اهتز ليلة أول أمس سكان بني محافر بعنابة على وقع فاجعة كادت أن تؤدي بحياة العديد منهم وذلك عقب قيام فتاة في الثلاثينات من العمر بإضرام النار في جسد مما أدت إلى وفاتها وإصابة 4 نساء وطفل في الثالثة من العمر إضافة إلى شرطي بحروق متفاوتة الخطورة كانوا بصدد إخماد الحريق وإنقاذ حياتها. واستنادا إلى مصادرنا التي أوردت الخبر فإن الضحية المسماة (ب.س) البالغة من العمر 34 سنة كانت رفقة أفراد عائلتها بمنزل أحد أقاربها حيث قامت السلطات المحلية بمعية المصالح الأمنية بإخراجهم صبيحة أول أمس بغرض تهديم المنزل الهش وذلك في إطار ترحيل وتهديم البنايات الهشة بالمحافر الذي استهدف 411 عائلة إلا أن هذه الأخيرة رفقة شقيقتها قاموا بالعودة إلى المنزل في المساء إلا أن مصالح الأمن تدخلت مرة أخرى لإخراجهم وهو ما أثار استياءهم لتهدد الفتاة بالانتحار حيث قامت بجلب قارورة غاز بغرض تفجيرها ليتمكن الموجودون في الحي وبعض الأقارب من نزعها بالقوة لتفادي الكارثة إلا أنهم تفاجؤوا بإقدام هذه الأخيرة بسكب البنزين على جسمها وإضرام النار به ليتدخل شقيقها وبعض الأقارب والجيران الموجودون في مسرح الواقعة لإخماد الحريق وإنقاذ حياتها إضافة إلى شرطي الأمر الذي أدى إلى إصابتهم جميعا بحروق متفاوتة الخطورة حيث تم نقلهم على جناح السرعة من قبل مصالح الحماية المدنية إلى المستشفى الجامعي ابن سينا لتلقي الإسعافات الأولية لتلفظ بذلك الفتاة أنفاسها الأخيرة صباح أمس بمصلحة الحروق متأثرة بالإصابات البليغة فيما لاتزال شقيقتها وطفل في الثالثة من العمر على مستوى المصلحة المذكورة يخضعون للعلاج اللازم هذا وقد أصيب أيضا شرطي تدخل لإنقاذ الضحية بحروق على مستوى العين حيث تم تحويله إلى مستشفى العيون لتلقي العلاج كما أصيبت في ذات السياق امرأتان بإصابات مختلفة جراء محاولة إنقاذها. السلطات المحلية تؤكد أن الضحية ليست من سكان المحافر أكد مدير ديوان الترقية والتسيير العقاري في اتصال مع آخر ساعة أن الضحية ليست من سكان المحافر وأن احتجاجها على السكن غير شرعي حيث أنها تقطن بحي الريم كما أن شقيقتها تقيم بحي سيدي عمار وأن البيت الموجود بالمحافر هو لأحد أقاربهم وسكانه تم ترحيلهم إلى حي الكاليتوسة ببرحال ولم يتم تهديمه بسبب موقعه حيث أن إزاله تؤدي إلى سقوط المنازل المجاورة له مما قد يؤدي إلى كارثة مضيفا في ذات السياق أن مصالح الأمن قد قامت بإخراج الضحيتين صباح أول أمس غير أنهما عاودا دخول المنزل في المساء مهددين بالانتحار في حالة ما تم إخراجهما من منزل أجدادهما لتقع عقب ذلك الكارثة من جهة أخرى وفي ذات السياق أكد رئيس المجلس الشعبي البلدي بدوره أن الفتاة لم يذكر اسمها في القائمة الاسمية للمستفيدين من السكنات اشتباكات وتوقيفات بين السكان والأمن ما تزال احتجاجات السكان منذ أن بدأت عملية الترحيل بحي المحافر متواصلة لأسباب عديدة أبرزها رفض الأغلبية التخلي عن منازلهم والذهاب إلى حي الكاليتوسة باعتبار أنهم غير معنيين بعملية الترحيل فيما احتج البعض على أحقيتهم في السكن الاجتماعي على الرغم من أنهم غير محصين وأسماؤهم غير موجودة بالقائمة الرسمية كما أن البعض منهم احتج على الطريقة المتبعة من قبل السلطات في التعامل معهم وإخراجهم من سكناتهم كل هذه الأسباب وأخرى أدت إلى دخول عدد منهم في اشتباكات مع أعوان الأمن حيث قام المحتجون برشق المركبات بالحجارة وكذلك الممتلكات الخاصة والدخول في مناوشات عنيفة مع المصالح الأمنية التي أسفرت عن توقيف 9 أشخاص تم تحويلهم إلى المقر الأمني لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في حقهم كما أصيب في ذات السياق وحسب مصادر طبية أزيد من 20 شخصا بجروح مختلفة جراء الاشتباكات من بينهم حالات تم تحويلها إلى المستشفى الجامعي لتلقي العلاج اللازم ناهيك عن الإغماءات والمصابين بالأمراض المزمنة من رجال ونساء وذلك منذ انطلاق عملية ترحيل وتهديم البيوت الهشة بالحي المذكور. مدير الأوبيجي يؤكد أن السكان لا يملكون عقود ملكية أكد مدير ديوان الترقية والتسيير العقاري أن عمليات الترحيل والتهديم التي استهدفت منازل سكان المحافر الذين احتجوا على قرار الترحيل بحجة أنهم مالكون لهاته المنازل و لا يحتاجون للترحيل كما أنهم طالبوا بسكنات قريبة من حيهم وهي مطالب غير الشرعية مضيفا في ذات السياق أن لا أحد يملك عقد ملكية صحيح ومعترف به وتخول له أحقية امتلاك السكن وهو ما دفع بالسلطات إلى إخراجهم وتهديم هذه الأخيرة في إطار القضاء على السكنات الهشة وترحيل المستفيدين إلى سكنات لائقة.