المضاربة كانت مخططة مسبقا البطاطا تقفز إلى 100 دينار ووزارة الفلاحة في مأزق قفز سعر الكيلوغرام الواحد من البطاطا حدود 100 دينار، في أسواق مختلفة من العاصمة وباقي المدن الكبرى. وعلى الرغم من استمرار الأزمة، فإن وزارة الفلاحة التي تجد نفسها في ورطة، تؤكد بأن "لا استقرار في الأسعار حتى نهاية الشهر".المضاربة في أسعار المادة الغذائية الأولى للجزائريين، بحسب مصادر "آخر ساعة"، كانت مبرمجة منذ ثلاثة أشهر. ويرجع السبب أساسا إلى أن أصحاب غرف التبريد الذين لم يتعاملوا مع وزارة الفلاحة من أجل توفير مخزون البطاطا، استغلوا ظرف انتهاء المخزون واستهلاكه، لإخراج مخزونهم الإضافي.وقفز سعر الكيلوغرام الواحد من البطاطا في ظرف أسبوع واحد من 70 إلى 100 دينار، وهو ما يعني أن الأسعار مرشحة للارتفاع أكثر، في ظل غياب المنتوج من الأسواق. ووقفت فرق التفتيش التابعة لمديريات التجارة بالولايات على وضعية مخيفة، حيث تبين بأن "اختفاء" كميات هائلة من البطاطا في أسواق الخضر والفواكه بالجملة أو بالتجزئة، في ظرف وجيز، حيث تعمد التجار ذلك لإظهار حدة أزمة نقص هذا المحصول وتبرير ارتفاع الأسعار إلى حدود قياسية، لم تكن منتظرة منذ سنتين. ويبرز تصريح وزير الفلاحة والتنمية الريفية رشيد بن عيسى، بداية الأسبوع، من تيارت، اشتداد أزمة البطاطا. حيث قال بالحرف الواحد "ارتفاع أسعار البطاطا سيستمر إلى نهاية الشهر الجاري". ويفسر كل هذا غياب إستراتيجية حقيقية لتسيير المنتوجات ذات الاستهلاك الكبير للجزائريين، بحيث لم تكن البطاطا سوى مجرد تهدئة للأعصاب، ولم يدم الأمر إلى حد جني المحصول خلال هذه الأسابيع.وتبرر الوزارة هذا التأخر بتساقط الأمطار الغزيرة، التي حالت دون جني المحصول في الوقت المناسب. وكان الوزير أكد بأن بداية جني المحصول الهام الذي زرع في مستغانم سيتسمح بخلق حالة توازن بين العرض والطلب.وتتوقع المصالح الفلاحية لولاية مستغانم تحقيق إنتاج يعادل 7ر1 مليون قنطار من محصول البطاطس الموسمية، التي شرع في جنيها بداية الأسبوع الجاري.وأوضح ذات المصدر أن هذه الكمية المتوقعة، التي سيتم جمعها على مساحة إجمالية تتجاوز 2500 هكتار تمثل زيادة بحوالي 200 ألف قنطار مقارنة بالموسم الفلاحي المنصرم. وأرجعت مصالح الفلاحة تقديراتها إلى عدة عوامل، من أهمها تساقط كميات كبيرة من الأمطار مقارنة بالسنوات المنقضية بالإضافة إلى المجهودات المبذولة من قبل الفلاحين نتيجة عمليات الإرشاد والدورات التكوينية المنظمة من قبل ذات المصالح.ومن المنتظر أن يؤدي دخول إنتاج البطاطس الموسمية الأيام القليلة القادمة الأسواق المحلية والوطنية، إلى انخفاض أسعار هذا المنتوج التي تصل حاليا إلى ما بين 90 و 100 دينار للكلغ الواحد.للإشارة فان ولاية مستغانم تضم حاليا قرابة 200 فلاح منتج لمادة البطاطس وذلك على مساحات تتراوح ما بين 5 و 100 هكتار للفلاح الواحد. مهدي بلخير