يلجأ كثير من الناس إلى التلقيح ضد الزكام في خطوة استباقية تقيهم من مخاطر الإصابة بالإنفلونزا خاصة مع الاضطراب الكبير في درجات الحرارة الذي ميز هذه الأيام الجو العام.وما ينتج عنه من إصابات عديدة وما يزيد من مخاوف الناس من الزكام هو طابعه المعدي وانتشاره بسرعة مذهلة من شخص لآخر. حيث قامت مصالح الصحة بتوفير أكثر من مليون لقاح ضد الزكام في إطار حملة للوقاية من هذا المرض الموسمي ويقدر ثمن اللقاح بالصيدليات ب 580 دينارا وأوضح الأطباء بأن التلقيح يتم تعويضه بنسبة 100 بالمئة بالنسبة للأشخاص المسنين البالغين من العمر أكثر من 60 سنة والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة وصرح في هذا الشأن أنه تم تحضير 300 ألف جرعة لقاح في إطار حملة التلقيح ضد الزكام التي ستمتد 26 أسبوعا والتي انطلقت فيها المراكز الطبية عبر كامل التراب الوطني منذ حلول شهر أكتوبر الجاري. و في ذات السياق عمدت الكثير من الصيدليات هذه الأيام إلى وضع ملصقات على أبوابها الخارجية للفت انتباه المواطنين إلى أنه بإمكانهم اقتناء اللقاح المضاد للزكام على مستوى الصيدلية ويقدر ثمن اللقاح بأكثر من 580 دج. وأكد السيد محمد صاحب صيدلية أنه وخلافا للسنوات الماضية يلقى اللقاح المضاد للزكام هذه السنة إقبالا كبيرا من مختلف الفئات والأعمار خاصة فئة كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة الذين لا يستطيعون تحمل أعراض هذا المرض والجديد في هذه السنة يقول الصيدلي إن الشباب بدوا أكثر إقبالا على اللقاح أيضا. ويقول محمد شاب جامعي وجدناه داخل الصيدلية بصدد أخذ اللقاح إنه قرر هذه السنة ألا يفوت فرصة اقتناء اللقاح والسبب أنه عانى كثيرا السنة الماضية من الزكام وتبعاته حيث أقعده فترة طويلة في الفراش لأكثر من مرة. أما شقيقته لبنى فأكدت أن أخاها أقنعها بضرورة أخذ اللقاح كي تتجنب الإصابة بالأنفلونزا، خاصة و أنه هو من نقل العدوى إلى أفراد الأسرة السنة الماضية، وهو ما أثار مخاوفها فقررت أن تتخذ خطوات احترازية لتجنب الإصابة بهذا المرض المتعب. وما لاحظناه خلال جولتنا الاستطلاعية بمختلف صيدليات مدينة عنابة هو إقبال المواطنين وبدرجات متفاوتة على اللقاح غير أن النتيجة التي خلصنا إليها هي زيادة الوعي لدى الناس من سنة إلى أخرى لتجنب مثل هذه الأمراض التي يمكن الوقاية منها والتخفيف من حدتها على الأقل غير أن ما اتفق عليه جميع من تحدثنا إليهم هو رغبتهم في تخفيض ثمن اللقاح فالتكلفة تكون عالية جدا إذا قررت العائلة كلها مثلا إجراء اللقاح. وعن الزكام وأنواعه وأخطاره المختلفة تقول إحدى الطبيبات مختصة في الطب العام إن الكثير من المواطنين يخلطون بين الزكام والأنفلونزا فالزكام مرض بسيط أما الأنفلونزا فهو مرض فيروسي خطير يطرح الإنسان فراشا لمدة طويلة. ويمكن علاج الزكام بالمضادات الحيوية ويتغلب عليه الجسم بمناعته الداخلية أما الأنفلونزا فعلاجها يتطلب تدخل الطبيب خاصة إذا شعر المريض بصعوبة في التنفس مع الإحساس بألم في الصدر والحلق وعظام الوجه وارتفاع درجة الحرارة لأكثر من ثلاثة أيام بالإضافة إلى التهاب اللوزتين والجيوب الأنفية وخطر الإصابة بالزكام». أما فيما يخص الأطفال فقد يصاب الطفل بالزكام عند تعرّضه للبرد أو العدوى وأهم أعراضه الشعور بالقشعريرة والصداع الخفيف والعطس المتكرر مع ارتفاع بسيط في درجة الحرارة، ويصبح الغشاء المخاطي المبطن للأنف محتقناً ومتورماً فيشكو الطفل من انسداد أنفه ويتنفس من فمه ويبدأ سيلان أنفي غزير مما يؤدي إلى كثرة الدمع. وبما أن الزكام إصابة فيروسية فلا فائدة من استخدام المضادات الحيوية والحل الوحيد للتعامل مع الزكام هو الراحة التامة في الفراش وتجنب التيارات الهوائية مع تناول العصائر والسوائل، وعدم تعريض باقي الأطفال للإصابة ما أمكن ذلك ومراجعة الطبيب حتى لا تمتد المضاعفات للأذن الوسطى أو غيرها وفي كل الأحوال يجب ألا تقلق الأم من تغيّر شهية الطفل في أيام الزكام لأنها ستعود لطبيعتها بعد ذلك.