شدت الثرية النحاسية وصور قسنطينة القديمة اهتمام الجمهور الوهراني الواسع في إطار الأسبوع الثقافي لمدينة الجسور المعلقة الذي تحتضنه عاصمة الغرب الجزائري منذ مساء الأحد. وقد اكتست قاعة الميدياتيك التي تحتضن تحف نحاسية متنوعة بحلة فنية متميزة برأي العديد من زائري المعرض المقام بهذه المناسبة خاصة تلك الثرية النحاسية التي يبلغ طولها المترين تقريبا من صنع أنامل أحد رواد هذه الحرفة العريقة والمتجذرة بقسنطينة. وقد اختزل المعرض مسافة أزيد من ألف كلم للتمتع بما أنجبه حرفيي النحاس وفنياته وسمح للجمهور بالتجوال بين إحدى معالم التراث القسنطيني العتيق واكتشاف إبداعات حرفيي حي الباردو وغيره من مناطق هذه المدينة التي تشتهر بهذا الفن الأصيل. ويعد توارث هذه الحرفة ما بين الأجيال بقسنطينة ومحافظة الخلف ومداومته على الأنماط التقليدية في الصناعة النحاسية والتي لا تزال تعتمد بالدرجة الأولى على اليد من أبرز ما تم اكتشافه من قبل الزوار لدى تقربهم من الحرفيين العارضين بما جادت به مهاراتهم في صنع الأواني والمرايا وغيرها من التحف النحاسية.كما عرفت رفوف معرض لصور قسنطينة القديمة إقبالا واسعا من قبل الجمهور الشغوف بالإطلاع على جسور قسنطينة المعلقة على غرار سيدي راشد وجسر السبيطار إلى جانب صور عن المسار الجبلي الواقع أسفل هذه الجسور وكذا النهر العابر بينها. وساهم هذا المعرض أيضا بالتعرف كذلك على الأحياء العتيقة لعاصمة الشرق الجزائري مثل «السويقة» و»سيدي مبروك» إلى جانب أشهر أكلاتها وأطباقها الشعبية وملابسها التقليدية منها «الڤندورة القسنطينية». وبالإضافة، إلى الطابع الفني العيساوي الذي استعرضته جمعية أبناء الطريقة العيساوية والمعروفة بمحافظتها على تراثه وترقيتها لفن المدائح الدينية ستنشط كوكبة من نجوم أغنية المالوف عددا من السهرات الفنية المبرمجة في إطار هذه التظاهرة التي ستتواصل إلى غاية يوم الخميس المقبل.