أكد عبد القادر مساهل وزير الشؤون الخارجية، أن الجزائر تأخذ على محمل الجديد التهديد الأمني الذي يمثله عودة عناصر داعش من مناطق بؤر التوتر على غرار ف سوريا والعراق إلى إفريقيا، وقال مساهل إن الجزائر كغيرها من دول المنطقة أخذت هذا التهديد على محمل الجد وحذرت منه في مناسبات عديدة. خاصة وان الأرقام المتداولة تشير إلى احتمال عودة 6 آلاف من إرهابيي داعش إلى أفريقيا، مؤكدا أن الجزائر على مستوى كبير من اليقظة على حدودها.وجدد وزير الخارجة الجزائري، خلال استضافته اليوم في حصة «ضيف التحرير» على الإذاعة الثالثة، رفض الجزائر لمحاولات إقحامها في مكافحة الإرهاب عسكريا في نزاعات المنطقة، مشيرا إلى ان دور الجزائر يقتصر على الدعم اللوجيستي والتكوين، وقال بان الجزائر تتولى تدريب عددا من عناصر النخبة في مالي والنيجر وعددا من دول المنطقة لمكافحة الإرهاب ، فضلا عن الدعم اللوجيستيكي والمساعدات الإنسانية لهاته الدول وهو ما يكلف الجزائر 100 مليون دولار خلال العشر سنوات الأخيرة، وهي المجهودات التي تدخل أيضا في تأمين الجزائر أولا والتضامن مع دول الجوار.وثمن مساهل، مجهودات الجيش الوطني والقوات الأمنية في الحفاظ على استقرار وأمن الجزائر التي اتخذت كافة احتياطها ، مؤكدا أن الجزائر على مستوى كبير من اليقظة للحفاظ على سيادتها واستقرارها الأمن ، سيما على الحدود مع الدول التي تشهد اضطرابات أمنية، مؤكدا في السياق أن الجزائر ستواصل جهودها لدعم واستقرار دول الجوار على غرار ليبيا ومالي ودعم العملية السياسية في ليبيا عبر مؤسسات دستورية قوية للقضاء على كل أشكال البيئة الحاضنة للإرهاب أو عودة إرهابيي داعش أو الجريمة المنظمة.وذكر مساهل بتقرير معهد غالوب الذي صنف الجزائر السادسة في قائمة العشرة دول الأكثر أمنا، وهو الانجاز الذي يعد ثمرة للمصالحة الوطنية للرئيس بوتفليقة الذي تبنى مقاربة لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف أثبتت فعاليتها بدليل العدد القليل من الجزائريين في صفوف تنظيم داعش الإرهابي.وأوضح مساهل، بأن الجزائر عضو مؤسس للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب بنيويورك الذي يضم أكثر من 60 بلدا، وتتولى رفقة كندا رئاسة لجنة امنتدى في منطقة الساحل الصحراوي، حيث احتضنت اجتماعين للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، تم خلاله التطرق إلى التهديد الذي يشكله عودة الدواعش إلى أفريقيا، وأشكال الإرهاب الأخرى المتمثلة في الجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية والمتاجرة بالبشر، مذكرا بتبني الاتحاد الإفريقي لمقاربة الجزائر في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.من جانب أخر، أكد مساهل على أهمية حوار مجموعة 5+5 الذي انعقد الأحد بالجزائر العاصمة في ظل التحديات التي تواجهها منطقة الحوض المتوسط لا سيما الهجرة غير الشرعية و الوضع الأمني والخطر الإرهابي فضلا عن أزمات المنطقة وعلى رأسها الوضع في ليبيا ومالي.وأوضح مساهل، أن الاجتماع الرابع لدول الحوار 5+5 كان فرصة للحوار وتضمن محادثات عميقة عن انشغالات كل دولة في المنطقة وبلورة مواقف مشتركة حول الأزمات والتحديات التي تواجهها المنطقة ، إضافة إلى التطرق إلى التنمية في المنطقة مع شركاء الضفة الأخرى من المتوسط والاستثمار ومحاربة البطالة وخلق فرص عمل للشباب، فضلا عن الاهتمامات البيئية المشتركة بين دول حوض المتوسط .وأضاف وزير الخارجية، أن أهمية الاجتماع الذي احتضنته الجزائر، أمس، تكمن في مشاركة وزراء خارجية الدول وكشف عبد القادر مساهل وزير الشؤون الخارجية، أن الجزائر ستترشح للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن والسلم الدولي ابتداء من 2019، على اعتبار أن العهدة ستكون حينها من ثلاث سنوات بدلا من سنتين حاليا.وذكر مساهل، بأنه كلف من قبل رئيس الجمهورية، لتمثيل الجزائر في منتدى «دافوس» الاقتصادي بسويسرا، والذي تنطلق أشغاله غدا الثلاثاء، لمناقشات المقاربات الممكنة لبلوغ هدف العيش المشترك والمصير الواحد بين دول المعمورة التي تعرف حالة انقسام كبيرة، وأوضح مساهل من جانب أخر، بان الجزائر ستعرض على هامش قمة الاتحاد الإفريقي المقبلة، مذكرة بشان تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب.