أحدثت الانتخابات الرئاسية ل17 أفريل، شرخا في مواقف أعضاء «الفيس» المحظور ممارستهم لأي نشاط سياسي، فبينما أعلن عباسي مدني مقاطعة تشكيلته غير المسموح نشاطها سياسيا، و أورد بيان آخر من قيادات أخرى أنهم يدعمون المترشح علي بن فليس، ويحدث هذا وسط مغازلة لا تنتهي من قبل بعض المترشحين لاستمالة الناخبين . طفت إلى السطح خلافات، بين أعضاء التنظيم المنحل من خلال بيانين متناقضين تماما إزاء المنقلب الذي يتوجب أن يتخذه الفيس المحل. وقد أعلن مؤسسون من الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة مساندتهم ودعمهم للمترشح علي بن فليس، والتفافهم حول برنامجه الإنتخابي.وجاء في بيان للجبهة المحلة، وقعه الشيخ عبد الله حموش، والشيخ حسان الشاوي، وهما مؤسسان وأعضاء مجلس الشورى للجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة، أن البرنامج الإنتخابي للمرشح علي بن فليس، مشروع سياسي كبير يؤسس لدولة كبيرة وحديثة ودولة العدل والحق والنهضة والإستقرار، وأضاف البيان أن مشروع بن فليس اعتنى بالجانب الروحي للإنسان والمادي له. كما جاء فيه أن «الشعب الجزائري يمر بظرف عصيب وخطير جعله في حيرة من أمره حول المترشح الذي يُمكن التصويت عليه، إلا أن القيام بهذا الواجب أمر ضروري لاستكمال مسيرة شعب والحفاظ على استقرار الوطن. ويأتي هذا البيان بعد يوم واحد فقط من البيان الذي وقعه عباسي مدني من الدوحة، أمس، و الذي أعلن فيه عن الموقف النهائي للفيس المحل من الانتخابات الرئاسية، حيث أعلنت «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» المحلة، مقاطعتها الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها يوم 17 أفريل، والتحقت بصف الداعين إلى مرحلة انتقالية.وجاء في بيان «الفيس» المحل أن الجبهة» لا تشارك في انتخابات محددة النتائج سلفا لصالح مرشح عاجز استحوذت عليه بطانة سوء تتصرف باسمه مسخرة إمكانات الدولة والمال القذر والإعلام المنحاز بطريقة مكشوفة ومقززة فضلا عن تحويل وزراء الحكومة إلى تنسيقية مساندة و تحويل الإدارة إلى حزب غير معتمد لصالح العهدة الرابعة«. وبدأ بعض المترشحين للرئاسيات في مغازلة قواعد الفيس للظفر باصواتهم، وفي تصريح له قبل أسبوع، أكد المترشح لانتخابات الرئاسة، علي فوزي رباعين قائلا « أنا وعلي بلحاج، المعارضان الوحيدان في الجزائر أما البقية فهم متقلبون في مواقفهم» كما أكدت الأمينة العامة لحزب العمال، اليساري و المترشحة لانتخابات الرئاسة أنها «تدعم فكرة عودة اعضاء الجبهة الإسلامية للإنقاذ إلى النشاط السياسي» موضحة.. أنا مع عودة قيادات هذا الفصيل لكن ليس شرط تحت نفس مسمى هذا الحزب». كما دعا المترشح علي بن فليس، في تجمع خطابي له بمناسبة الحملة الانتخابية أول أمس ، إلى «إشراك الجبهة الاسلامية للانقاذ في الحياة السياسية»، ووعد بإعادة فتح ملف المصالحة الوطنية بما يحقق لمنتسبي «الجبهة» حقوقهم السياسية. وبدا التململ في مواقف قيادات الفيس، خاصة بعد اعلان الرئيس بوتفليقة ترشحه لعهدة رابعة، حيث طفا حديث عن مساندة قيادات في هذا التنظيم المحظور له، بينما رفضت اخرى اعلان الولاء له، الى درجة تردد فيها أن رموزا في الفيس تكون قد عقدت صفقة مع النظام، خاصة لما اتهم مقري عبد الرزاق، رئيس حركة مجتمع السلم» طرفا اِسلاميا» بعقد صفقة خطيرة مع النظام، لكنه لم يسميه، بينما اتجهت الأنظار إلى قيادات في الفيس، وبيان «جبهة الإنقاذ» الذي حرره عباسي مدني من الدوحة اول امس، يكذب ما تردد في الأيام الأخيرة وسط الطبقة السياسية ومترشحي انتخابات الرئاسة، من أن «قيادات في الفيس(الجبهة) تكون قد عقدت صفقة مع النظام لصالح مرشحه الرئيس المنتهية عهدته، عبد العزيز بوتفليقة.وأثار مسألة «الصفقة المزعومة» جدلا واسعا في مشهد سياسي يسوده الغموض، في ظل حملة دعائية غير متكافئة بين المترشحين، غضب قطاع واسع من قواعد «الجبهة المحلة» وألقت باللائمة على قياداتها بالداخل، على أنها تخلت عن مبادئها. وأكد البيان أنه « بعد اتصالات سياسية مع بعض المشاركين بحثا عن بارقة أمل في شراكة حقيقية في عهدة رئاسية اِنتقالية تشترك في صياغة برامجها وتنشيط حملتها وتوقيع تعهد علني موثق بحل أزمة اِنقلاب 1992 ومعالجة مخلفاتها توصلت إلى أنه لا يوجد تجاوب يرقى إلى مستوى ما تسعى إليه«.