إذا كانت الإصابات التي تعرّضت لها ركائز المنتخب الوطني منذ نهائيات كأس إفريقيا للأمم الأخيرة قد أرهبتنا جميعا، وأقلقت المدرب الوطني رابح سعدان وكافة المسؤولين على مستوى الاتحادية، وذلك خوفا من غياب البعض منهم عن نهائيات كأس العالم المقبلة... فما بالك الأمر بالنسبة للاعبين الحاليين الذين تماثلوا حديثا للشفاء من الإصابات التي كانوا يعانون منها، أو أولئك الذين لم يصابوا أصلا حتى الآن، والأكيد أن لاعبينا يعيشون في الفترة الحالية أصعب وأحلك فتراتهم منذ أن تحوّلوا إلى نجوم بعد إنجازهم الكبير بالتأهل ل“المونديال”، فالبعض منهم لا زال لا يلعب بانتظام مع ناديه ويدفع فاتورة التواجد تحت تصرف “الخضر” لفترة طويلة، والبعض الآخر صار متخوّفا من شبح الإصابات الذي قد يطاله شهرين فقط قبيل المحفل الكروي العالمي بجنوب إفريقيا، والذي قد يحرمهم من التواجد في بلد “نيلسون مانديلا” الصائفة المقبلة. الخوف من التعب والإرهاق والاحتكاك في المباريات ولم يعد لاعبونا يتخوّفون من الاحتكاك بلاعبي المنافس فحسب، لأن الإصابات الأخيرة التي طالت كل اللاعبين المصابين لم تكن نتيجة احتكاكهم بالخصوم، أو نتيجة تعرّض لتدخلات خشنة من طرف المنافسين، بل أنّ سقوطهم كان حرّا نتيجة الإرهاق الذي نال منهم جرّاء عدم توقفهم وركونهم للراحة منذ أكثر من سنتين اضطرّوا فيهما إلى خوض مشوار ماراطوني مع المنتخب وأنديتهم معا، وهو ما صار يشكل هاجسا للاعبين خلال الفترة القصيرة التي تفصلنا عن “المونديال” خوفا من أن ينال منهم التعب والإرهاق في الفترة المقبلة، ويحدث لهم ما حدث لبلحاج الذي تعرّض إلى إصابة على مستوى العضلة المقربة، أو ما حدث لبوڤرة الذي تعرض إلى تمزق في الفخذ، ولا غرابة في ظل كل هذا ألا يجهد لاعبونا الذين يلعبون بانتظام مع أنديتهم أنفسهم في المباريات كثيرًا، حتى لا يعرّضوا أنفسهم إلى الإصابات. الخوف حتى عند المشي خارج الملعب ولا غرابة إن صار لاعبونا يتخوّفون حتى من التعرض إلى الإصابات لدى مشيهم أو نزولهم السلالم وغير ذلك، لأنّ ما يحدث منذ نهائيات “أنغولا” تحوّل إلى هاجس أو شبح حقيقي يخيفهم ويهدّدهم في أي لحظة، وهي حقيقة كشفها لنا أحدهم لدى تطرقنا معه إلى قضية الإصابات التي تطال في كل أسبوع لاعبينا، حيث قال لنا مازحا : “الآن حتى عندما نكون نمشي أو ننزل السلالم صرنا نتخوّف من أن نصاب“، وهو ما يوحي أن أشبال المدرب رابح سعدان صاروا منشغلين بشبح الإصابات أكثر من أي شيء آخر. لا أحد منهم يرغب في تضييع “المونديال” ويبدو أن رغبة لاعبينا جميعا في المشاركة خلال “المونديال الإفريقي” المقبل هي التي جعلتهم يتخوّفون كثيرا من أن يتعرّضوا إلى الإصابات، سواء أولئك الذين أصيبوا وتماثلوا نهائيا للشفاء، أو أولئك الذين لم يصابوا بعد، فالجميع يرغب في تدوين اسمه ضمن سجلات نهائيات كأس العالم، والجميع يرغب في ترك بصماته هناك، والجميع يرغب في خدمة منتخبه، والجميع يرغب في رفع أسهمه في السوق الأوروبية والظفر بعقود مع أندية جديدة، هي كلها عوامل جعلتهم يتخوّفون من أن يطالهم شبح الإصابات الذي يحرمهم من كل ذلك. ------------------------- الجزائر لن تتربّص في النمسا، سويسرا الأقرب رغم الصعوبة وألمانيا آخر حل يبدو أنّ القرار الذي اتخذته الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بمعية المدرب الوطني رابح سعدان مؤخرا بتحويل مكان تربص “الخضر” المزمع إجراؤه بداية من منتصف شهر ماي المقبل من إيطاليا إلى مكان آخر يشترط أن يقع في المرتفعات قد جعل الطّرفين يواجهان صعوبات جمّة في إيجاد