قال محمد عيسى، وزير الشؤون الدينية والأوقاف ، على هامش منتدى الإسلام والصوفية الذي عقد في اليونسكو بباريس، “إن ما حدث في البقاع المقدسة مؤخرا أمر محزن ومفزع”. وأضاف في تصريح خص به فرانس24 يوم أول أمس الاثنين “لا أعلم لغاية الآن الأسباب التي أدت إلى وفاة المئات من الحجاج، لكن التحقيق جار”، مشيرا أن الجزائر والعالم الإسلامي أجمع يشعران بالحزن والألم حيال هذه المأساة ونحن نعتبر هؤلاء الموتى على أنهم شهداء”.وواصل الوزير بالقول إن بلاده في انتظار البيان النهائي الذي ستصدره السلطات السعودية لنتائج التحقيق حول هذا الحادث، خاصة بعدما أمر الملك السعودي بفتح تحقيق سريع لمعرفة حقيقة ما حدث. وأكد عيسى أن “عدد الحجاج الجزائريين القتلى وصل إلى ثمانية فيما أصيب عشرة بجروح متباينة الخطورة”.وفيما يتعلق بالصراع بين المذهبين السني والشيعي الذي طفى على السطح بعد كارثة منى، أكد محمد عيسى أنه التقى في مكة بممثلي الحجاج الإيرانيين، وتحادث معهم حول ضرورة إنهاء المناوشات بين السنة والشيعة. كما أشار إلى أنه اتفق مع رئيس بعثة الحجاج الإيرانيين إلى السعودية أن الدين الإسلامي دين واحد، وأنه يوحد و لا يفرق بين المسلمين، وأن المذهب المالكي في الجزائر والشيعي في إيران، ما هما إلا طريقتين متشابهتين للبحث عن الحقيقة الدينية الإسلامية وسيرة الرسول محمد. مضيفا بأنه يتقاسم مع الإيرانيين على الأقل هدفا واحدا هو “كيف يمكن تحسين صورة الإسلام وإخراجه من دوامة العنف التي يعاني منها والعمل سويا من أجل إسلام متحضر وعالمي”.هذا، وكان لوزير الشؤون الدينية والأوقاف لقاء مع وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف الاثنين على هامش منتدى الإسلام والصوفية باليونسكو، قيم خلاله الرجلان الخطوات التي بذلتها فرنساوالجزائر في مجال تكوين الأئمة ونشر إسلام متسامح في المساجد الفرنسية بعيدا عن العنف و فكرة الجهاد.وقال محمد عيسي في هذا الشأن “نريد أن نحمي الجالية الجزائرية من التطرف الديني. كما قررنا أيضا تكوين دفعة ثانية من الأئمة أولا في الجزائر، ثم هنا بفرنسا عبر معهد الغزالي بمسجد باريس الكبير”. فيما أعلن الوزير عن تنظيم قافلة جزائرية دينية وثقافية عبر جميع المساجد الفرنسية، فضلا عن تنظيم منتدى فرنسي جزائري حول الإسلام المعتدل والمتسامح.وشارك محمد عيسى في المنتدى الذي نظمته الطريقة الصوفية العلوية التي ولدت في مدينة مستغانم بالغرب الجزائري على يد الشيخ المتصوف أحمد بن مصطفى العلوي، المتوفى في عام 1934، وهذا بالتعاون مع اليونسكو.وأكد محمد عيسى أن التصوف هو فلسفة تساعد الإنسان على العيش بشكل سليم ومريح، بعيدا عن أي تطرف ديني، مؤكدا أن الطريقة الصوفية تضمن العيش في كنف إسلام متسامح ومنفتح على الثقافات والديانات الأخرى دون تفرقة.