تشهد أسعار الخشب الذي يستعمل في صناعة الأثاث المنزلي ارتفاعا غير مسبوق حسبما أكده لنا بعض أصحاب ورشات النجارة بولاية عنابة و الذين امتهنوا حرفة النجارة منذ سنين حيث أن سعر الخشب الأحمر الذي يعتبر سيد الخشب ارتفع سعره من 480 دج للمتر الواحد إلى 1100 دج ، أما «خشب الآتر« فازداد سعره بنسبة 30 بالمائة في حين أن سعر «خشب البايلون« ارتفع من 1050 دج إلى 1450 دج ، إضافة إلى ارتفاع سعر الخشب كل حسب نوعيته من 30 بالمائة إلى 50 بالمائة ، من جهتهم أصحاب ورشات النجارة يشتكون أيضا من عدم توفره خاصة بالولايات الشرقية كما طالبوا الجهات المعنية بضرورة التدخل من أجل إنقاذ هذا النوع من التجارة، الذي لم يعد يعيش أزهى أيامه، فنادرا ما يشتغلون من غير فصل الصيف الذي تعرف فيه تجارتهم نوعا من الحركية، بسبب الإقبال على طلب تصنيع لوازم غرفة النوم المخصصة للزوجين، أما دون هذا الفصل فهم بالكاد يحصلون ثمن الإيجار والضرائب، وحتى من يقصدهم من زبائن، لأجل تصنيع نوافذ أو أبواب المنازل ، وبخصوص الأثاث، فبعض الزبائن يفضل الأثاث الجاهز، والبعض الآخر وما أكثرهم يفضل الأثاث القديم، بسبب ظروف العيش الصعبة خاصة أن أصحاب هذه المحلات يمنحونهم الكثير من الامتيازات، حيث أن الأمر لا يتوقف فقط عند الأسعار المعقولة والقابلة للتفاوض، بل يمنحون المواطن حق المقايضة واستبدال سلعة بأخرى، وحتى التسديد بالتقسيط، في سياق متصل أعرب النجارون والتجار بولاية عنابة عن معاناتهم من تجارة الخشب إجمالا والأثاث خصوصا، وهو الأمر الذي بات يهدد تجارتهم كما أن محلاتهم أصبحت مهددة بالغلق في حال ما استمر الوضع على ما هو عليه،كما وجد التاجر نفسه يعاني أيضا في الكثير من الأحيان من كساد السلع التي انصرف عنها المواطن البسيط الذي يمثل السواد الأعظم من المجتمع، فزبائن الكثير منهم، أصبحوا يقتصرون على العرسان الجدد، الذين يحضرون لزفافهم ويريدون أثاثا، لغرف نومهم الجديدة، التي تعد أحد الضروريات، ليزيد هم تجار الأثاث المنزلي أكثر والذين لم يكونوا أحسن حظ من النجارين، حيث اضطر الكثير منهم لغلق محلاتهم التجارية، بعد أن انصرف عنهم الكثير من الزبائن، خاصة مع العجز الكبير الذي أصبحت تسجله ميزانية المواطن التي لم تعد تتحمل حتى الضروري، فما بالك بأسعار الأخير التي أصبحت مكلفة كثيرا، خاصة في ظل تراجع الثروة الخشبية في السنوات الأخيرة، بفعل الحرائق التي تأكل كل صيف الكثير منه، ناهيك عن القطع العشوائي للأشجار من قبل المهربين وغيرهم. من جانب آخر يواجه المقبلون على الزواج مشكل ارتفاع أسعار الأثاث، حيث ومع مستلزمات إقامة الأفراح وما يترتب عنها من استنزاف للأموال، يقف ارتفاع أسعار الأثاث، وخاصة غرف النوم عائقا في وجه المقبلين على الزواج، لما يضرب هذه الأخيرة من أسعار ومبالغ خيالية تعدت 10 ملايين و فرضت نفسها مؤخرا مع قرار منع استيراد الخشب والاعتماد على المحلي والذي لا يلبي حاجيات المصنعين.