المكان الملائم لإجراء هذا التربص التحضيري، لاسيما أن كافة المنتخبات المعنية بالمشاركة في المونديال حجزت في الأماكن الجيدة التي فكر روراوة وسعدان في التربص بها على غرار جبال سويسرا العالية. التربص في النمسا مستحيل لأن إنجلترا ستتربص هناك وبصفة رسمية فإنّ التربص في مرتفعات النمسا صار مستحيلا بعدما علم المسؤولون بأنّ المنتخب الإنجليزي الذي سيكون منافسا لمنتخبنا قد حجز هناك مبكرا من أجل التحضير للمونديال، حيث كانوا يفكرون في بادئ الأمر في التربص هناك لكن تأكدهم من تربص الإنجليز هناك جعلهم يفكرون في مكان آخر عوض مرتفعات النمسا حتى تكون تحضيرات “الخضر” بعيدا عن الأنظار وعن جواسيس الإنجليز الذين قد يحاولون التسلل إلى معسكر المنتخب الجزائري للوقوف على تحضيراته مثلما تعودوا على التسلل في إنجلترا حتى إلى بيوت اللاعبين للبحث في حياتهم الشخصية. في سويسرا كل الأماكن محجوزة لكن التربص فيها يبقى واردا تأكد روراوة وسعدان من استحالة التربص في النمسا جعل وجهتهما تحوّل على جناح السرعة إلى سويسرا، حيث سافرا يوم السبت الماضي إلى هناك وعاينا كل المراكز التي من الممكن أن يجرى فيها التربص، إلا أنهما لم يجدا أي مركز لائق يحتضن “الخضر” خلال الفترة الممتدة من منتصف شهر ماي إلى الرابع أو الخامس من جوان، ورغم أن احتمال التربص في سويسرا يبقى واردا بما أن الإجماع وقع على التربص هناك، إلا أن الأمر يبدو صعبا حسب ما علمناه في ظل عدم توفر مراكز غير محجوزة تليق باحتضان وفد يحضر لنهائيات كأس العالم. وتجدر الإشارة إلى أن سعدان هو الذي أصر على التربص بالنمسا أو سويسرا بما أن مرتفعاتها تعد من أعلى المرتفعات في أوروبا، وهو الآن ماض في قراره بإيجاد مكان عال عن سطح البحر ما بين 900 إلى 1400 متر. ألمانيا آخر الحلول وعلمنا من مصادر موثوقة بأنّ المسؤولين وضعوا احتياطاتهم وقرّروا تحويل الوجهة إذا لم يجدوا مكانا يتربص فيه المنتخب بسويسرا، إلى مرتفعات ألمانيا التي تتوفر على مراكز بالجملة تتيح للمنتخب اختيار مركز يليق به ويليق بالمعايير العلمية التي قال المسؤولون على رأس الاتحادية والعارضة الفنية إنهم استندوا إليها في اتخاذهم قرار تحويل التربص من إيطاليا إلى أعلى المرتفعات. مرتفعات “تين” الفرنسية مستبعدة وبخصوص مرتفعات “تين” فقد استبعد المسؤولون التربص هناك بالنظر إلى البرد القارص جدا الذي يميز المنطقة خلال الفترة القادمة من جهة، فضلا على أنّ الفنادق القليلة التي تتوفر عليها هذه المنطقة حجزها ممارسو رياضة التزلج على الثلج مسبقا، وتجدر الإشارة إلى أن مرتفعات “تين” هي مرتفعات فرنسية وليست سويسرية مثلما زعم البعض وهي المرتفعات التي تعود المنتخب الفرنسي على التربص بها، وهي المرتفعات ذاتها التي تربص بها وفاق سطيف منذ موسمين وتعود فريقا بوردو وليون الفرنسيين على التربص بها، وهي مرتفعات تقع في الحدود الإيطالية والسويسرية وتطل إحدى المرتفعات العالية لهذه المنطقة على ملعب “ديلي ألبي” الخاص بنادي جوفنتوس الإيطالي، وهو الملعب الذي أطلقت عليه تسمية “ديل ألبي” لأنه وبكل بساطة يقع مقابلا لجبال “الألب”. --------------------------- مبولحي: “سفير الجزائر في بلغاريا أكد لي أنه سيسوّي مشكلة جواز السفر بمجرد إتصال الفيدرالية بي” فوز صعب جدا حققه فريقك صلافيا صوفيا أمس في البطولة (الحوار أجري أمس) على حساب سليفين، هل من انطباع؟ فعلا، لقد كان الفوز صعبا وشاقا حيث انتصرنا على منافسنا في عقر داره، وكنا فائزين بنتيجة (2-0) ثم تلقينا هدفا قبل نهاية الشوط الأول. لقد عشنا ضغطا رهيبا خاصة في المرحلة الثانية ومن حسن الحظ أننا فزنا وكان رد فعلنا قويا بعد هزيمة ليفسكي في “الداربي“ التي لم يلعب فيها الفريق كله جيدا، ومررنا جانبا... الآن بقي علينا أن نواصل على هذه الوتيرة، لا زالت تنتظرنا مباراة مهمة جدا يوم الأربعاء في ربع نهائي كأس بلغاريا، ونحن مطالبون بأن نبذل كل جهدنا من أجل التأهل. شاهدنا بعض لقطات هذه المباراة، وقد كان مردودك جيدا خاصة في الشوط الثاني، ما تعليقك؟ شكرا على هذا الإهتمام، لكن كل الفرق قاومت والضغط كان شديدا على مرماي لأن الفريق المنافس حاول معادلة النتيجة. في كل الحالات أنا سعيد أكثر بالفوز وليس بمرودي الشخصي وسعيد لأننا رددنا الفعل بعد هزيمة صعبة أمام ليفسكي بثلاثية نظيفة، وعرفنا كيف ننتفض بعدها بفوز ب (4-0) وبتحقيق فوز آخر خارج ديارنا حسنّا به موقعنا في الترتيب. هل من جديد بخصوص المنتخب الوطني؟ لا جديد يذكر، ما عدا ما أقرأه يوميا في الصحف الجزائرية عبر الأنترنيت. هل صحيح أنك باشرت إجراءات استخراج جواز سفر جزائري؟ لم أقم بشيء حتى الآن، لأنني متواجد في بلغاريا، الرزنامة مكثفة ولا يوجد وقت للعودة الى باريس، لكن ليس هناك أي مشكل من هذه الناحية بعد أن وعدني سفير الجزائر في بلغاريا خلال لقائي به قبل أيام بالتدخل وحل مشكلة الوثائق. ماذا قال لك بالتحديد؟ أكد لي أنه يجب أن لا أقلق بخصوص مشكل الوثائق لأنه سيساعدني على استخراج جواز السفر، في حال ما إذا كانت هناك إتصالات رسمية من الفيدرالية أو المدرب الوطني. السفارة الجزائرية في بلغاريا أعطت معلومات عنك الى المدرب الوطني، هل تعلم هذا؟ لقد سمعت بهذا الأمر، لأنني كما قلت لك أطالع الصحف الجزائرية في وقت فراغي على شبكة الأنترنت. أقرأ كل شيء يتعلق بالمنتخب وليس ما يهمني فقط من أخبار (يضحك). بصراحة إصرارك على الإلتحاق، هل هو حبا في لعب المونديال أم من أجل أخذ صفة لاعب دولي؟ الأمر أكبر من ذلك بكثير، أريد أن أقدم شيئا الى الجزائر، أريد أن أساعد وليس فقط من أجل المونديال أو لأحمل صفة لاعب دولي. عمري الآن 24 سنة وإذا لم استدع هذا العام ربما العام القادم أو الذي يليه، ولست قلقا لأن كأس العالم ستفوتني، فطموحاتي لا تتوقف عند هذه المنافسة بما أنني لا زلت شابا والمستقبل أمامي. الصحافة البلغارية تحدثت عن إتصالات تلقيتها من زينيت سان بترسبورغ الروسي، هل تؤكد الخبر؟ لا، لم أتلق أي إتصال من هذا الفريق، إذا تحدثوا مباشرة بمسؤولي فريقي فلا علم لي بالأمر، لكن شخصيا لم يصلني أي شيء، لا من هذا النادي ولا من غيره من الفرق الأخرى، وأنا مثلكم أقرأ مثل هذه الأخبار على شبكة الأنترنيت. بماذا تريد أن نختم؟ مرة أخرى أنا مستعد للإنضمام إلى “الخضر” ودائما أقولها أني تحت تصرف سعدان إذا أرادني، سواء اليوم او غدا أو في أي وقت... اللعب للجزائر حلم أي لاعب ومفخرة، إن شاء الله أحققه في مسيرتي وأنقلوا تحياتي الحارة الى الشعب الجزائري. --------------------------------- شعار جديد ل “الفيفا” من تصميم جزائري صمم جزائريون شعارا خاصا بالمونديال، والهدف منه بطبيعة الحال الاستهزاء بالمصريين الذين لا يزال يحز في أنفسهم مرارة الخروج من تصفيات المونديال، الشعار الرسمي ل “الفيفا“ يبين لاعبا إفريقيا يقذف الكرة، لكن الجزائريين حول هذا الشعار إلى لاعب جزائري يقذف لاعبا مصريا خارج الشعار، أي خارج المونديال، اللقطة المبينة في الصورة تؤكد على أن الجزائريين لن يهدأ لهم بال ولن يتركوا المصريين في حالهم إلى غاية انتهاء فعاليات المونديال أو حتى إلى ما بعد كأس العالم.