احتضنت ولاية عنابة، يوم أمس، اللقاء الجهوي الشرقي لمدراء الصحة ورؤساء المصالح الاستشفائية ل14 ولاية شرقية، تحت رئاسة عبد المالك بوضياف وزير الصحة وإصلاح المستشفيات، اللقاء الذي تم تنظيمه من طرف ولاية عنابة جاء على خلفية لجان التفتيش التي سبق لوزارة الصحة إيفادها إلى مختلف ولايات الوطن من أجل الوقوف على الحالة العامة لمختلف الوحدات الاستشفائية بالإضافة إلى ضبط المسؤوليات خاصة بالنسبة لمسيري والقائمين على هذه الهيئات الاستشفائية. ليضفي الوزير، عبد المالك بوضياف، جدية كبيرة في هذا اللقاء، والصرامة في تحميل المسؤوليات للأطراف المتقاعسة، ممن أثبتت اللجان الوافدة سابقا ضعف في تسيير المؤسسات الاستشفائية، أين تابع العروض المقدمة ولاية بولاية ممثلة في مدير الصحة الذي يقدم عرض مفصل على وضعية مختلف الوحدات الاستشفائية، والإجابة على أهم النقائص المرصودة خاصة الأمن، توفر الأدوية واللقاحات، ووضعية الإطعام على مستوى المستشفى، بالإضافة إلى الوضعية المالية للعاملين ودفع الرواتب ومخلفات الأجور. كما وجه الوزير بوضياف انتقادات لاذعة في حق بعض المدراء الذين أخفقوا في تسيير المصالح الاستشفائية، والعكس لم يخف الوزير أيضا إعجابه وشكره لمن تفانى في الارتقاء بالخدمات الصحية على مستوى المؤسسة الاستشفائية القائم عليها مثلما كان على مستوى مدير الصحة لولاية خنشلة، أم البواقي، سطيف. بوضياف شدد أيضا على ضرورة ربط مختلف الوحدات الاستشفائية بشبكات معلوماتية تسهل عملية التواصل بين العاملين وخاصة الأطباء، والأطباء المختصين وكذا الجراحين ،هذا بالإضافة إلى مزاولة التكوين على مستوى اكبر الأقطاب الصحية الوطنية للولايات الرئيسية مثل العاصمة، عنابة، وهران، تلمسان، قسنطينة. كما أفاد الوزير أن مشكلة القطاع الصحي في الجزائر تتلخص في نقطتين هامتين، مشكلة تسيير للمرافق الصحية وتنظيم الخدمات المقدمة إلى المريض سواء عن قصد أو عن غير قصد. وفي معرض حديثه عن ولاية عنابة أفاد الوزير أن مركز معالجة مرضى السرطان في عنابة سوف يرى النور عن قريب جدا حيث تعهد أمام وسائل الإعلام الوطنية والمحلية بأن المركز سوف يتم فتحه في مارس القادم على أقصى تقدير. كما أكد على مختلف القائمين على القطاع الصحي بولاية عنابة بداية بمدير الصحة، وتوجه إلى السلطات المحلية بضرورة انجاز قطب صحي يضم العديد من التخصصات الطبية بدل توزيع العديد من المستشفيات بطاقة استيعاب ضعيفة، وهو الأمر الذي نال إعجاب الجميع. و أكد معالي الوزير أيضا أن الاستعجالات الطبية أمر لا تسامح فيه، لابد من تحسين والارتقاء بالخدمات الأولية المقدمة للمريض من خلال تسيير جدي وحازم لمختلف الاستعجالات الطبية، لأنها واجهة الصحة في أي بلد في العالم. ليختتم اللقاء بتنظيم ورشات عمل تحت إشراف العديد من الأساتذة في العلوم الطبية تتضمن مختلف النقاط الجوهرية التي لابد من التعجيل بمعالجتها لتحسين قطاع الصحة في الجزائر.