رهن لاعبو المنتخب الوطني الجزائري حظوظهم في التأهل إلى الدور الثاني من كان غينيا الاستوائية بعد السقوط أمس أمام المنتخب الغاني، حيث خيب الخضر مرة أخرى عشاقهم، و لم يجدوا الحظ لينقذهم من براثم الهزيمة التي كانت قاسية و ضيعت هيبة المنتخب الوطني المونديالي، و مرة أخرى طرح مستوى الخضر في هذه الدورة الكثير من التساؤلات، خاصة و أن الاسماء هي و لم تتغير، لكن أداء الخضر هو الذي تغير إلى الأسوء. اللاعبون دخلوا المباراة من أجل التعادل و ذكرونا بأيام سعدان بدا واضحا من الدقيقة الاولى بأن المنتخب الجزائري لم يدخل مباراة أمس بنية السعي وراء الفوز بدليل التكتل الدفاعي الذي حرص عليه اللاعبون، كما اتضح ذلك أيضا من خلال اعتماد المدرب على ثلاث لاعبي ارتكاز هم لحسن و تايدر و بن طالب، رغم أن الاخير لعب كجناح أيمن، و لم يقدم الخضر أية لقطات خطيرة و لم يصنعوا أية فرصة سوى مرة أو مرتين، و اتضح من طريقة لعبهم السعي وراء نقطة التعادل، و هو ما جعل المنتخب الغاني يبادر إلى الهجوم و الضغط على دفاع المنتخب الوطني الذي صمد طويلا قبل أن ينهار في الوقت البدل الضائع من عمر المباراة لتكون الخيبة أكبر. فيغولي الغائب الحاضر، براهيمي مازال بعيد عن مستواه و بلفضيل ماذا كان يفعل؟ ولعل سبب هزيمة الخضر أمس هو مستوى وسط الميدان الذي مازال يطرح التساؤلات، رغم أنه مازال محتفظا باللاعبين ذاتهم و على رأسهم براهيمي و فيغولي غير أن هذا الثنائي لم يظهر في مباراة البارحة، و خاصة فيغولي الذي لم يصنع أي فرصة و بالكاد سمعنا اسمه، في حين مازال مستوى براهيمي يطرح التساؤلات، غير أنه من الواضح بأن نجم أفسي بورتو مازال غير قادر على مجاراة الريتم الافريقي، في حين تساءل كل ما تابع مباراة أمس عن محل اسحاق بلفضيل من الاعراب في تلك المباراة التي لم يقدم فيها شيئا مثلما لا يقدم شيئا مع ناديه بارما الايطالي. لحسن غائب آخر عن اللقاء و تايدر غطى عليه كثيرا و لعل اللاعب الاخر الذي طرح مستواه العديد من علامات الاستفهام متوسط الميدان مهدي لحسن الذي كان من بين أسوء عناصر الخضر، حيث لم يقدم المساندة الدفاعية اللازمة لزملائه، و كان في الكثير من الاحيان بعيدا عن الكرة، وبدى عليه التعب و الارهاق الأمر الذي جعل غوركوف يغيره في الشوط الثاني بمحرز، و كان تايدر أحسن لاعب من الجانب الجزائري أمس و غطى كثيرا على أخطاء لحسن، في حين لم يفهم أحد لماذا لعب بن طالب كجناح أيمن في ظل وجود محرز و سوداني الذي بقي للمرة الثانية في دكة البدلاء؟ التغييرات لم تجدي هذه المرة، الحظ خان اللاعبين و غوركوف مسئول تكتيكيا عن الهزيمة لم تجدي التغييرات التي أجراها المدرب الوطني غوركوف في الشوط الثاني بسبب تكتيكه الغريب الذي اعتمد على نهج دفاعي محاولا منذ البداية تجنيب الفريق الهزيمة فقط، حيث لم نشعر بوجود رغبة في الفوز من جانب اللاعبين الذين تكتلوا في الدفاع، ولم ينفع دخول سليماني و براهيمي و قدير حيث وجدوا انفسهم هم أيضا في اطار اللعب وفق الخطة الدفاعية التي سطرها غوركوف، و لم يجد اللاعبون الحظ لينقذهم من الهزيمة مثلما حصل في اللقاء الاول أمام جنوب إفريقيا، بل كان ضدهم، حيث أسقطهم في الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة. مجاني لا يتحمل مسؤولية الهزيمة وحده ولابد من الانتفاضة أمام السنغال و لا يمكن أن نحمل المدافع مجاني مسؤولية الهزيمة أمس أمام المنتخب الغاني، لأن اللاعب أنقذ الفريق في العديد من المرات، بل الهزيمة يتحملها الجميع و المدرب غوركوف الذي فضل اللعب على ورقة الدفاع، وسيكون لزاما على اللاعبين أن ينتفضوا في اللقاء الثالث أمام السنغال إذا كانوا رجال، و أن يلعبوا على طريقة الخضر التي اشتاق إليها الجميع، و يجب أن يكون الفوز خيارهم الاول في تلك المباراة إذا ما أرادوا الحفاظ على حظوظهم في المرور إلى الدور الثاني.