ما مصير السكنات المنجزة بالإسمنت المغشوش؟ ما موقف إدارة المصنع من الأكياس الموجودة بالأسواق؟ يعود موسم الفضائح للظهور مجددا بمصنع الاسمنت بحجر السود بعين شرشار، أحد أهم و أشهر مصانع الاسمنت ليس على مستوى الشرق الجزائري فحسب بل و على مستوى الوطن فبعد سنوات من التحقيقات الأمنية حول إخراج كميات معتبرة تحت عنوان المشاريع العمومية ثم توجيهها للسوق السوداء و تورط إطارات و عمال و مسؤولين و مقاولين بالقضية ، تأكد مؤخرا خروج كميات معتبرة من الاسمنت المغشوشة للأسواق و توجيهها لإنجاز المشاريع عبر ولايات الشرق ، حيث استفادت منها شركات مقاولة لإنجاز مختلف المشاريع و خواص لبناء مساكن و محلات تجارية، و ذكرت مصادر عليمة لجريدة “أخر ساعة” أن شركة صينية مختصة في مجال المقاولات اكتشفت أن الاسمنت المحول لها غير مطابق للمواصفات ، حيث أن 10 آلاف كيس من الاسمنت أخضعتها الشركة الصينية للمعاينة فاتضح أنها مغشوشة ،ما أكد أن الاسمنت الموزعة من طرف المصنع طيلة الأسبوع الماضي مغشوشة و التي توزعت عبر عدة ولايات بالشرق الجزائري و ذكرت ذات المصادر أن الشركة أبلغت إدارة المصنع أن الاسمنت غير صالح للاستعمال لوجود مادة مكونة لها منتهية الصلاحية ، و يرجح حسب ذات المصادر دائما- أن مصنع حجر السود الذي أغلق لأربع مرات من أجل أشغال صيانة وعاد للعمل مؤخرا تم فيه مزج المواد القديمة التي كانت مخزنة طيلة تلك الفترة مع مواد جديدة ما أدى إلى ظهور مشكلة بالنوعية كشفت معاينة الشركة الصينية أنها غير صالحة ومغشوشة، ما يطرح تساؤلات عميقة حول ما يحدث بالمصنع و خطورة الحادثة إذ تأكد بشكل قاطع أن الإسمنت مغشوشا الأمر الذي من شأنه أن يؤثر على مختلف المشاريع و يجعلها مهددة بالانهيار، فأية خطوة ستقوم بها إدارة المصنع عقب هذا الحدث الصادم و هل ستقوم بسحب الاسمنت الموجود بالأسواق و مختلف المشاريع و ما مصير البنايات التي استعمل أصحابها هذا الاسمنت في حال استعمالها خلال الأيام الماضية قبيل اكتشاف الصينيين لهذا الخطأ الكارثي و غير المسبوق بمصنع حجر السود.الواضح أن المصنع تهاون في مراقبة المواد المستعملة في إنتاج الاسمنت ما أدى إلى مزج مواد قديمة منتهية الصلاحية بأخرى جديدة ، ثم تحميل عشرات الشاحنات بأطنان الأكياس و توزيعها على الشركات و الخواص عبر عشرات الولايات الشرقية ، و الطامة الكبرى أن الجهة التي تفطنت لعدم مطابقة الاسمنت للمواصفات القانونية شركة مقاولة صينية اشترت اسمنتا من المصنع و عندما أخضعته للمعاينة اكتشفت عيوبا بالمنتوج لتتصل بإدارة المصنع و تكشف عن خبر زلزل سوق الاسمنت و أخاف أصحاب المشاريع و المواطنين. و تعيد هذه الضربة للأذهان ما يتعرض له مصنع حجر السود بعين شرشار من هزات عنيفة و مأساوية بداية من استهدافه من طرف بارونات الاسمنت باعتباره مجالا للثراء من خلال البزنسة مع إغراء موظفين و عمال و إطارات بدليل تواجد البعض منهم رفقة مقاولين بالسجن ، أما أخر الأزمات فاغتيال مديره العام السابق المرحوم” أحسن رزاقي” بطريقة و حشية مخطط لها وسط غياب لأدلة ملموسة عن الفاعلين و المتورطين غير البعيدين حتما عن مجال الاسمنت و المصنع بدليل أن الرجل رغم عمله بمصنع سور الغزلان و سكنه بعنابة إلى أنه اقتيد من مسكنه و اغتيل غير بعيد عن مصنع حجر السود و كأنها رساله توحي أن الجريمة لها علاقة به بشكل أو بأخر.