عرفت مدينة عنابة في الأشهر الأخيرة اختناقا مروريا منقطع النظير وذلك بعد أن أصبح المدخل الجنوبي هو المنفذ الوحيد إلى عاصمة الولاية، وذلك في انتظار تدشين جسر حي سيبوس «جوانو» الذي شيد على مستوى المدخل الشرقي للمدينة، بالإضافة إلى المحطة البرية الجديدة التي من المنتظر أن تساهم في تخفيف الضغط المروري الذي يشهده مدخل المدينة، لكن ورغم انتهاء الأشغال في جسر «جوانو» وهو الأمر الذي مارست من أجله السلطات المحلية لولاية عنابة ضغطا كبيرا على شركة «ليك» الإسبانية والشركة الوطنية للأشغال الفنية الكبرى «أونجا»، إلا أنه لم يفتتح في الفاتح من شهر نوفمبر بمناسبة الذكرى الستين لاندلاع الثورة التحريرية، وذلك بعد أن ألغى أو أجّل عبد القادر قاضي وزير الأشغال العمومية زيارته لولاية عنابة في آخر اللحظات، ليبقى بذلك تدشين الجسر معلقا إلى إشعار آخر ويبقى واقع الازدحام المروري على حاله، وهو الواقع الذي أصبح يشكل هاجسا بالنسبة لجل سائقي المركبات المتوجهين إلى مدينة عنابة، واقع كان يمكن للسلطات المحلية أن تغيّره من خلال تدشين مؤقت للجسر إلى غاية قدوم الوزير قاضي لتدشينه رسميا، خصوصا وأن الجسر جاهز من جميع النواحي. في سياق آخر لم تتمكن السلطات المحلية من خلال مديرية النقل لولاية عنابة في إجبار شركة «جيسي بات» على إنهاء الأشغال في المحطة البرية الجديدة قبل تاريخ الفاتح من نوفمبر، وهي التي كان يفترض تسليمها في شهر سبتمبر، غير أن موعد التسليم تأجل منذ ذلك التاريخ عدة مرات إلى أن وصل إلى ذكرى الاحتفال بالثورة، ومن شأن هذا المشروع عند تسليمه المساهمة هو الاخر في تخفيف الضغط المروري على المدخل الرئيسي للمدينة المتواجد في جهتها الجنوبية، خصوصا وأن المحطة البرية القديمة لنقل المسافرين ما بين الولايات توجد في مدخل المدينة، ما جعلها منها نقطة سوداء بسبب «تكدس» الحافلات في الطريق المؤدي لها، وفي ظل هذا الوضع تظل عنابة رهينة إجراءات بروتوكولية من أجل تخفيف معاناتها المرورية.