سلطت أمس محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء عنابة عقوبة المؤبد ضد المتهمين «ب.ف» و»ع.ي» لارتكابهما جناية القتل العمدي التي راح ضحيتها المدعو «ج.ع.ا»، حيثيات القضية تعود إلى السنة الماضية حين تلقت عناصر الدرك الوطني بعنابة مكالمة هاتفية جاء فيها أن مصلحة الاستعجالات لمستشفى ابن رشد قد استقبلت جثة شخص توفي إثر تلقيه ضربة بليغة على مستوى رأسه ما جعل مصالح الدرك تتنقل على الفور إلى المستشفى لمعاينة الجثة التي تبين بعد التحقيقات الأولية أن الشخص المتوفي قد دخل في مناوشات كلامية بموقف السيارات التابع للملهى الليلي «شمس الحمامات» الواقع بشاطىء رفاس زهوان قبل أن تتحول إلى شجار أودى بحياته، ولقد كشفت المعاينة الميدانية لشريط الفيديو المصور الخاص بالملهى أن الضحية كان في حالة سكر متقدمة رفقة المتهمان في القضية وحصلت بينهم مناوشات كلامية مع حراس الملهى الليلي الذين قاموا بإخراجهم إلى موقف السيارات دون حدوث أية مناوشات بينهم، وبسماع المشتبه فيه المدعو «ع.ي» إعترف هذا الأخير بأنه كان مع الضحية والمتهم الأول في القضية بالملهى ليلة الحادثة مؤكدا أنهم وبعد إسرافهم في تعاطي المشروبات الكحولية وقعت مناوشات كلامية بينهم، وهو الأمر الذي استدعى تدخل الحراس الذين قاموا بإخراجهم إلى موقف السيارات أين ركبوا سيارتهم من نوع «سامبول» وانصرفوا، كاشفا أن هذه المناوشات استمرت بين المتهم المسمى «ب.ف» والضحية الذي أفسد عليهم سهرتهم حسب تصريحاته، حيث قاما بتبادل عبارات السب والشتم داخل السيارة أثناء الطريق قبل أن يقوم المتهم بخنق «ج.ع.أ» من الخلف ويوجه له ضربة قاتلة على مستوى رأسه بواسطة سكين ما أدى إلى وفاة الضحية بعد أن فقد كمية معتبرة من الدم، وأثناء توقيف المتهم «ب.ف» واقتياده إلى مقر الفرقة للتحقيق، اعترف هو الآخر بالمناوشات التي حصلت بينهم جميعا وكشف أنه عند مغادرتهم الملهى استمرت المناوشات بين الضحية و»ع.ي» بالسيارة ليذكر أنه لا يعلم السبب الحقيقي الذي جعلهما يتشاجران وحاول إنهاء الشجار فقام بوضع ذراعه وساعده على رقبة «ج.ع.ا» الذي كان يقود السيارة وأخرج سكينا من نوع «كلونداري 3 نجوم» وضرب بها الضحية على مستوى الجبهة في حين أنه لم يتذكر بالضبط وقائع الحادثة والمكان بالضبط نتيجة إسرافه في تناول المشروبات الكحولية، وبعد سماع جميع الأطراف التمست النيابة العامة عقوبة المؤبد ضد هما بتهمة القتل العمدي فيما نطقت المحكمة بالحكم السالف الذكر.