الفتاة تم قتلها في نفس اليوم الذي اختفت فيه التحقيق مع 40 مشتبها فيهم في قضية مقتل «نهال» بعد اختفائها كشفت مصادر مطلعة لالنهار، أن الطفلة «نهال» تم قتلها في اليوم الذي اختُطفت فيه من دون تحديد طريقة القتل، حيث لم يقم إلى غاية الساعة محققو الدرك الوطني بتأكيد فرضية الاختطاف والقتل أو الافتراس من قبل حيوانات ضارية .وقالت المصادر التي تعمل على التحقيق في قضية «نهال»، إن تعرض عظام الفتاة «نهال» للعض والكسر من قبل حيوانات مفترسة في الغابة التي وجدت فيها، صعّب من تأكيد فرضية قتلها من طرف خاطفين أو افتراسها من قبل حيوانات، ومما زاد من تعقيد عملية الوصول إلى الحقيقة الكاملة هو عدم العثور على الجثة كاملة للطفلة «نهال».كشفت مصادر موثوقة ل«النهار» من دائرة التحقيق في مقتل الطفلة «نهال»، أن 40 مشتبها فيهم تم التحقيق معهم بتهمة الاختطاف والقتل قصد التأكد من فرضية مقتل الطفلة «نهال» التي صنعت قضيتها الحدث داخل الجزائر وحتى خارجها. وكشف أمس، مصدر مسؤول ل «النهار» أن تحقيقات مصالح الدرك الوطني لا تزال متواصلة مع قضية اختطاف «نهال» للكشف عن ملابسات القضية ومعرفة المتورط، مشيرا إلى أن هناك 40 مشتبها بهم قيد التحقيق للتأكد من فرضية مقتل الطفلة «نهال» على يد خاطفيها. وكان وكيل الجمهورية لدى محكمة واسيف بتيزي وزو، قد أكد بصفة رسمية أن نتائج تحليل الحمض النووي للأشلاء التي تم العثور عليها أثناء عملية البحث، أظهرت أنها تعود للطفلة نهال، مضيفا أن هذه الأشلاء هي جمجمة متفحمة وهيكل عظمي، بالإضافة إلى العثور على ملابس عليها آثار دماء بالقرب من مكان اختفاء الطفلة.ويأتي هذا الإعلان الصادم لينهي بشكل مأساوي قصة الطفلة «نهال سي محند» التي اختفت يوم 21 جويلية الماضي، من قرية آيت علي ببلدية أيت تودر بولاية تيزي وزو، بعد أن كانت في زيارة مع أهلها الذين يقطنون بمدينة وهران لحضور حفل زفاف لأقارب العائلة. كما عبر رواد المواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم الكبير بعد الكشف عن نتائج التحليل الذي قامت به مصالح الدرك الوطني والعثور على جثتها، حيث طالب «الفايسبوكيون» بضرورة الإسراع في تنفيذ حكم الإعدام في حق المجرمين الذين يتعدون على الأطفال الأبرياء، كما عجّت مواقع التواصل الاجتماعي بصور ومقاطع فيديو يعبّرون من خلالها عن حزنهم لما وقع «لنهال» وتستنكر هذه الجريمة في حق الأبرياء. وكيل الجمهورية يؤكد وفاة الطفلة نهال ووالدتها تكشف: أحضروا لنا من قتل ابنتي لكي نفعل به ما فعل بها أكد وكيل الجمهورية لدى محكمة واسيف بولاية تيزي وزو، فضيل تخروبت، في ندوة صحافية أول أمس، رسميا، وفاة الطفلة «نهال سي محند» صاحبة الأربع سنوات من مواليد 18 مارس 2012، والتي اختفت منذ يوم 21 جويلية الماضي.ورغم أن وكيل الجمهورية لم يكشف عن تكييف القضية، إلا أنه كان يستعمل عبارات «اختفاء أو اختطاف»، كما لم يشر إلى نتائج تقرير الطبيب الشرعي ولم يذكر نوعية أشلاء الجثة، مكتفيا بالقول أشلاء الهيكل العظمي وأشياء مسترجعة بمسرح الجريمة.وأضاف وكيل الجمهورية وهو في حالة تأثر خيّمت على قاعة انعقاد الجلسات قائلا: «تمكنت مصالح الدرك الوطني من العثور على بقايا هيكل عظمي بمسرح الجريمة بأحد الحقول التابعة لقرية مشرك، وتم على إثرها تكليف أخصائيين بالمعهد الوطني للأدلة الجنائية التابع للدرك الوطني ببوشاوي لرفع الآثار وتحليلها، وفي هذا اليوم وللأسف الشديد، تلقينا النتائج الأولية لهذه الأشياء المسترجعة بمسرح الجريمة، وللأسف كما قلت أكدت تحاليل الحمض النووي أنها تابعة للطفلة الصغيرة «نهال» سي محند رحمها الله، هذا ما يمكن قوله لحد الساعة فيما يخص التحريات الأولية حول اختفاء هذه القاصرة وكل الوسائل المادية والبشرية مسخرة للتحري حول هذه الواقعة والمصالح الأمنية والعدالة تقوم بكل ما بوسعها لإنارة الرأي العام حول ظروف اختطافها أو اختفائها ونتائج التحقيقات فيما يخص هذه التحقيقات، وسنتولى بإخطار عائلة القاصرة أولا فيما بعد عائلة الأسرة الإعلامية والمجتمع».