نطقت محكمة الجنايات بمجلس قضاء البليدة ب 06 سنوات سجنا نافذا وغرامة مالية قدرها 500 ألف دج في حقّ المدعو (ب.م) 23 سنة، لارتكابه جناية الضرب والجرح العمدي المفضي إلى الوفاة دون قصد إحداثها ضد الضحّية (م.ن). أطوار قضية الحال تعود إلى تاريخ 17 أكتوبر 2011، عندما اتّصلت مصالح العيادة المتعدّدة الخدمات بمفتاح بمصالح أمن الدائرة لإبلاغها بأن مصالحها استقبلت شخصا مصابا بالسلاح الأبيض. وعلى إثرها تنقّلت الجهات الأمنية إلى عين المكان، أين تبيّن أن المصاب نقل إلى مستشفى (مصطفى باشا) الجامعي بالجزائر نظرا لإصابته الخطيرة، ويتعلّق الأمر بالمدعو (م.ن)، حيث وحسب ما علم من عين المكان فإنه تعرض لاعتداء بالسلاح الأبيض من طرف المدعو (ب.م) في ورشة بناء عمارات السكنات الاجتماعية الجديدة بحي (برقوق) بمفتاح. وفي اليوم الموالي قامت مصالح أمن ولاية الجزائر بإبلاغ مصالح أمن دائرة مفتاح بأن الضحّية توفي متأثّرا بجروحه الخطيرة. وبعد التحرّيات التي قامت الجهات الأمنية تمّ استجواب الشهود، حيث صرّح المسمّى (م.م) بأنه بتاريخ الوقائع وفي حدود الساعة الثامنة ونصف مساء اتّصل هاتفيا بالمقاول (م.ع) وأخبره بإحضاره لشحنتي الرمل فطلب منه انتظاره في مدينة بوفرة ليدلّه على مكان التفريغ، بعدها حضر الضحّية وركب رفقة (س.ح) في الشاحنة الثانية، وعند وصولهم إلى الورشة قام الجاني بتوقيف الشاحنة الأولى التي كان على متنها الضحّية وزميله، ولا يعلم ما دار بينهما ثمّ قاما بإفراغ الحمولة، كما رأى الضحّية يتكلّم مع المتّهم، وفجأة ركب المرحوم الشاحنة وهو يمسك على بطنه وأخبره بأنه تمّ الاعتداء عليه، أين نقله إلى العيادة المتعدّدة الخدمات بمفتاح، مؤكّدا أنه لم يشاهد المشاجرة التي وقعت لأنه كان بعيدا، وهي نفس التصريحات التي أدلى بها المدعو (س.ح)، مشيرا إلى أن الجاني لمّا تقدّم منهم كانت تنبعث منه رائحة. أمّا المدعو (ب.م) الذي يعمل كحارس في ورشة بناء العمارات الجديدة بحي (برقوق) بمفتاح، فقد صرّح بأنه في حدود الساعة التاسعة إلاّ ربع من تاريخ الحادثة كان رفقة صديقه (ر.ر) عندما دخلت شاحنتان محمّلتان بمادة الرمل وقاما بإفراغه الشحنتين بالقرب من إحدى العمارات، كما شاهد المتّهم يقترب منهما ويتحدّث مع الضحّية ثمّ دخلا في شجار كلامي، وبعدها نزل الضحّية من الشاحنة وقام بدفع الجاني ثمّ تشابكا بالأيدي وقام بمعيّة سائقي الشاحنتين بفضّ الاشتباك، وبعدها اكتشفا أن الضحّية تعرّض لاعتداء بالسلاح الأبيض مؤكّدا أن الجاني هو من قام بطعن الضحّية وتخلّص من السكّين برميه في أحد المستودعات بالطابق الأرضي لإحدى العمارات، وهي نفس التصريحات التي أدلى بها باقي الشهود. وبسماع الجاني اعترف بالتهمة المنسوبة إليه، مؤكّدا أنه قام بضرب الضحّية بالسلاح الأبيض، وصرّح بأنه بتاريخ الواقعة على الساعة التاسعة إلاّ ربع ليلا كان يزاول عمله كحارس لإحدى العمارات بورشة البناء عندما دخلت شاحنتان محمّلتان بالرمال فقام بتوقيف الشاحنة الأولى للاستفسار من سائقها عن المقاول صاحب الشحنة فأخبره الضحّية باسم المقاول، فيما لاحظ بعد ذلك أن الشحنتين أفرغتا بالقرب من عمارة أخرى فتقدّم منهما وأخبرهما بأنهما أخطآ في المكان فأجابه الضحّية بطريقة استفزازية (راني عارف واش ندير)، فوقعت مناوشات كلامية بينهما وتجاهله بعد ذلك الضحّية فأمسكه من كتفه وطلب منه التحدّث معه فقام الضحّية بضربه بلكمة ثمّ بركلة على مستوى عضوه التناسلي فأسقطه على ركبتيه أرضا. كما حاول الضحّية الاعتداء عليه مرّة أخرى فقام المتّهم بطعنه بالسلاح الأبيض طعنتين أو ثلاث على مستوى بطنه في الجهة اليسرى، والتي أصابت القلب، وهو ما ثبت من تقرير تشريح الجثّة، وبالتالي هي التي أدّت إلى الوفاة دون قصد إحداثها، وعليه أدانته هيئة المحكمة بالحكم السالف الذّكر.