بدأت الاشاعات تدور حول جريمة مقتل المدير العام السابق لمصنع الإسمنت بحجر السود و اطار مؤسسة الشرق للإسمنت و مشتقاته المرحوم “أحسن رزاقي” ، بعدما اكتنفها الغموض و عجزت التحقيقات عن التوصل إلى الفاعلين، لتتجه أصابع الاتهام نحو مافيا الإسمنت التي تحتكر عملية اخراج الإسمنت من المصانع و التحكم في أسعارها و اشعالها قصد المضاربة بها.مصادر قريبة من التحقيقات أكدت” لآخر ساعة” أن الفرضيات تتجه نحو أناس “كبار” يتحكمون بسوق الإسمنت ،قاموا بتصفية الرجل لأسباب مازالت مجهولة، كما علمت الجريدة أن فرقة الدرك الوطني لبلدية بن عزوز لا تملك مشتبها فيهم و لا أدلة و لا شهود ولا أي خيط يربط أي جهة أو طرف بالجريمة ، بعدما قام الجناة ببراعة بالتخلص من الرجل و تغيير مسرح الجريمة و التخلص من جميع الأدلة لإبعاد الشبهات ، ما يجعل القبض على مرتكبيها” أمر مستحيل” في ظل الظروف الراهنة و انعدام الأدلة.وقد تجاوز عمر الجريمة التي تعرض لها المدير العام السابق لمصنع الإسمنت بحجر السود بعين شرشار، شهرين دون أن تتوصل التحقيقات لنتيجة ما يطيح بالعبارة الشهيرة” لا وجود لجريمة كاملة”، التي لا تنطبق على الجريمة التي وقعت مساء يوم الأربعاء 25 من الشهر قبل الماضي و راح ضحيتها المرحوم” أحسن رزاقي” في نهاية العقد الرابع أب لثلاثة أطفال، معروف جيدا في مجال الاسمنت لشغله عدة مناصب بذلك المجال اخرها اطار بمصنع حجر السود بعين شرشار ثم مديرا بمصنع الاسمنت و مشتقاته لناحية الشرق بقسنطينة. الرجل اختطف و خنق و نكل بجثته بعد تعريته تماما و رمية بالقرب من الشاطئ دون أن ينتبه أحد ، فالجريمة التي تعرض لها توشك أن تتحول لجريمة كاملة يصعب فيها معرفة القاتل أو القتلة . غموض القضية جعل الاشاعات و التخمينات تطفو على سطح الأحداث، بعدما أصبحت تفاصيل في أفلام” الأكشن” واقعا معاشا، لكن الغرابة تتلاشى إذا علمنا أن الرجل كان يعمل مجال شائك و مخيف و خطير جدا ، لتحوله لملعب للتلاعبات و الابتزاز و كسب الملايير بإغراق الأسواق بالإسمنت بعد احتكارها ، ما جعل الكثير من المواطنين يفترضون تعرض الرجل للتصفية الجسدية من طرف بارونات تعمل بمجال الاسمنت ، حيث لجأوا لإبعاده عن طريقهم ربما لعدم قبوله التورط معهم أو لوقوفه بوجههم و منعهم من تحويل مصانع الاسمنت لمغارة علي بابا ، تدر عليهم الملايير و تكبد المواطنين خسائر كبيرة باضطرارهم لشراء الكيس الواحد بأسعار مضاعفة و أيضا مشاريع الدولة التي تتوقف بين الحين و الأخر بحجة أن الاسمنت غير موجودة أو توقف أحد المصانع عن العمل، في حين بين الواقع و تحقيقات الدرك أكثر من مرة أن الاسمنت كانت تخرج من المصانع و تذهب للأسواق السوداء بعد تجفيف السوق القانونية منها ما يجعل أصحابها يكسبون مبالغ مالية طائلة ، و لعل من أبرز القضايا عالجته السنة الماضية محكمة الجنح بعزابة بعدما كشفت فرقة الدرك بعزابة تهريب كميات كبيرة من الاسمنت خارج مصنع السود و اثبات تورط اطارات من المصنع و مقاولين من عدة و لايات شرقية. و يبقى مقتل “رزاقي” لغزا يحير ليس الرأي العام فقط و حتى الجهات المسؤولة عن التحقيقات التي اصطدمت بعدة علامات استفهام لعدم وجود شهود أو أدلة على الجريمة المرجح أنها وقعت بمكان و نقلت الجثة لمكان أخر و تغيير مسرح الجريمة لإبعاد الشبهات عن مرتكبيها. يشار إلى أن مصالح الحماية المدنية نقلت عشية الأربعاء 25سبتمبر جثة كانت ملقاة بالقرب من شاطئ كاف فاطمة ، كان صاحبها عاريا مقيد اليدين و الرجلين ، مخنوق بشريط لاصق، و اعتبرت الجثة مجهولة الهوية ، لكن اتضح لاحقا أنها تخص المدير السابق لمصنع الاسمنت بحجر السود بعين شرشار التي يقيم فيها مع عائلته ، فيما نقل للعمل بشركة الشرق للإسمنت و مشتقاته بقسنطينة