من جهته، أكد قائد الدرك الوطني المختص إقليميا، ردا على سؤال «النهار»، أنه ونظرا لخطورة الوقائع لا يمكن الكشف عن نوعية تلك البقايا من الجثة. والدة نهال: «أحضروا لنا من قتل فلذة كبدي وسنفعل به كما فعل بها» كانت الساعة تشير إلى الثالثة والنصف بعد الزوال، عندما وصلت «النهار» إلى بيت العزاء بقرية آيت علي بايت تودرت، أين وجدنا جموعا من المعزين وسيارة إسعاف تابعة للحماية المدنية تحسبا لأي طارئ، دخلنا المنزل وفي إحدى الغرف قابلتنا كريمة والدة «نهال» التي تلقت الخبر عبر الهاتف وجدناها جالسة على الأرض في قاعة مكتظة عن آخرها وهي تبكي وتصرخ بكل جوارحها ولم تتوقف عن ذكر اسم فلذة كبدها المغدور بها «نهال» وراحت تردد «أحضروا لي من قتل نهال وسأفعل به ما فعل بها.. لماذا.. لقد أتيت من أجل الفرح ووجدت نفسي في موت.. لماذا قتلوها وهي التي بدأت حديثا بالنطق وأصبحت وردة، إنها ملائكة لم أكن اعتقد أبدا أن يحدث معي ما حدث». جدة نهال: «كان عليهم بعد ذبحها أن يحضروها لنا بدل إعطائها للذئاب» وفي غرفة أخرى، كانت جدة «نهال» ملتفة بجموع من المعزين تبكي هي الأخرى بحرقة وراحت تردد «لقد ذبحوها.. كان عليهم أن يحضروها إلى البيت من أجل دفنها، لماذا سلّموها للذئاب التي نهشت لحمها وجسدها الصغير». عائلة نهال تقيم جنازتها بوهران حسب رغبة والدتها قرّرت عائلة الطفلة الراحلة «نهال إقامة» جنازتها بوهران، وذلك حسب رغبة والدتها. وناشدت العائلة الرئيس بوتفليقة قصد اتخاذ إجراءات ردعية تجاه مختطفي وقتلة الأطفال.رئيس لجنة القرية ل«النهار»: «سننظم مسيرة ضخمة تنديدا باختطاف الأطفال»كشف رئيس لجنة قرية آيت علي «الطاهر عمار وعلي» في التصريح ل«النهار» أول أمس، أنه سيتم تنظيم مسيرة ضخمة بمشاركة الدوائر المحيطة بدائرة واسيف على غرار بني يني وعين الحمام، في انتظار إبداء الآخرين موافقتهم للمشاركة، حيث سيتم عقد اجتماع طارئ بالقرية من أجل دراسة هذه الحركة الاحتجاجية التي سيتم تنظيمها بعاصمة الولاية، وهذا من أجل التنديد باختطاف الأطفال وقتلهم. والد نهال لالنهار: «نهال ستدفن بقربنا في وهران والوحوش لا توجّه إليهم الرسائل» مثلما سبق وأن أكدته خالة المرحومة سي محند نهال، ل«النهار» أول أمس، بمجلس العزاء، أن الضحية الفقيدة سيتم دفنها بوهران. أكد السيد مقران سي محند والد «نهال» في اتصال هاتفي بالنهار، مساء أمس، أن ابنته نهال فلذة كبده سيتم دفنها بولاية وهران، مكان إقامتها وولادتها، في إشارة إلى أنها ستدفن هناك بقرب العائلة حتى يتسنى لها زيارة قبرها مثلما أرادت وعن تاريخ تشييعها إلى مثواها الأخير، كما تردد أنه سيتم نقلها إلى وهران صبيحة اليوم، رد محدثنا أنه لحد الساعة لم يتبين بعد، حيث لم يستلم بعد جثة ابنته المرحومة، أو بالأحرى ما تبقى منها، وعن رسالته للوحوش التي قتلت ابنته الملاك نهال، رد أن الوحوش لا توجّه إليهم الرسائل ولا يتحدث معهم، بل الرسائل توجه إلى بني آدم البشر، مستطردا بالقول «حسبي الله ونعم الوكيل». سكان تيزي وزو يتجمهرون أمام مسكن الطفلة «نهال» ويطالبون بالقصاص أقدم، أمس، ابتداء من الساعة التاسعة والنصف، المئات من سكان بلدية واسيف 34 كم غرب عاصمة الولاية تيزي وزو، على التجمهر أمام مقر سكن المرحومة الطلفة «سي محند نهال» وهم يهتفون «الله أكبر القصاص للطفلة نهال»، وذلك لدفع السلطات إلى اتخاذ قرارات جريئة تقضي بأخذ القصاص من قتلة الضحية التي عُثر على جثتها نهاية الأسبوع الماضي وسط