فضيحة أخرى بقطاع التربية بعنابة غريب ما يتعرض له تلاميذنا الصغار من استغلال بعض المسؤولين نفوذهم و إجبارهم على اتباع أفكارهم وقواعدهم البيداغوجية كبديل لما تصدره الدولة الجزائرية والوزارة الوصية من كتب المنظومة التربوية الجديدة بل اغرب من ذلك فإن هؤلاء المسؤولين يعرضون كتبهم للبيع حتى داخل المدارس التابعة للدولة ويستعملها التلميذ كوسيلة للدراسة داخل الأقسام.حيث تغزو سوق الأدوات المدرسية كتبا للدعم البيداغوجي تخص تلاميذ السنة أولى ابتدائي ألفها مفتش تربية بعنابة، هذه الكتب عبارة عن كراسة الخط و حافظة للرسم بها عدة دروس تتماشى مع حصص الدروس المعتمدة إلى هذا يبقى كل شيئ عادي باعتبار أن المسؤول بمديرية التربية المدعو "ح.بوساحة" له حق الإصدار في دار نشر معتمدة بولاية سوق أهراس لكن ما نلاحظه أن العديد من أساتذة السنة أولى يحثون بل يجبرون في بعض الحالات تلاميذهم على شراء هذه الكتب البيداغوجية لاستعمالها في تلقين الدروس حتى أنه يتم تقويم و تنقيط أعمال هؤلاء التلاميذ باتباع ما جاء في هذه الكتب الخاصة ذلك ما جعل هذه الصدارات تشهد ندرة كبيرة في السوق نتيجة ارتفاع الطلبات عليها .وعند فتح كراسة الخط تجد الدروس مرتبة حسب الوحدات بداية بأسلوب مسك القلم و الجلسة الصحيحة عند الكتابة إلى غاية كتابة جمل طويلة في نهاية السنة حتى أن مؤلف هذا الكتاب البيداغوجي ينصح الأساتذة على استغلال هذه الكراسة مرتين في الأسبوع وفق ما أسماه "الوحدات التعليمية" وهي 30 وحدة وبعملية حسابية بسيطة نجد أن الأستاذ و باتباع نصائح المؤلف سينهي تلقين هذه الدروس في مدة 9 أشهر أي سنة دراسية و في الصفحة الأولى للكراسة أو حافظة الرسم لم ينس المفتش وضع خانة خاصة بمعلومات عن التلميذ الاسم اللقب و كذا القسم و السنة الدراسية أي أن هذه الكتب ستستعمل داخل الأقسام كما أن دروس هذه الكتب التي تخص ما يسمى الدعم البيداغوجي تحتوي على خانات خاصة بالتقويم حيث إذا أخذنا مثلا الدرس رقم واحد الذي يحمل عنوانا معينا نجد في أعلى الصفحة أو الورقة مكانا مخصصا لكتابة تاريخ اليوم و في الأسفل خانة لكتابة النقطة التي تحصل عليها التلميذ وفقا لبيداغوجية المفتش و الكل يعلم من له صلاحية تقويم الصغار أي الأستاذ لا غير .وحسب مصادرنا فإن العديد من معلمي الطور الابتدائي يدعون التلاميذ لاقتناء هذه الكتب و أن البعض يجبرونهم على شرائها علما أن المسؤول المؤلف يشغل منصب مفتش تربية للسنة الأولى ابتدائي وان المعلمون الذين يلقون دروسهم باستعمال كتب المسؤول يتحصلون على مزايا من طرفه علما أن المعلمين يخضعون للرقابة من طرف المفتش الذي يقوم بتقويم أعمالهم من خلال تنقيط تدريسهم في خرجاته الفوجائية. من جهة أخرى يعرض نفس المفتش في سوق الأدوات المدرسية حافظة دروس تخص صغار الأقسام التحضيرية علما أن السلطات تقدم كتب القسم التحضيري مجانيا وفيما يخص اسعار هذه المؤلفات تتراوح بين 100 دج و 150 دج حيث اشترينا حافظات الرسم و كراسة الخط بسعر 120 دج فيما تعرض حافظة القسم التحضيري ب100 دج .للإشارة فإن الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية طبع أزيد من 58 مليون نسخة من الكتب تحسبا لهذا الموسم الدراسي وتتراوح أسعار الكتب الخاصة بالطور الابتدائي من 120 دج الى 180 دج واتخذت وزارة التربية الوطنية إجراءين هذه السنة، يتمثل الأول في إجبارية الكتب المدرسية، ما جعلها تعمد إلى توفير العدد الكافي منها، وأيضا مطالبة 2000 مفتش بمراقبة عملية توزيع الكتب، وما إذا كانت قد وصلت في حينها إلى المؤسسات التعليمية أي أن هذا المفتش راقب عملية توزيع كتب المنظومة التربوية وعرض كتبه لازاحتها. وحين اتصالنا بمدير التربية لعنابة لم يكلف الأمين العام نفسه إخبار المسؤول عن تواجدنا بقاعة الانتظار بحجة أنه كان مشغولا قبل أن يغادر مدير التربية مكتبه دون أن نتمكن من أخذ تصريحاته فيما يخص هذه القضية . طالب فيصل