تطبيقا لتعليمات فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة المتضمنة إعطاء أهمية بالغة لمرضى السرطان عبر الوطن، من خلال الإنطلاق في إنشاء مراكز لمكافحة مرض السرطان عبر عديد الولايات،بعد أن أعلن بأن مرض السرطان مشكل جوهري بالنسبة للصحة العمومية و وجوب وضع استراتيجية وطنية لمكافحته كأولوية وطنية، خاصة و أنه يتم سنويا بالجزائرتسجيل 45 ألف حالة جديدة مصابة بالمرض، وحاليا أصبحت الجزائر تملك برنامجا وطنيا لمكافحة مرض السرطان2019-2015 بنظرة استراتيجية جديدة و بأهداف مسطرة، و قد سُخّر له من ميزانية الدولة ما يفوق 176 مليار دج على مدى 5 سنوات هذا ما سيسمح بالحد من انتشار هذا الداء .وزير الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات السيد عبد المالك بوضياف بدأ في ترجمة هذا البرنامج على أرض الواقع من خلال تخصيص دائرته الوزارية لكل الوسائل المادية و البشرية و التنظيمية لتجسيده، كما أعطى أهمية بالغة لهذا البرنامج من خلال السهرعلى تسريع إنجاز مراكز مكافحة السرطان في عديد الولايات و فتح كل المراكز التي انتهت بها الأشغال مؤخرا.هذا و قد باشرت وزارة الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات في توزيع البرنامج على كل الولايات من أجل التعريف به و باستراتيجيته الجديدة المرتكزة حول المريض و التي هدفها الحد من انتشار هذا الداء، و في إطار تطبيق تعليمات وزير الصحة في الإسراع بعرض و تقديم هذا البرنامج بنظرته الاستراتيجية الجديدة، نظمت مديرية الصحة و السكان لولاية سطيف بمدرج مستشفى الأم و الطفل الجديد بالقطب الطبي “الباز” يوما دراسيا حضره أعضاء من المجلس الشعبي الولائي، أساتذة و أطباء و مختصين في هذا المجال، مديرين و رؤساء المجالس الطبية لكل المؤسسات الصحية.وقد نشط اليوم الدراسي مدير الصحة و السكان السيد عبد القادر بغدوس رفقة البروفيسور حامدي الشريف مؤسس سجل السرطان بالولاية، حيث أكد مدير الصحة أن البرنامج يتضمن 8 محاور استراتيجية تهدف إلى تقليص عدد الوفيات من المصابين بمرض السرطان ، مضيفا أن المحاور الثمانية للبرنامج ترتكز حول تحسين الوقاية ضد العوامل المسببة للسرطان، الكشف المبكر عن بعض السرطانات، إعادة بعث العلاج، تنظيم و توجيه و مرافقة و متابعة المريض، تطوير وسائل الاتصال حول هذا المرض، تكثيف التكوين، البحث حول السرطان بالإضافة إلى تدعيم القدرات المالية للتكفل بالسرطان. كما أوضح مدير الصحة بأن الجزائر سطرت لأول مرة منذ الاستقلال برنامجا وطنيا لمكافحة السرطان الذي خصصت له 176 مليار د.ج لإنشاء و تجهيز منشآت صحية جديدة و تكملة بعضها منها 2 % ستتوجه للبحث العلمي حول هذا الداء و 1 % توجه للتكوين، مؤكدا أنه يجب الاستثمار في الإرادة السياسية القوية للسلطات العليا للدولة في هذا المجال من أجل بناء منظومة صحية فعالة منصفة مع الحرص على توفير الموارد الهامة سواء كانت مالية أو بشرية أو هيكلية خاصة المتاحة منها، مشيرا إلى الدور المهم الذي لعبه سجل السرطان الذي ساهم بصفة كبيرة في إعطاء أقصى فعالية للإستراتيجية المسطرة من طرف الدولة . من جهة أخرى أكد مدير الصحة أن ولاية سطيف قطعت أشواطا كبيرة في تنفيذ البرنامج و نفذت أكبر جزء منه خاصة بعد فتح مركز مكافحة السرطان و بداية علاج المرضى الذين يقصدون المركز من كل ولايات الوطن بالأشعة بواسطة جهازين بطاقة استيعاب 60 مريضا لكل واحد منهما يوميا، في انتظار تشغيل الجهاز الثالث قريبا بعد الانتهاء من عملية تكوين مشغلي أجهزة المسرعات الخطية ((La Radio Thérapieخاصة و أن الولاية تسجل كل سنة ما بين 1200 و 1500 حالة جديدة مصابة بهذا الداء . البروفسور حامدي شريف مؤسس سجل السرطان بالولاية أكد أن هذا السجل يعتبر الأول على المستوى الوطني، ما سمح بإعطاء صورة واضحة لتطور حالات السرطان في ولاية سطيف حيث يتصدر سرطان الثدي المرتبة الأولى في السرطانات يليه في المرتبة الثانية السرطان الدرقي الذي يسببه التدخين، ليكون بذلك سجل السرطان بسطيف أول سجل على المستوى الوطني الذي تم إنشاؤه منذ سنة 1986 و الذي ساهم بشكل كبير في وضع البرنامج الوطني للجزائر لمحاربة هذا الداء .