أكدت الحكومات التونسية المتعاقبة في السنوات الأخيرة أن العمليات الإرهابية هدفها ضرب قطاع السياحة الذي يعد لاعبا أساسيا في الاقتصاد المحلي، حيث يساهم في جلب العملة الصعبة بالإضافة إلى خلق الآلاف من الوظائف، حيث يغطي هذا القطاع 60 بالمئة من عجز الميزان التجاري، كما أنه يمثل 6.5 بالمئة الناتج الداخلي، غير أن الهجمات الإرهابية أثرت بشكل كبير على هذه الأرقام وذلك بعد تراجع نسبة الحجوزات في الفنادق، وهو ما دفع وزارة السياحة إلى تشكيل “خلية أزمة” لمتابعة أوضاع الأسواق السياحية التي تتعامل مع الوجهة التونسية، إلا أن هذه المساعي أصيبت في مقتل بعد الهجوم على متحف “باردو” الذي وقع شهر مارس الماضي والذي أودى بحياة قرابة 20 شخصا أغلبهم سياح، حيث نفذت الأجهزة الأمنية التونسية عمليات واسعة لاستئصال الخلايا الإرهابية، إلا أن هذا الأمر لم ينعكس بالإيجاب على قطاع السياحة وهو ما يؤكد الميدان، فمن يزور تونس في الأشهر الأخيرة يقف على التراجع الكبير في عدد السياح، ليأتي هجوم سوسة ويطلق رصاصة الرحمة على هذا القطاع الحساس، وهو ما أكده عدد من الفاعلين فيه، حيث قال وحيد إبراهيم الخبير السياحي أن القطاع السياحي سيسجل خلال الفترة المقبلة ركودا كبيرا، مشيرا إلى أن هجوم سوسة سيؤثر سلبا على الوجهة السياحية التونسية، لافتا إلى أن هذا التوقيت لتنفيذ الهجوم “دليل على أن العملية كانت مبرمجة ومدروسة منذ مدة، وعلى صعيد الأرقام فقد شهدت تونس السنة الماضية تراجعا في قطاع السياحة بنسبة 3,2 بالمئة مقارنة مع سنة 2013، ومن المتوقع أن تتراجع هذه النسب أكثر هذه السنة بسبب تأثر قطاع السياحة بالأوضاع الأمنية بالإضافة إلى تراجع نوعية الخدمات، وقد تسبب هذا الأمر في خسارة تونس لقرابة 200 ألف سائح في الموسم الماضي، وسيتسبب هجوم سوسة في خسائر أكبر خصوصا وأن وكالة السفر الأوروبية من المنتظر أن تلغي حجوزاتها.