مشاكل كثيرة ومتنوعة، يعيشها الأطفال بولاية الشلف، دفعت المكتب الولائي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان إلى دق ناقوس الخطر والالتفات بجدية إلى مشاكل جيل الغد وإلقاء الضوء على أوضاع الطفولة بالشلف ونحن نحتفل بعيد الطفولة اليوم. 8 آلاف طفل يستغلون في سوق الشغل لا تزال فئة الطفولة المسعفة بالشلف تعيش واقعا مرا، وذلك لما تعانيه في يومياتها من مشاكل نغصت حياتها، على غرار المأكل والمأوى والاهتمام بحاجياتها الضرورية، بالإضافة إلى ضيق السكن وقلة التأطير والتكفل بهم، كما أن المتتبع لواقع الطفولة المسعفة بولاية الشلف يلمس جليا عدم تقديم الاهتمام الكافي بهذه الفئة، ما جعل المكتب الولائي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان لولاية الشلف يطالب السلطات المحلية بضرورة الاهتمام بهم وحسن معاملتهم. وفي سياق متصل، يطرح مشكل آخر من مشاكل الطفولة بالشلف، والمتمثل في لجوء الأفارقة وأبنائهم من مختلف الدول الإفريقية، أغلبهم من فئة النساء والأطفال الفارين من نار الحرب والفقر، فقد أحصى المكتب الولائي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان لولاية الشلف ما يفوق 98 طفل اقل من 14 سنة في مختلف شوارع وأزقة وساحات عاصمة الولاية وبعض البلديات أحيانا، وعليه فان المكتب الولائي لولاية الشلف يطلب من السلطات المحلية التكفل بالأطفال المهاجرين الأفارقة من خلال تأمين التعليم لأبناء المهاجرين القادمين من دول جنوب الصحراء الكبرى، وتمكينهم من الحصول على الخدمات الطبية والرعاية الصحية اللازمة، كما دعا أعضاء المكتب إلى توفير الإيواء للأطفال المهاجرين الأفارقة وذويهم، وحمايتهم من مختلف أخطار الاستغلال. أطفال الشلف عرضة للاعتداءات بصورة مقلقة تحتاج وضعية الأطفال في الشلف حسب الأخصائيين إلى إستراتيجية واضحة المعالم لحماية شريحة الأطفال التي تقدر بربع سكان الولاية، خاصة مع بروز ظواهر جديدة طفت مؤخرا على سطح المجتمع، كتفشي ظاهرة الاعتداءات الجنسية على الأطفال، الاختطاف والاحتجاز ناهيك عن انتشار عمالة الأطفال، والإدمان على المخدرات في أوساط الأطفال وحتى الانتحار والتسول وكذلك هروب عشرات الأطفال والمراهقين، سنويا من عائلاتهم ليتخذوا من الشارع مأوى لهم. وأكدت التقارير الأمنية، أن الشلف شهدت في السنة بين 2013 و2014 أكثر من 845 حالة عنف ضد الأطفال، وفي السياق ذاته خلص المكتب الولائي الشلف، إلى إحصاء ما يقارب 8 ألاف طفل يستغلون في سوق الشغل، فيما يرتفع العدد مع حلول فصل الصيف، حيث يكثر عدد الباعة من الأطفال في الشوارع ويتراوح عددهم بين 13 إلى 14 الف طفل تدفعهم الظروف الاجتماعية إلى المتاجرة في أبسط شيء، كبيع ”المطلوع” أوالأكياس البلاستيكية أوالمشروبات على الشواطئ، في الوقت الذي قدر عدد أطفال الشوارع بحوالي أكثر من 400 طفل معرضون لشتى أنواع المخاطر، ناهيك عن ارتفاع ظاهرة التسرب المدرسي التي تكشف عن وجود 17 ألف طفل اقل من 18 سنة تسربوا من المدارس في ولاية الشلف وتوجهوا نحوعالم الشغل. كما لفت المكتب الولائي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان لولاية الشلف النظر كذلك لظاهرة استغلال الأطفال في التسول، في الوقت الذي يبقى القانون عاجزا عن محاسبة الشبكات التي تستغل الطفولة. المكتب الولائي لحقوق الإنسان يقترح الحلول ومن أجل النهوض بواقع الطفل بولاية الشلف بصفة ملموسة، يدعوالمكتب الولائي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان للولاية اتخاذ تدابير لحماية الأطفال من التشرد والتسول في الشوارع، وذلك من خلال الإسراع في إصدار قانون جديد يعنى بحماية الطفل من مجمل الآفات الاجتماعية التي يكون عرضة لها نتيجة مشاكله العائلية والاجتماعية، داعيا في السياق ذاته إلى ضرورة مراجعة المادة 49 من القانون العقوبات الذي صدر في الجريدة الرسمية نهاية سنة 2013 ورفع المسؤولية الجزائية عن الأطفال من 10 إلى 16 سنة، معتبرا أن قانون العقوبات المعدَّل الذي خفض المسؤوليّة الجزائيّة عن الأطفال، مادون سنّ 13 سنة إلى 10 سنوات يُعتبر بمثابة الجريمة في حق الطفولة. وفي ذات الإطار دعا المكتب الولائي كذلك إلى ضرورة الاهتمام بالأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، مع استعجالية إعادة النظر في العقوبات المتعلقة بجرائم عمالة الأطفال دون السن القانونية، بالموازاة مع تشجيع الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني التي تقوم برعاية الأطفال بالوسائل المعنوية،المادية والتكوين، وفي السياق نفسه دعوة إلى تكييف البرامج المدرسية وأساليب المعاملة تجاه الأبناء والمراهقين فيما يخدم مصالحهم لا ما يخدم مصالح الراشدين والمربين، وذلك بإشراك الأطفال في تنظيم وتسيير البرامج المخصصة لهم إذ لا يُعقل أن تقام برامج للأطفال دون أن يساهموا فيها أوحتى يستشاروا فيها، وكذا فتح أبواب المؤسسات التعليمية خلال العطل ودعمها ببرامج وأنشطة ترفيهية يقضي بها الصغير فراغه بعيدا عن زخم الشارع والفراغ.