سهرة عربية أخرى تنقضي من عمر الطبعة ال 39 لمهرجان تيمقاد الدولي، إيذانا بالعد التنازلي لهذه التظاهرة الثقافية الكبيرة، حيث كان نجمها الفنان اللبناني فارس الأغنية العربية عاصي الحلاني، الذي استهلت به السهرة، فكان لجمهور تاموقادي لقاء خاص به لمدة فاقت الساعة من الزمن، شوشان ح فبعد أداء الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو حسان رحال لأغنية "نسم علينا الهوا"، غنى فيها عاصي مختلف الوصلات الغنائية سواء الجديدة منها أو القديمة، ظهر من خلالها رغبته في التنويع نزولا عند رغبة الجمهور، الذي كان أقل حضورا من المتوقع، فانطلق عاصي من على الركح بأغنية عن الجزائر وللجزائر "الجزائر بلدنا"، بعد أن هنأ شعبها بعيد استقلاله، أين باتت هذه التهاني سنة حميدة للفنانين العرب الذين اعتلوا ركح تاموقادي منذ انطلاقته على غرار كل من همام ابراهيم العراقي، حسام حنيد السوري وحتى الفنانين الأجانب أمثال "روف" وهو ما عكس ذلك الاطلاع والاهتمام بتاريخ الجزائر، كيف لا والثورة التحريرية المجيدة تعد من أهم الثورات عالميا، هذا وأدى عاصي أغانيه المعروفة منها "أنا ياطير"، "واني مارق مريت"، "على دلعونة"، "بحبك وبغار"، "طاير"، "ياناكر المعروف" وغيرها من الأغاني التي كان قد أبدع فيها وامتع جمهوره الذي استطاع أن يروضه ويجعل منه جمهورا متفاعلا مع ما أطربه به، فمزج بين الفلكلوري اللبناني والطرب، هذا في الوقت الذي تقاسم فيه الجزء الثاني من السهرة فنانون جزائريون بطبوع مختلفة من الطبوع التي تزخر بها الجزائر، فكانت الأغنية القبائلية حاضرة لأول مرة لهذه الطبعة فمثلتها الفنانة نادية ، التي تشارك في فعاليات المهرجان للمرة الثالثة، ولتعودها على جمهور تيمقاد، فقد عرفت نادية رغباته وما يرغب في الاستمتاع والاستماع إليه، فأرادت أن تكون دون سواها، من خلال تعمدها أداء أغاني من رصيدها الفني دون الالتجاء إلى إعادة أغاني فنانين آخرين، فامتعت محبيها ب "ثلمزيين" بمعنى "الفتيات"، "آيما"، "يلا ربي" للمرحومة شريفة، ومن الأغاني التي تشتهر بها في الأعراس "آنروح"، فكان تفاعل الجمهور أكثر من رائع كونه كان يفهم كلمات الأغاني للتقارب الموجود بين اللهجتين القبائلية والشاوية، ولأن طبوع الجزائر متنوعة ومتعددة ولا يمكن حصرها في طابع واحد، فقد استطاع الفنان التلمساني المنحدر من ندرومة توفيق ندرومي أن يمتع الجمهور ويخلق أجواء وحركية مميزة على الركح من خلال أدائه وصلات غنائية مغربية، البعض منها يكتشفها الجمهور لأول مرة حسب من التقينا بهم، ليفسح المجال بعد ذلك للفنانة المزدوجة الأداء الشيخة جميلة التي مزجت بين الطابعين الشاوي والسطايفي وامتعت الجمهور الذي أصبح متعودا عليها من خلال عديد المشاركات المتتالية في طبعات المهرجان، فعلى الرغم أن السهرة عرفت بعض التأخير في انطلاقتها جراء تأخر الطائرة التي كانت تقل الفنان اللبناني عاصي الحلاني إلى مطار قسنطينة ومن ثم وصوله إلى باتنة، ما أدى إلى تأخر انطلاق السهرة، غير أن الجمهور أبى إلا أن يكون وفيا للنهاية وينتظر الفنانة جميلة والاستمتاع بأجمل ما قدمت بصوتها القوي، فغنت "حمامة طارت"، شاش خاطر شاش"، "خاتم صبعي"، ونزولا عند طلب الجمهور غنت "غريبة" فألهبت المدرجات، وظهر مبتغى الجمهور هناك وبان ذوقه الحقيقي، فرغم التباين من حيث التفاعل بين مختلف الطبوع إلا أن جميلة استطاعت أن توقض الجمهور أكثر وتحرمه من المغادرة إلى غاية نهاية السهرة، التي كانت عربية خالصة مزجت بين الجزائري واللبناني على تعدد الطبوع واختلافها من حيث الكلمات والموسيقى والألحان التي يبقى لكل منها نكهته وميزته الخاصة، هذا على أن يكون جمهور تيمقاد سهرة اليوم على موعد مع كل من حورية عيشي، دلال أبو آمنة وفي طبعات المهرجان ومحبوب الشباب كادير الجابوني، هذا على أن يحيي سهرة الاختتام كل من الشاب مامي، بوزاهر وكمال القالمي.