دقت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان أمس الجمعة ناقوس الخطر داعية الحكومة الجزائرية وكافة مكونات المجتمع الجزائري بمختلف شرائحه إلى ترجمة المعايير والمبادئ التي تضمنتها اتفاقية حماية الطفل التي وقعت عليها الجزائر في ال16 أفريل 1993 إلى واقع يتعين على الجميع في الأسرة و في المدارس وفي مؤسسات أخرى توفير الخدمات للأطفال والمجتمعات وفي كافة المستويات الإدارية واحترامها بعد أن أضحت عدة مشاكل تنخر عالم الطفولة منها ما تعلق بقضية اختطاف الأطفال التي أخذت منحى خطيرا في السنوات الأخيرة حيث تدعو الرابطة إلى عدم السكوت عنه بعدما تحولت جريمة اختطاف الأطفال إلى هاجس مخيف ومرعب لكثير من الأسر والعائلات الجزائرية . استفحال مختلف أنواع الجريمة في أوساط الطفولة بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لاتفاقية حقوق الطفل المصادفة ل20 من شهر نوفمبر من كل سنة والتي اعتمدتها الأممالمتحدة بتاريخ 20 نوفمبر 1989 أكدت الرابطة الوطنية لحقوق الإنسان في البيان ل هواري قدور المكلف بالملفات المتخصصة أن الطفولة في الجزائر لا تزال تعاني وابلا من المشاكل التي لا أول لها ولا آخر جراء الأوضاع المعيشية المزرية والصعبة المنجزة عن المشاكل الاجتماعية والمادية التي تتخبط فيها الأسرة الجزائرية وهو الأمر الذي أدى إلى الاستفحال الخطير للجريمة التي أضحت تهدد وتنخر جسد الطفولة البريئة والتي تجلت مظاهرها عموما في ظواهر عدة كاغتصاب الأطفال أو استعمال البراءة في التسول وإجبارها على ترك مقاعد الدراسة والالتحاق بعالم الشغل منذ نعومة الأظافر والعنف الممارس ضد هاته الفئة والتشرد فضلا عن عوامل أخرى كلها جعلت هاته الفئة لا تقوى على تحمل كل هذه المشاق وهو ما تحوّل لدى البعض إلى أمراض نفسية جعلتهم يهربون من الواقع المرير الذي يعيشونه بالانطواء على أنفسهم ونبذهم للغير. تفشي ظاهرة الاعتداءات الجنسية على الأطفال و الاختطاف والاحتجاز في هذا الصدد فان الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان تنبه الحكومة إلى أن وضعية الأطفال في الجزائر تحتاج حسب الأخصائيين إلى إستراتيجية واضحة المعالم لحماية شريحة الأطفال التي تقدر بربع السكان خاصة مع بروز ظواهر جديدة طفت مؤخرا على سطح المجتمع كتفشي ظاهرة الاعتداءات الجنسية على الأطفال و الاختطاف والاحتجاز .ناهيك عن انتشار عمالة الأطفال و الإدمان على المخدرات في أوساط الأطفال وحتى الانتحار والتسول و كذلك هروب عشرات الأطفال و المراهقين سنويا من عائلاتهم ليتخذوا من الشارع مأوى لهم .ويضيف البيان أانه في هذا اليوم المصادف للذكرى السادسة والعشرين لاتفاقية حقوق الطفل دفعت المكتب الوطني للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان إلى دق ناقوس الخطر على هذه الظواهر والالتفات بجدية إلى مشاكل جيل الغد و إلقاء الضوء بالأرقام على أوضاع الطفولة بالجزائر وقد عبّرت الرابطة في عدة مرات عن عدم رضاها للحلول والعلاجات التي تحد من هذه ظواهر منها أخر تقرير خاص بقانون الطفولة في يوم 23 ماي 2015 قبل مصادقة على قانون الطفل في المجلس الشعبي الوطني. 3 ملايين تلميذ فقير استفادوا من منحة المعوزين وتكشف الأرقام المرعبة للرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان فانه تم تسجيل 1.014.000 ولادة في الجزائر من سنة 01 جانفي 2014 إلى غاية 01 جانفي 2015 منها 517698 ذكور و 496302 إناث كما سجلت الجزائر ارتفاعا في الوفيات لدى الأطفال يصل إلى 174.000 وفاة سنة 2014 مقابل 168.000 وفاة سنة 2013 و حوالي 500.000 طفل يتراوح سنهم ما بين 6 و 16 سنة غير متمدرسين في الجزائر. و كذلك حوالي 472878 طفلا ، 11 بالمائة من الأطفال الذين يقل سنهم عن 5 سنوات يعانون من تأخر في النمو ،و أن ذلك يعود إلى سوء التغذية. و قد سجلت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان في سنة 2015 أكثر من 3 ملايين تلميذ فقير استفادوا من منحة المعوزين وعدد المستفيدين من مجانية الكتاب المدرسي 4.298.895 تلميذا بحوالي 50 بالمائة من العدد الإجمالي فيما بلغ عدد المستفيدين من الألبسة المدرسية من فئة المعوزين أكثر من مليون و300 ألف تلميذ .