شهدت صبيحة أمس محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء عنابة حضورا مكثفا للمحامين والمحلفين وكذا للأطراف المدنية من أجل النظر في جريمة القتل البشعة التي هزت بلدية العلمة بداية السنة الجارية أين راح ضحيتها الشاب "ز.ع" وهذا حين غدر به الجاني "ع.ن.م." البالغ من العمر 25 سنة بعدما نشبت بينهما ملاسنات كلامية تحوّلت إلى شجار قرب محطّة بنزين ببلدية العلمة، ليخرج بعدها "ع.ن.م" سكينا طعن به الضحية على مستوى صدره وتركه مرميا يتخبّط في بركة من الدماء قبل أن يلوذ بالفرار بمساعدة المتهم الثاني "ح.ع" الذي أبعده عن مكان الجريمة وتستّر على الواقعة فيما لفظ "ز.ع" أنفاسه داخل سيارة الإسعاف دون وصوله إلى المستشفى، هذا وفي ذات السياق فقد اعترف الجاني بالجرم المنسوب إليه نافيا نيّته في قتل الضحية، حيث كشف لعناصر الدّرك الوطني بأنه دخل في صراع مع الضحية أمام محطة البنزين بسبب رفضه فكرة الشراكة معه في تربية الدجاج، ليضيف بأن "ز.ع" لم يتفهّم قراره هذا وفقد أعصابه قبل أن يوجّه له عدّة لكمات جعلته يخرج السكين التي يستعملها في ذبح الدجاج للدفاع عن نفسه مسددا له طعنة أسقطته أرضا، ليضيف بأنه قام بعدها برمي أداة الجريمة في طريقه إلى المنزل حين أوصله مرافقه "ح.ع" البالغ من العمر 30 سنة والذي توبع بجنحة المساعدة في إخفاء الجاني مع عدم إبلاغ السلطات، ومن جهة ثانية فقد أنكر هذا الأخير أمام هيئة المحكمة علمه بالقضية، مشيرا بأنه لم ير أي شيء من الوقائع وأنه قام بإيصال صديقه على متن شاحنته وكان يجهل ارتكابه الجرم المذكور، كما أنه نفى جملة وتفصيلا رؤيته للسلاح الأبيض وللضحية حين سقط أرضا، وفي ذات الصدد فقد صرح الشاهد "م،و" أثناء التحقيق أنه بتاريخ الوقائع كان معه الضحية في سيارته من نوع "مازدا" فوقع خلاف بينه وبين المتهم، ليلتقيا بعدها بالقرب من محطة البنزين بالعلمة بطلب من الضحية، و كان المتهم في الشاحنة التي يقودها "ح،ع"، ليذكر بأنه شاهد الجاني ينزل منها متجها نحو "ز.ع" بشكل عادي، ثم تشاجرا فشرع الضحية بتوجيه لكمات للمتهم الذي لم يتمكن من رد الاعتداء، فأخذ سكينا ولوّح به لتفريق الحاضرين طالبا منهم مغادرة المكان، لإنهاء الجدال بطعنة أسقطت الضحية وتركه يسبح في بركة دمائه، وبعد الإستماع إلى كافة الأطراف التمست النيابة العامة عقوبة المؤبد ضد "ع.ن.م" و 3 سنوات سجنا نافذا لرفيقه "ح.ع" المتستر على الجريمة، قبل أن تدينهما محكمة الجنايات بعقوبة 20 سنة للمتهم الأول وسنتين سجنا نافذا للثاني.