نشطاء يؤكدون: "نحن مع المجاهد والأب الكبير بوتفليقة" (شكرًا لأفراد الشرطة بجميع مراتبهم على حسن المعاملة.. لقد أُطلق سراحنا).. هذا ما كتبه أحد (النشطاء) على صفحته الفايسبوكية، بعد إطلاق سراحه إثر توقيفه خلال مشاركته في وقفة نظمها عشرات الأشخاص، أمس السبت، للتعبير عن رفضهم لترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة، وفي الوقت الذي كانت بعض الأوساط، في الداخل والخارج، (تحلم) بحصول انزلاق بهذه المناسبة، نجحت الشرطة في تجنب الوقوع في فخ (التخلاط). وبرأي متتبعين، فإن الطريقة التي تعاملت بها الشرطة مع المشاركين في التجمع غير المرخص سمح بتجنب الانزلاق نحو ما لا يُحمد عقباه، ففي الوقت الذي سارعت بعض القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية الوطنية والأجنبية في صبّ الزيت على النار ومحاولة إيهام الرأي العام بوجود تجمع ضخم معارض لترشح بوتفليقة في الجزائر العاصمة، ومحاولة الإيحاء بارتكاب أفراد الأمن لتجاوزات، جاءت شهادة عدد من المشاركين في الوقفة المذكورة لتقطع الشك باليقين وتؤكد احترافية قوات الأمن التي فرّقت بطريقة مُحكمة ومنظمة التجمع غير المرخص. وبالموازاة مع ذلك التجمع، بادر عدد من نشطاء المجتمع المدني إلى التعبير عن دعمهم ووفائهم للرئيس بوتفليقة (المجاهد والأب الكبير)، وفق تعبير بيان عن المجتمع المدني لولاية بومرداس، تلقت (أخبار اليوم) نسخة منه، وهو البيان الذي جاء فيه: (يُشرفنا نحن فعاليات المجتمع المدني من الرجال والنساء والشباب وعلى رأسه جمعية الترقية والإدماج الاجتماعي لأحياء السكنات الجاهزة لولاية بومرداس، أن نرفع بيان الدعم والمساندة لعهدة رئاسية جديدة، أبينا إلا أن نطلق عليها عهدة تكريم الرئيس، حيث يستكمل فيها البناء الوطني الجديد، وتراجع فيها الأفكار والخيارات الإستراتيجية وتقوم مؤسسات الجمهورية بما هو خير للجماعة الوطنية وأجيال المستقبل). كما بادر بعض النشطاء الفايسبوكيين بنشر بعض العبارات والصور التي تطالب بالتراجع عن التجمهر والالتفاف حول مصلحة الجزائر أولا وآخرا. ومن بين العبارات التي قام بعض رواد الموقع الاجتماعي الفيس بوك بنشرها (ستبكون يوما كالنساء على وطن لم تحافظوا عليه كالرجال..)، وكذا نشر صور الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وقد توافد عدد كبير من المواطنين الفضوليين الذين تجمعوا أمام الجامعة المركزية وساحة (اودان) من أجل مشاهدة الاحتجاج فارتفع عدد الحاضرين بعض الشيء، واستغل عدد كبير من المارة الوضع من اجل تصوير الحدث بهواتفهم النقالة فيما واصل أعوان الشرطة مهمة تفريق المتظاهرين ودعوة المارة إلى إخلاء المكان تفاديا للتجمهر وحدوث أية انزلاقات. ولم تخلو الوقفة الاحتجاجية من حضور بعض المواطنين الداعين إلى العهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة، حيث حمل بعضهم صورة الرئيس منادين ببقائه رئيسا في رد فعل على تجمهر الرافضين لترشحه مرة أخرى. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المبادرة كان قد أطلقها إعلاميون ومثقفون وناشطين حقوقيين بعد الإعلان عن ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة، حيث تم نشر دعوة إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر الجامعة المركزية عبر شبكة الفايس بوك، وكانت بعض دوائر (التخلاط) تترقب ما ستؤول إليه الأوضاع، على أمل استغلالها لخدمة مصالح وتوجهات واتجاهات مشبوهة.