خلص المشاركون في الملتقى العلمي حول اكتئاب ما بعد الولادة والذي احتضنه القطب الجامعي الثاني بتاسوست ولاية جيجل أمس إلى ضرورة الاعتناء بالحالة النفسية للمرأة الحامل وإيلاءها الرعاية الضرورية بغرض الحيلولة دون تكرار ما حدث في قسنطينة والعاصمة حين أقدمت سيدتان على قتل أطفالهن بطريقة بشعة لازالت حديث العام والخاص إلى اليوم على الرغم من مرور أشهر على الحادثتين المقززتين .الملتقى الذي شارك فيه أخصائيون نفسانيون ودكاترة جامعيين إضافة إلى خطباء مساجد تطرق بالتحليل والدراسة إلى مشكل الاكتئاب الذي يصيب النساء الحوامل أو ما يسمى باكتئاب ما بعد الولادة والذي أرجعه المختصون إلى التغيرات الهرمونية التي تصيب المرأة الحامل وتراجع هرمون الأستروجين بجسدها ناهيك عن التغييرات الجسدية التي تلحق بجسم هذه الأخيرة وخوفها من عدم القدرة على تحمل المسؤولية مما يجعلها عرضة لاكتئاب ما بعد الولادة الذي يدفع بالكثير من النساء إلى اكتساب تصرفات عدوانية والقيام بتصرفات تقترب من تصرفات المجانين .وخلص المشاركون في الملتقى إلى ضرورة التكفل بالمرأة الحامل خصوصا من قبل محيطها العائلي حتى تجتاز هذه المرحلة الهامة والخطيرة بنجاح وذلك منذ فترة الحمل ومن ثم تفادي المزيد من الجرائم التي نجمت عن هذه الظاهرة المرضية وتحديدا ما وقع بقسنطينة والعاصمة حين أقدمت سيدتان على ذبح أطفالهن بطريقة بشعة وهي الحادثتان اللتان صنعتا الحدث بكل التراب الوطني ، كما أكد المشاركون في اليوم الدراسي حول اكتئاب ما بعد الولادة بجيجل بأن 39 بالمائة من إجمالي النساء الحوامل يصبن بهذا العارض النفسي الخطير وأن النساء الحديثات العهد بالولادة أكثر عرضة للمرض بنسبة تفوق الخمسين بالمائة ما يجعل من التكفل النفسي بهذه الشريحة أمرا ضروريا من أجل تفادي المزيد من الجرائم التي احتار المختصون في تفسيرها .