كشف مندوب وكالة الحوض الهيدروغرافي بعنابة أن وزارة الموارد المائية دقت ناقوس الخطر بخصوص حالة وادي سيبوس خصوصا في جزئه المار عبر ولاية عنابة الذي تصب فيه العديد من الشركات نفاياتها.شرعت وكالة الحوض الهيدروغرافي (قسنطينة – سيبوس – ملاق) في إجراء مسح ميدان على مستوى وادي سيبوس وذلك بطلب من الوكالة الوطنية للتسيير المدمج للموارد المائية التي تم إنشاؤها سنة 2012 والتي تريد الوقوف على واقع هذا النهر الذي يعد من شرايين الحياة الرئيسية في شرق البلاد، وحسب مصادر آخر ساعة فإن وكالة الحوض شرعت في المرحلة الأولى في جمع المعطيات اللازمة حول الوادي وذلك قبل الشروع في المرحلة الثانية والمتمثلة في النزول إلى الميدان للتدقيق في المعطيات والوقوف على الحالة الحقيقة للوادي الذي أصبح مصبا للنفايات الصناعية للشركات خصوصا مركب الحجار للحديد والصلب الذي يصرف كمية معتبرة من المياه التي يستعملها في عملية التبريد من خلال صبها في «سيبوس»، حيث تسعى الحكومة من خلال وزارة الموارد المائية إلى وضع حد لاعتداء المؤسسات الصناعية على البيئة، وحسب المندوب الولائي لوكالة الحوض الهيدروغرافي فإنهم سيكونون مطالبين برفع تقرير مفصل إلى وكالة تسيير الموارد المائية من أجل طرح على الوصاية التي تسعى إلى التحرك من أجل تصحيح الأوضاع قبل فوات الأوان، وحسب المصدر ذاته فإن هذه العملية ستتم بالتنسيق مع الجمعية الوطنية لحماية البيئة التي سبق لها وأن دقت ناقوس الخطر بخصوص الحالة الكارثية التي وصل لها الوادي، حيث أكدت في تقرير سابق لها أن النفايات الصناعية التي تصب في هذا الأخير أثرت على تواجد الأسماك، وتسعى الجهات المعنية بإجراء هذا التحقيق الميداني إلى إقناع الجهات الوصية بضرورة ربط المؤسسات الصناعية بقناة لصرف نفاياتها باتجاه محطة تصفية المياه المستعملة المتواجدة بمنطقة لعلاليق (البوني) التي دخلت حيز الخدمة في 2010 وتقوم بمعالجة أكثر من 18 مليون متر مكعب من المياه المستعملة سنويا، حيث سيساهم هذا الأمر في إعادة الحياة إلى الوادي الذي تلقت سابقا وزارة الموارد المائية العديد من التوصيات من أجل إعادة تهيئته وأجريت دراسة ممولة من قبل الاتحاد الأوروبي بهذا الشأن، إلا أن هذه التوصيات والدراسات لم تنفذ على الميدان، رغم أن وادي سيبوس بإمكانه أن يعطي وجها آخر لولاية عنابة في حال تمت تهيئته مثل وادي الحراش بالجزائر العاصمة.