رغم عدم التئام جرح مقتل الطفلة نهال من قبل مختطفيها والتي لقيت حتفها منذ أسابيع قليلة و استمرار حالة الحزن و الأسى و التي مست 40 مليون جزائري جراء هذه الحادثة الأليمة التي راحت ضحيتها طفلة في سن الرابعة و الضوضاء التي صاحبت هاته الجريمة الشنعاء و المطالب المتواصلة بتطبيق حكم الإعدام ضج مختطفي الأطفال إلا أن اللامبالاة لا يزال لها متسع من المكان في كنف بعض العائلات التي لو طبقت قوانين الغرب في بلادنا لحرموا من أطفالهم بحجة الإهمال الأسري و هو ما ينطبق على ما حدث أول أمس بعنابة مع فتاة في سن التاسعة من العمر شاء القدر أن ينقذها من الأسوأ. وقائع الحادثة تعود إلى صبيحة يوم 15 أوت الجاري حيث وفي إطار المهام التي تقوم بها فرقة حماية الأحداث بعنابة من تحسيس، توعية و السهر على الحفاظ على سلامة القصر و على الساعة الثانية زوالا لفت انتباه أفراد فرقة حماية الأحداث للدرك الوطني بعنابة طفلة قاصر تبلغ من العمر تسع سنوات فقط تقف وسط محطة النقل البري لنقل المسافرين الجديدة الكائنة بحي 01 ماي بلدية البوني وفي يدها كيس أبيض وتائهة النظرات خائفة ممن حولها و هو ما يصنفها في حالة خطر معنوي ، لتتم مراقبتها لمدة قصيرة حيث تم التأكد بأنها لوحدها دون مرافق في هذه المحطة و على الفور تم التوجه نحوها ليتبين أنها بالفعل تائهة و أنها تواجدت بالمحطة بمفردها قادمة من مدينة بوشقوف بولاية قالمة البعيدة بمسافة 60 كيلومتر تقريبا عن عنابة ، تاركة بيتها الأسري خلسة بهدف زيارة عمتها ببلدية الشط ولاية الطارف لتقل بعدها حافلة متجهة نحو مدينة عنابة نظرا لكونها قاصرا ولا تعي ما تفعله و على الفور تم التكفل الصحي و المعنوي بالطفلة ونقلها إلى مقر الفرقة ومباشرة عمليات التحري التي أفضت إلى تحديد هوية والديها واستدعائهما على عجل قصد استلام ابنتهما الضالة و تحسيس القاصر وتوعيتها بخطورة الفعل الذي أقدمت عليه وكذا تأنيب والديها مع حثهما على الحرص و متابعة أبنائهم والسهر عليهم خصوصا و أن الفتاة كان بالإمكان أن تتعرض للأسوأ سواء بالضياع و التنقل عبر حافلات مجهولة ما قد ينقلها لمناطق ابعد و يتسبب في ضياعها او تعرضها للاختطاف خصوصا و أن محطات النقل البري دائما ما تعرف تواجد بعض اللصوص و المجرمين الذين يترصدون ابسط الفرص لتطبيق افعالهم الشنيعة ،هذا و لا يزال البحث متواصلا للتوصل إلى هوية صاحب الحافلة التي أقلت الطفلة القاصر إلى مدينة عنابة بمفردها و دون علم والديها والعجيب في القضية أن الطفلة كانت على علم بقضية «نهال» رحمها الله و ما وقع لها، إلا أنه يبقى الطفل طفلا مهما كان ذكاؤه وفطنته و هو ما يحتم على الأولياء الاهتمام بأبنائهم لتفادي تعرضهم لأي مكروه لا ينفع الندم في تعويض و لو جزء بسيط منه .