إذا كانت الإصابات التي تعرّضت لها ركائز المنتخب الوطني منذ اقتطاع «الخضر» لتأشيرة التأهل «لكان 2015» على غرار مهدي عبيد متوسط ميدان نادي نيوكاسل الانجليزي و نبيل بن طالب لاعب توتنهام الانجليزي، وهي الاصابة التي حرمت الثنائي من المشاركة في مقابلتي إثيوبيا و مالي في التصفيات الإفريقية المؤهلة «للكان»، وهو الأمر الذي أربك عشاق المنتخب الوطني و المتتبعين، وأقلقت المدرب الوطني كريستيان غوركوف وكافة المسؤولين على مستوى الاتحادية، وذلك خوفا من غياب البعض منهم عن نهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة، فما بالك الأمر بالنسبة للاعبين الحاليين الذين تماثلوا حديثا للشفاء من الإصابات التي كانوا يعانون منها، فالبعض منهم لا يزال لا يلعب بانتظام مع ناديه ويدفع فاتورة التواجد تحت تصرف «الخضر» لفترة طويلة، والبعض الآخر صار متخوّفا من شبح الإصابات الذي قد يطاله قبل أقل من شهر قبيل المحفل الكروي القاري بغينيا الاستوائية، والذي قد يحرمهم من التواجد في العرس الكروي القاري. الخوف من التعب والإرهاق والاحتكاك في المباريات ولم يعد لاعبونا يتخوّفون من الاحتكاك بلاعبي المنافس فحسب، لأن الإصابات الأخيرة التي طالت كل اللاعبين المصابين لم تكن نتيجة احتكاكهم بالخصوم، أو نتيجة تعرّض لتدخلات خشنة من طرف المنافسين، بل أنّ سقوطهم كان حرّا نتيجة الإرهاق الذي نال منهم جرّاء عدم توقفهم وركونهم للراحة منذ أكثر من سنتين اضطرّوا فيهما إلى خوض مشوار ماراطوني مع المنتخب وأنديتهم معا، وهو ما صار يشكل هاجسا للاعبين خلال الفترة القصيرة التي تفصلنا عن «الكان«خوفا من أن ينال منهم التعب والإرهاق في الفترة المقبلة، وحتى لا يعرّضوا أنفسهم إلى الإصابات. لا أحد منهم يرغب في تضييع «الكان» ويبدو أن رغبة لاعبينا جميعا في المشاركة خلال «العرس الإفريقي» المقبل هي التي جعلتهم يتخوّفون كثيرا من أن يتعرّضوا إلى الإصابات، سواء أولئك الذين أصيبوا وتماثلوا نهائيا للشفاء، أو أولئك الذين لم يصابوا بعد، فالجميع يرغب في تدوين اسمه ضمن سجلات نهائيات كأس أمم إفريقيا، والجميع يرغب في ترك بصماته هناك، والجميع يرغب في خدمة منتخبه، والجميع يرغب في رفع أسهمه في السوق الأوروبية والظفر بعقود مع أندية جديدة، هي كلها عوامل جعلتهم يتخوّفون من أن يطالهم شبح الإصابات الذي يحرمهم من كل ذلك. غوركوف يتابع كل كبيرة وصغيرة تخص لاعبي «الخضر» يُتابع الناخب الوطني، بدقة، كلَّ التطورات الحاصلة للاعبينا في مختلف البطولات، حيث يُدرك أن هذه الفترة حساسة عادة ما تحمل أخبار غير سارة بتعرض اللاعبين للإصابات نتيجة إجهاد اللاعبين وتوالي المباريات مع أنديتهم ومع المنتخب الوطني، وبالرغم من امتلاك الناخب الوطني العديد من الحلول في حالة تسجيل إصابات، لكن الأمر الذي يقلق غوركوف في هذه الفترة هو إمكانية تعرض العناصر الأساسية للإصابات. حثهم على عدم الإفراط في بذل مجهوادت كبيرة خلال المباريات نصح الناخب الوطني غوركوف كامل لاعبي المنتخب بتوخي الحيطة والحذر وعدم الافراط في بذل مجهودات كبيرة وذلك خشية تعرضهم لأي نوع من الاصابات قد تخلط أوراق الطاقم الفني قبل شهر من انطلاق العرس القاري، ويبدو واضحا جدا أن المدرب الوطني يريد وضع حد للعنة الاصابات التي باتت تطارد لاعبي ‘'الخضر‘' في الآونة الاخيرة.