشة إنجاز 1200 مسكن اجتماعي إيجاري بمدينة برج منايل، حيث ألحّ على ضرورة اعتماد دراسة تتماشى ومتطلّبات المجتمع الضرورية، مضيفا أنه يتوجّب تقريب المؤسسات التربوية كروضات الأطفال من الأحياء السكنية، إلى جانب ضرورة استحداث مساحات خضراء يلتقي فيها السكان، وقال في هذا الصدد إن (الجزائر شعب واحد وموحّد ويجب أن يتجسّد ذلك من خلال العمران)، وشدّد على ضرورة إعادة النّظر في بعض مرافق هذا القطب من خلال إدراج منشآت أمنية لتعزيز أمن هذا القطب. وفي قطاع الفلاحة شدّد الوزير الأوّل على ضرورة إنهاء عملية منح عقود الامتياز للفلاّحين قبل شهر ما ي المقبل، حيث أوضح خلال استماعه إلى عرضين مفصلين حول قطاعي الفلاحة والغابات بمحطة تصفية مياه البحر برأس جنّات أن إنهاء عملية منح عقود الامتياز من شأنها إعطاء (الفلاّحين راحة أكبر في عملهم)، علما بأنه تمّ ببومرداس تسوية ما لا يقلّ عن 1800 عقد من أصل 5293 ملف مودع. وثمّن الوزير الأوّل بالمناسبة المجهودات المبذولة محلّيا في قطاع الفلاحة، لا سيّما في مجال إنتاج وتخزين البطاطس، وكذا عملية إنتاج الحليب وجمعه، حيث انتقلت هذه الأخيرة من 4 ملايين لتر في سنة 2004 إلى 22 مليون لتر سنة 2013. ودعا سلال من جهة أخرى إلى ضرورة تنظيم الفلاّحين لأنفسهم من خلال تكوين تعاونيات مهنية لتسهيل عمليات الدعم الموجّهة من طرف الدولة لفائدتها.