أكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف خلال اللقاء الجهوي الذي جمعه بمديري الصحة ل16 ولاية بعنابة أول أمس أنه غير راض عن الأوضاع السيئة التي تشهدها الكثير من المؤسسات الإستشفائية في ولايات الشرق الجزائري بسبب من سماهم المتهاونين في التسيير والمعرقلين للعمل داخل الهياكل الصحية متوعدا إياهم أنه سيتخذ إجراءات صارمة في حقهم، وأنه لن يكون متسامحا معهم في حال عدم تدارك النقائص مطالبا من جهته المسؤولين بضرورة تكريس مبدأ حسن التسيير أو الرحيل عن المنظومة الصحية التي باتت تعاني بسبب طغيانهم على حد قوله، ولقد أوضح الوزير خلال حديثه عن توفير الإمكانيات اللازمة لخدمة المواطن مبرزا الميزانية الضخمة التي تخصصها الدولة الجزائرية للنهوض بهذا القطاع ليكشف أن الجزء الأكبر منها سيخصص سنة 2017 في مجال تعميم نظام الإعلام الآلي على جميع المؤسسات الإستشفائية نظرا لأهميته الكبيرة في تسهيل الأمور للمرضى و حفظ المعلومات وعدم تلفها، وكاشفا أن رقمنة تسيير الأنشطة الصحية أصبحت ضرورة ملحة لمواكبة التطلعات الإستراتيجية المسطرة وهذا من أجل تأهيل وتقويم القطاع إضافة إلى تحقيق النقلة النوعية المنشودة على مستوى الأداء والتكفل بالمريض من أجل التأقلم مع أنظمة التسيير العصرية، لافتا إلى أن التصور المندمج لترقية المنظومة يتطلب إدراج التكنولوجيات الحديثة في الأداء اليومي لقطاع الصحة، ومن جهة أخرى فقد ركّز بوضياف على ضرورة التجسيد الميداني لمبادئ الاستشفاء والتطبيب المنزلي موضحا إلى أن إخراج الفحوصات المتخصصة إلى العيادات متعددة الخدمات سيخفف من مسار المريض وترقية نوعية استقباله، مع ترشيد استغلال الموارد البشرية ومهنيي القطاع بصفة عقلانية عبر مختلف المؤسسات للتكفل الأحسن بالمريض. ولاية سوق أهراس من أسوأ ولايات الشرق عرفت ولاية سوق أهراس انتقادات لاذعة من طرف الوزير بوضياف الذي وقف على الوضعية الكارثية التي تعرفها المؤسسات الإستشفائية للولاية قائلا:»سدراتة تلك..هي كارثة بأتم معنى الكلمة»، مطالبا مدير الصحة بالعمل أكثر والوقوف على الحالة الفوضوية التي يشهدها قطاعه، مؤكدا أنه وضع لجنة تفتيش تقوم بخرجات فجائية بكل الولايات في رسالة منه إلى جميع المسؤولين بأنه مدركا بكل النقائص التي لابد وأن تتدارك في أقرب الآجال، ولقد ركز الوزير في حديثه عن الظاهرة الغريبة التي باتت تعرفها هذه الولاية وهي نقل النساء الحوامل إلى مستشفيات عنابة لإنجاب أطفالهن، حيث ذكر أن مستشفيات عنابة استقبلت ما يزيد عن 40 ألف امرأة حامل من ولاية سوق أهراس، وهو الأمر الذي وقف عنده بلهجة صارمة داعيا المدير بالتصرف تجاه هذا الأمر الذي تحول إلى ظاهرة غريبة في قطاع الصحة، ومن جهة ثانية فقد عبر بوضياف عن ارتياحه لحالة مستشفيات عنابة على غرار المؤسسة العمومية الإستشفائية بالحجار التي تعرف تطورا ملحوظا في نسبة الخدمات المقدمة وفي جانب النظافة وحسن التسيير من قبل مسؤولها ناصر محمد الذي جعل من هذه المؤسسة رمزا ينبغي الإقتداء به. لا وجود ل: «باراسيتامول» صهيوني ولقد أوضح وزير الصحة خلال إشرافه على الملتقى الجهوي يوم الخميس أن دواء «باراسيتامول» الموجود بالصيدليات يصنع من قبل 3 منتجين جزائريين، وأن وزارة الصحة منعت من استيراد أكثر من 300 نوع من الدواء نظرا إلى أنها تولي اهتماما كبيرا لكيفية التصنيع من أجل عدم حدوث أي شيء بإمكانه أن ينعكس على صحة المواطن، ليفنّد جميع الإشاعات التي حامت حوله مؤخرا، مطمئنا الجميع بأنه دواء جزائري مئة في المئة وأنه لا يشكل خطرا على المستهلك، كما دعا في الأخير إلى الرفع من وتيرة الإنتاج و الانتقال إلى مرحلة التصدير قريبا.