يعول نحاسون قسنطينيون على المنتجات التزيينية لإنعاش حرفة عريقة توارثتها الأجيال بعاصمة الشرق الجزائري خلال الصالون المحلي للنحاس الذي يحتضنه قصر الثقافة محمد العيد آل خليفة.ويشهد الصالون إقبالا كبيرا للزوار الشغوفين على وجه الخصوص بالشمعدانات والأباجورات ومزهريات الزاوية والمرايا والصواني وباقي التحف الفنية المصنعة بحب من طرف أيادي خبيرة تمكنت من اكتساب معرفة أكبر علاوة على تلك المهارة العريقة، وتلبي التظاهرة طلبات المواطنين لاسيما خلال هذه الفترة التي تكثر فيها حفلات الزفاف حيث تشكل «السينية» التقليدية المصنوعة من النحاس الهدية المثالية لمثل هذه المناسبات حيث يحتاج الحرفيون لترقية منتجاتهم من أجل التعريف بها وضخ ديناميكية جديدة للصناعة التقليدية المحلية حسبما أوضحه حمودي بومرزوقة أحد أقدم الحرفيين الناشطين بحي عوينة الفول منذ 1969، ورغم غياب وغلاء المادة الأولية ومشكل التموين بالنحاس ذي الجودة يتشبث الحرفيون المحليون بإنجاز منتجات تحظى بشعبية لدى زبائن ذواقين وتواقين للحفاظ على هذه الحرفة المهددة بالزوال، وبعد أن أثنى كثيرا على هذا الصالون الذي مكنه من بيع عدد كبير من التحف الحرفية طرح صالح مكي وهو حرفي آخر مقيم بشعب الرصاص بعين المكان مشكل غياب الخلف بسبب نقص الاهتمام من طرف الشباب، ويبدي الشباب «عدم اهتمام « بهذه الحرفة التي لم تعد مربحة حسبما أشار إليه ذات المتحدث مذكرا بالعراقيل التي تعيق تنمية هذا الفن الذي ينطفئ ببطء، ويشكل توارث فن صناعة الأواني النحاسية من جيل إلى آخر أمرا مستعجلا يتعين أخذه بعين الاعتبار من أجل ضمان استمرارية هذا التراث الذي يعد جزء من الهوية القسنطينية حسبما اعترف به ذات العارض