تتواصل الأيام التكوينية حول متابعة داء السرطان بسطيف، من تنظيم وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، والتي عرفت مشاركة 45 ولاية وأكثر من 100 مختص وناشط في المجال وهذا بعد أن اختارت الوزارة الوصية إثنين من كل ولاية، متبوعة بعدة ورشات يشرف عليها أساتذة وخبراء من دولة إيطاليا ومختصون من تونس الشقيقة. حيث يتلقّى المتربصون تكوينا حول كيفية تدوين المعلومات بالسجل الخاص بمرضى السرطان، وتهدف هذه الأيام إلى الحصول على معطيات وطنية حول المرض بفضل هذا السّجل الذي يضبط العدد النهائي للمرضى في كل ولاية من أجل التكفل الجيّد بهم، ويدخل هذا ضمن البرنامج الوطني المسطر من طرف الوزارة. وأكّد البروفيسور حامدي الشريف مختار من سطيف، أن هذه الأيام التكوينية تدخل في إطار برنامج رئيس الجمهورية ضمن المخطط الوطني لمكافحة داء السرطان، وهي الأولى من نوعها على المستوى الوطني، وهذا البرنامج يُعدّ من أولويات الدولة الجزائرية للتقليل من الإصابة بهذا الداء، أما الهدف منها فيكمن في تكوين شبكة وطنية تحت إشراف وزارة الصحة من أجل تقديم أرقام دقيقة حول الداء وكل ما يتعلق به وكذا كل التطورات الهيكلية والإستراتيجية. أما الدكتورة نذير جميلة مديرة فرعية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، فاكدت أن احتضان ولاية سطيف لهذه الأيام التكوينية راجع لكون الولاية هي الوحيدة التي تملك سجلا خاصا بمرضى السرطان الذي يحصي العدد الإجمالي للمرضى بالولاية وهذا بفضل البروفيسور حامدي الشريف مختار وبالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، ويدخل هذا في إطار المخطط الوطني لمكافحة داء السرطان. أما الهدف فيكمن في تكوين قاعدة بيانات في كل الولايات وتكون الطريقة نفسها لجمع المعلومات حول مرضى السرطان من أجل الحصول على شبكة وطنية للمنسقين والناشطين في هذا المجال، وهذا ما يمكّن من الحصول على بيانات ومعلومات دقيقة تسمح للمعنيين والقائمين على قطاع الصحة من حصر العدد الاجمالي للمرضى كباقي دول العالم، وشبكة البيانات ستساعد في العلاج وتستخدم كمؤشر لتحسين الخدمة والتكفل بالمرضى، وسبل الوقاية من هذا الداء. كما أكدت أن السجّل الخاص بمرضى السرطان بسطيف يعتبر رائدا، ويمثل الجزائر ويستند إليه في بعض المعلومات حول هذا الداء، وأوضحت أن هذا التكوين سيعطي معارف وخبرات جديدة لهؤلاء المنسقين من أجل أن تكون مستقبلا احصائيات رسمية دقيقة. وأوضحت ممثلة وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، أن داء السرطان في الجزائر في ارتفاع، وذلك لوجود عدة مؤشرات أهمها طول الفترة العمرية للإنسان، وكذلك تغير النمط المعيشي للفرد وعديد المتغيرات التي طرأت على حياته، وانتشار المرض بالجزائر مثلها مثل بقية دول العالم التي تعاني من الإرتفاع في هذا الداء.