كما تقدر الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان من 01 جانفي 2015 إلى غاية 31 أكتوبر 2015 حوالي 5580 طفلا ضحية عنف .من أهمها العنف الجسدي وسوء المعاملة والعنف الجنسي . كما سجلت أكثر من 256 حالة اختطاف منهم أكثر من 15 طفلا راح ضحية القتل العمدي كما تمت الإشارة إلى أن أكثر من 1800 اعتداء جنسي على البراءة في.2015 الظروف الاجتماعية وراء ظاهرة بيع المطلوع والأكياس البلاستيكية ورعي الأغنام كما تقدر الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان فيما يخص أطفال الشوارع بحوالي أكثر من 25000 طفل و خلص المكتب الوطني للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان أيضا إلى وجود ما معدله 300 ألاف طفل يستغلون في سوق الشغل فيما يرتفع العدد مع حلول فصل الصيف إلى أكثر من 550 ألف طفل ليكثر عدد الباعة من الأطفال في الشوارع الذين تدفعهم الظروف الاجتماعية إلى المتاجرة في أبسط شيء كبيع المطلوع أو الأكياس البلاستيكية أو المشروبات على الشواطئ و رعي الأغنام في القرى مقابل الحصول على أجر زهيد. ولاحظ المكتب الوطني للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان –حسب ذات البيان- كذلك ظاهرة استغلال الأطفال في التسول التي تفوق 25 ألف طفل متشرد معدل حياتهم لا يتجاوز 10 سنوات في الشارع والتي يراها المواطنون ورجال الأمن والقانونيون في كل مكان ما أدى إلى تدهور الجانب النفسي والسلوكي لديهم، فضلا عن الجانب الطبي وتعريضهم إلى المخاطر والأمراض . 45000 من الأطفال بدون هوية وحسب الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان دائما يشتكي بعض الأولياء من عدم احترام المطاعم المدرسية للواجبات الغذائية التي تفتقد للحريرات التي ينبغي إعطاؤها للطفل في المناطق النائية و بعض المناطق الحضرية و للتنبيه فإن نصف أطفال الجزائر لا يتغذون جيدا. وفي هذا الصدد يؤكد هواري قدور أن معدل نصيب الطفل الجزائري من البروتينات يوميا يعادل 25 غراما، في حين يتطلب النمو السليم لجسمه وقدراته العقلية 80 غراما من البروتينات ما يعني أن الطفل الجزائري يستهلك ربع الكمية التي يستهلكها الطفل الأوروبي مضيفا أن المعايير الدولية للتغذية تنص على ضرورة احتواء الغذاء اليومي على 3000 سعرة حرارية تحتوي هي الأخرى على مقدار ملائم من البروتينات. ضرورة الإسراع في مراجعة القانون الجديد لحماية الطفل طالبت الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان الحكومة بضرورة الإسراع في مراجعة القانون الجديد الذي صادق عليه البرلمان مؤخرا و يعنى بحماية الطفل من مجمل الآفات الاجتماعية التي يكون عرضة لها نتيجة مشاكله العائلية والاجتماعية التي لم يتناولها القانون كالاهتمام بالأطفال الذين يعيشون في وضعية صعبة و ذوي الاحتياجات الخاصة منهم الأطفال ذوو الإعاقة الذهنية و تشجيع الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني التي تقوم برعاية الأطفال بالوسائل المعنوية ،المادية والتكوين…. الخ و إعطاء الطفل الفرصة الكاملة للحوار والتعبير والمشاركة عبر خلق فضاءات الترفيه له وخلق ميكانيزمات جديدة تضمن راحة الطفل بصفة عامة والأطفال المحرومين من أسرة على وجه الخصوص أو المعرضين لخطر معنوي أو جسدي وكذا خلق علاقات حقيقية بين مختلف المؤسسات التي تهتم بالطفل من خلال إشراك الأطفال في تنظيم وتسيير البرامج المخصصة لهم إذ لا يُعقل أن تقام برامج للأطفال دون أن يساهموا فيها أو حتى يستشاروا فيها.