تسبّبت محاولة انتحار جماعية بعنابة، ليلة الثلاثاء، في وفاة سيدة وطفلها، متأثرين بحروق من الدرجة الثالثة، فيما أصيبت 4 من شقيقات الضحية، بينهن مصابة في حالة خطيرة، وأوقفت مصالح الأمن زوج الضحية، على ذمة التحقيق، بتهمة تحريض زوجته على اقتحام مسكن والدها، والتسبب في هذه الكارثة التي لم يسبق لها مثيل، وهذا عقب احتجاج وفوضى سببها المقصون من الترحيل. الحادثة حسب ما رواه شهود عيان للشروق، حدثت الثلاثاء، عندما احتلت خمس شقيقات متزوجات البيت العائلي الفوضوي لوالدهنّ بحي بني محافر، عقب ترحيل الوالد وابنه المتزوج، إلى سكنات جديدة بمنطقة الكاليتوسة التابعة لبلدية برحال بولاية عنابة، ونظرا لصعوبة وصول آليات مصالح بلدية عنابة إلى المسكن الفوضوي المكوّن من طابقين قصد تهديمه، فقد تأجلت عملية الهدم إلى اليوم الموالي. غير أنّ التسخيرة العمومية فوجئت الثلاثاء بالمسكن العائلي محل الهدم قد اقتحم من طرف الشقيقات المتزوجات وهن "ب.نادية"، "ب.إيمان"، "ب.سميرة"، "ب، يمينة"، إضافة إلى الضحية (ب.سلوى) البالغة من العمر 34 سنة، وهي متزوجة ومستفيد زوجها من سكن اجتماعي ببلدية البوني، هذه الأخيرة رفقة شقيقاتها رفضن الثلاثاء إعذار التسخيرة العمومية، بضرورة إخلاء المنزل والسماح للقوة العمومية بالشروع في عملية الهدم عملا بالنصوص القانونية المطبقة في مثل هذه الحالات، حيث رأين بأن البيت له وارث ومن حقهن الحصول على السكن مثل شقيقهن، ما اضطر قوات الأمن إلى محاولة إخراجهن بالقوة، وهناك شرعت الضحية في سكب كميات معتبرة من مادة البنزين في محيط المسكن، ثم فتحت قارورة غاز البوتان في وجه الجميع، وهدّدت بإحداث محرقة جماعية. وبمجرد تحرّك أحد عناصر الأمن لمنعها من هذا الفعل الخطير، أمسكت الضحية بولاعة وأضرمت النار في محيط البنزين وقارورة الغاز، وهناك حدثت الكارثة عبر انفجار عنيف، حيث أصيبت رفقة ابنها بحروق من الدرجة الثالثة، فيما أصيبت شقيقاتها الأربع بجروح متفاوتة الدرجات استدعت نقل الجميع إلى مركز الحروق بمستشفى ابن سينا، فيما حوّل الطفل إلى مستشفى "سانتيراز"، وأفضت الحادثة المأساوية هذه إلى وفاتهما، فيما تتواجد إحدى شقيقاتها في حالة خطيرة جدا حسب مصدر طبي. إلى ذلك، أوقفت مصالح الأمن زوج الضحية على ذمة التحقيق بتهمة تحريض زوجته وإجبارها على اقتحام مسكن والدها المعدّ للهدم ومجابهة قوات الأمن، ثم الانتحار حرقا.