«ريح في البريمة».. بهذه الكلمات وصف جمال ولد عباس الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أمس المبادرة التي أطلقها بهاء الدين طليبة نائب الحزب عن ولاية عنابة وعضو اللجنة المركزية من أجل مطالبة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بالترشح لعهدة خامسة. وليد هري حيث جاء هذا الرد من الأمين العام للحزب العتيد 24 ساعة بعد تحديه من قبل طليبة الذي ضرب تعليماته عرض الحائط بخصوص عدم الحديث عن العهدة الخامسة وصرح لموقع «كل شيء عن الجزائر» أن تنسيقية العهدة الخامسة ماضية في عملها وذلك بعد أن تلقى الدعم من عدة شخصيات سياسية وازنة على غرار عبد المالك سلال الوزير الأول السابق وعبد العزيز بلخادم الأمين العام السابق ل «الأفلان»، حيث عقد ولد عباس أمس ندوة صحفية للرد على بهاء الذي أكد إحالته على لجنة التأديب في الحزب، مؤكدا بأن هذه الأخيرة ستستمع له قبل اتخاذ الإجراءات اللازمة بحقه، خصوصا وأن الأمين العام أكد بأنه نبه النائب أكثر من مرة للتوقف عن ما يقوم به، بالإضافة إلى «عدم استعمال الحزب لأغراض شخصية« وفقا لما جاء على لسان ولد عباس الذي قال بالحرف الواحد: «كل من يحاول التحرك خارج الحزب فلن يكون فيه، من يتحدث عن العهدة الخامسة له نوايا سيئة، من الآن وصاعدا من يتحرك سيحال على مجلس التأديب، سنضرب بقوة مثل الملاكم محمد علي«، وهو تحذير واضح لكافة إطارات الحزب من مغبة مخالفة قراراته، كما أكد الأمين العام بأن جميع الشخصيات السياسية التي قال بهاء بأنه دعمت التنسيقية تبرأت من ذلك وذلك بعد أن علمت بالأمر عبر وسائل الإعلام، مشيرا إلى أن بوتفليقة هو وحده من يفصل في مسألة ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة في سنة 2019، ولم يكتف ولد عباس بهذا الأمر، بل وصل به الأمر إلى حد تشبيهه «تنسيقية العهدة الخامسة» ب «الريح في البريمة»، حيث سيكون الآن الانتظار لمعرفة الإجراءات التي ستتخذها لجنة التأديب بحق النائب عن ولاية عنابة الذي يبدو أنه أشعل بيت الحزب العتيد وجعل الصراعات الداخلية فيه تطفو إلى السطح. بعد أن تفاجئ بورود اسمه فيها سلال يتبرأ من «تنسيقية العهدة الخامسة» أكد موقع «كل شيء عن الجزائر» أن مصدر مقرب من عبد المالك سلال الوزير الأول الأسبق كشف له عن تفاجئ هذا الأخير بوجود اسمه ضمن القائمة التي أعلن عنها بهاء الدين طليب النائب البرلماني وعضو اللجنة المركزية في حزب جبهة التحرير الوطني ضمن التنسيقية الوطنية لدعم العهدة الخامسة للرئيس بوتفليقة، حيث أوضح المصدر بأن سلال لم يتم استشارته أو إعلامه من الطرف النائب بخصوص التنسيقية وأنه لم يعط موافقته لإدراج اسمه فيها، حيث نقل المصدر عن الوزير الأول الأسبق قوله: «إنه من دواعي الدهشة أن نفاجئ بإعلامنا من طرف الصحافة أننا جزء من تنسيقية أعلن عنها نائب من جبهة التحرير الوطني، وإذ نؤكد من جديد دعمنا ووفائنا لرئيس الجمهورية، نؤكد أن الوزير الأول السابق سلال لم تتم استشارته ولا الاتفاق معه»، وهي التصريحات التي تتماشى مع ما ذكره جمال ولد عباس الأمين العام لحزب جبهة التحرير في الندوة الصحفية التي عقدها أمس.