يعيش مرضى "الهيموفيليا" مؤخرا في الجزائر خطرا حقيقيا يهدد حياتهم وذلك بسبب عدم توفر بعض الأدوية، فبعد أن مست الأزمة من قبل دواء "كوجينات" و«سايبا" اللذين يحقن بهما المرضى الذين يعانون من النوع "أ" من المرض والمتمثل في غياب عامل التخثر الثامن في الدم، مست هذه المرة الأزمة عامل التخثر الأول )فاكتور 1( الذي يعتبر في غاية الأهمية من أجل المحافظة على سلامة شريحة واسعة من المصابين بهذا الداء، ما جعل الأولياء يستغيثون بوزارة الصحة من أجل الحفاظ على حياة أبنائهم ولتوضيح الأمر الأكثر اتصلت “آخر ساعة” ب حسان قشي رئيس جمعية “ضياء” لمرضى الهيموفيليا الذي أكد لنا على خطورة غياب هذا الدواء خصوصا بالنسبة للأطفال المرضى المقبلين على عمليات ختان، وأشار المتحدث إلى أنه راسل الجهات الوصية على المستوى المحلي بعنابة من أجل تدارك الوضع، خصوصا وأن أغلب المرضى تعودوا على أخذ الأدوية معهم إلى المنزل لأن أي جرح يتعرضون له يحتم عليهم أخذ بعض الأدوية لإيقاف النزيف وإن لم يفعلوا فلن يتوقف النزيف، كما طالب وزارة الصحة بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي نقص بعض الأدوية الخاصة بمرضى الهيموفيليا بين الفينة والأخرى. في سياق آخر وفي ظل اقتراب ليلة 27 رمضان التي تفضل العديد من العائلات الجزائرية ختان أطفالها خلالها، فإن رئيس الجمعية حذر من مخاطر الختان الجماعي على الأطفال عموما والأطفال المصابين ب “الهيموفيليا” خصوصا، حيث أوضح أن عمليات الختان الجماعية تتم غالبا بسرعة وفي ظروف غير صحية، موضحا أن أغلب المستشفيات والمراكز الصحية الجوارية تتهيأ لاستقبال العديد من الأطفال يوم 27 رمضان، وهو ما يدفع الأطباء إلى القيام بعملية الختان بسرعة كبيرة ما قد يتسبب في مضاعفات صحية للأطفال خصوصا وأن غرفة العمليات التي يختن فيها الأطفال تكون غير محضرة بالشكل اللازم، داعيا الأطباء إلى اتخاذ كافة الإجراءات من أجل ضمان سير العملية دون حدوث مشاكل وذلك من خلال تجهيز غرفة العمليات بالشكل اللازم، كما دعا الأولياء إلى تقديم للأطباء الملفات الصحية لأبنائهم، وأضاف أن العديد من الأولياء لا يعلمون بإصابة أطفالهم بداء الهيموفيليا نظرا لعدم إخضاعهم من قبل لتحاليل، وهو ما قد يتسبب في حدوث نزيف كبير لهم عند ختانهم، باعتبار أن إجراء أي عمل جراحي للمصابين بهذا الداء يتطلب اتخاذ العديد من الإجراءات على رأسها حقن المريض قبل وبعد العملية بعامل التخثر الذي ينقصه وذلك تفاديا لحدوث نزيف، مؤكدا على أن عمليات الختان لمرضى “الهيموفيليا” الذين يقدر عددهم على المستوى الوطني بحوالي 3500 قرابة 50 منهم بعنابة، لا تتم إلا على يد طبيب جراح وفي ظروف صحية مواتية، وأن لا تتم بشكل جماعي، مشيرا بهذا الخصوص إلى أن التعليمة الوزارية 006 الصادرة بتاريخ 5 جويلية 2006 تقضي بوجوب إشراف أطباء جراحين فقط دون سواهم من الأطباء العامين على عمليات الختان والتي يشترط أيضا أن تتم بالمؤسسات الاستشفائية العمومية، كما وجه رئيس الجمعية نداء إلى الأولياء عموما بتفادي ختان أولادهم خلال رمضان تفاديا للاكتظاظ الذي من شأنه أن يؤدي لعواقب صحية وخيمة بحق أولادهم، حسب تعبيره. وما تجدر الإشارة إليه أنه يوجد نوعان من “الهيموفيليا” وهما “أ” و«ب”، الأول يتمثل في نقص عامل التخثر الثامن في الدم أما الثاني فيكون بسبب نقص عامل التخثر التاسع في الدم، وتظهر أعراض هذا المرض منذ السنة الأولى لحياة الطفل حيث تظهر بقع زرقاء في جسمه بالإضافة إلى حدوث نزيف في المفاصل وخصوصا مفصلي الركبة والحوض يمنعانه من التحرك بصفة طبيعية.