غابة ازغار، حيث طالب المحتجون أيضا بإخلاء المنطقة من المسبوقين قضائيا والقضاء على الفوضى العارمة خاصة بعد أن أضحت واسيف نقطة من بين البؤر الساخنة، وسط تأكيد مصادر محلية عن إمكانية انتماء قتلة الطفلة «نهال» إلى ذات المنطقة. وقد عاشت بلدية آيت تودرث، أمس، على وقع إنزال أمني كبير عمل على مراقبة الأوضاع عن قرب، في الوقت الذي حضرت فرقة أمنية خاصة قصد استكمال التحقيق الذي لا يزال متواصلا قصد توقيف المتسبيبين في اختطاف ومقتل الطفلة «نهال» وكان الطريق الرابط بين قرية آيت عبد الوهاب ومدينة آيت تودرث شهد حركة مرور كبيرة بسبب توافد أعداد كبيرة من المواطنين إلى منزل الضحية لتقديم التعازي، وهم المواطنون الذين أتوا من كل حدب وصوب. مواطنون ينظّمون وقفة للمطالبة بالقصاص من قتلة «نهال» وسط مدينة قسنطينة أئمة البويرة يطالبون بالقصاص من قتلة الأطفال ندّد، أمس، خطباء منابر الجمعة في البويرة، باختطاف وقتل الأبرياء وترويع الأولياء، بعد استفحال ظاهرة اختطاف الأطفال بالجزائر، وقد استدل الأئمة بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تتوعد المجرمين المعتدين على النفس البشرية. وفي هذا الشأن، رافع الإمام الخطيب بمسجد عمر بن الخطاب وسط مدينة البويرة، مطولا، للتنديد بهذه الجرائم التي يذهب ضحاياها أطفال أبرياء لا ذنب لهم، في إشارة منه إلى الطفلة «نهال» بتيزى وزو، من دون نسيان الطفل «بدر الدين» بعين بسام الذي مضى على اختفائه أزيد من ثلاثة أشهر من دون أن يُعرف مصيره، وقد طالب الأئمة بالقصاص طبقا لما تنص عليه النصوص الشرعية. وبولاية قسنطينة، نظم أمس، بجوار حديقة بن ناصر بقلب المدينة، العشرات من المواطنين وقفة تضامنية مع عائلة الفقيدة «نهال» التي عُثر عليها منذ يومين أشلاء بضواحي ولاية تيزي وزو بعد عمليات بحث مكثفة لفرق الدرك الوطني لأكثر من 10 أيام، وأجمع المساهمون في هذه الوقفة التي كانت بمبادرة من فيدرالية المجتمع المدني بولاية قسنطينة، على ضرورة تطبيق «الإعدام» في حق مقترفي هذه الأفعال في حال التأكد من فرضية الجرم والقبض على المتورط، معتبرين ذلك بمثابة الرادع الذي من شأنه إنهاء مسلسل دماء الأطفال الذي عاشت قسنطينة على وجه الخصوص منه حالات مأساوية لم تندمل بعد في قلوب سكان الولاية، وأكثرها دموية قصة «هارون وإبراهيم» اللذين كانا ضحية وحشين بشريين، لا يزالان ينعمان بالحياة على الرغم من حرمان طفلين الحق في العيش، ونوّه رئيس الفيدرالية ل«النهار» بالاستجابة العفوية لما يفوق ال 60 مواطنا من نساء وأطفال أبوا إلا أن يضموا صوتهم للمطالبة بتفعيل قانون الإعدام وتطبيق الحكم فعليا، لحماية المجتمع من هؤلاء الذين زرعوا الرعب في نفوس المواطنين، كونهم باتوا يعيشون هذا الكابوس يوميا خوفا على أبنائهم، من وحوش بشرية تستهدف البراءة لإرضاء غايات حيوانية أو تصفية حسابات شخصية لا علاقة للأطفال بها لا من قريب ولا من بعيد. علي عيه إمام مسجد الكبير بالجزائر: «مكافحة ظاهرة قتل الأطفال بالمنبر لا تكفي» قال «علي عيه» إمام مسجد الكبير بالجزائر، إن المسؤولية تقع على عاتق جميع الشرائح وهي مشتركة على جميع القطاعات الوزارية، مضيفا أن على الحكومة والشعب العمل أكثر من أجل محاربة هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد أبناءنا. وأشار أمس المتحدث في اتصال مع «النهار»، إلى أن إمام المسجد ليس وحده مسؤول على انتشار ظاهرة قتل الأطفال بل يعتبر أحد أعضاء المجتمع، مؤكدا إلى أن الوقت الذي يخصصه الإمام في المنبر يوم الجمعة لتوعية الشعب ومكافحة ظاهرة قتل الأطفال واختطافهم لا تكفي، بل تتعدى إلى أكثر من ذلك، مضيفا أن حكم القصاص ضروري كونه ذُكر في القرآن الكريم في مثل هذه الحالات التي تهدد أمن المجتمع.