توعد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس أمس، كل مناضل في حزبه يخرج عن عصا الطاعة ويخالف تعليمة منع الحديث عن العهدة الرئاسية الخامسة بالعقاب، معلنا عن تبرؤ كل الشخصيات التي ذكرت أسماؤها في إطار سمي ب"تنسيقية العهدة الخامسة" من هذه الأخيرة التي وصفها ولد عباس ب"الريح في البريمة". وكشف ولد عباس خلال ندوة صحفية نشطها بمقر الحزب العتيد على هامش إشرافه على تنصيب لجنة تأديب لدراسة التجاوزات والانزلاقات التي شهدتها انتخابات الرابع ماي و23 نوفمبر الماضيين واللتين فاز بهما الحزب العتيد، أن هذه اللجنة ستتكفل في مرحلة أولى بدراسة 5 ملفات، منها ملف النائب الذي يقف وراء ما سميت ب«تنسيقية العهدة الخامسة". وقال إن القائمة "المزعومة التي قيل إنها أعلنت انضمامها لهذه التنسيقية، كذب أصحابها الذين أدرجت أسماؤهم فيها وفي مقدمتهم رئيسا الجهاز التنفيذي الأسبقان عبد المالك سلال وعبد العزيز بلخادم، بالإضافة إلى رئيس المجلس الشعبي الوطني السعيد بوحجة ووزراء سابقين وحاليين، هذا الخبر تكذيبا قاطعا، معلنا إحالة "عضو اللجنة المركزية والنائب بالبرلمان الذي يقف وراء هذه المبادرة، في إشارة إلى النائب بهاء الدين طليبة على لجنة التأديب". وأكد الأمين العام للحزب العتيد أن قيادة الحزب "قامت قبل أسبوع بتحذير النائب المعني من التطرق إلى مسألة العهدة الخامسة" التي أصدر بشأنها ولد عباس تعليمات "تمنع أعضاء ومنتخبي الحزب من التطرق إليها". وقال إن "أطرافا لها نوايا خفية تحاول زعزعة وحدة الحزب وخلط الأوراق كما فعلت في 2004"، مؤكدا أن قيادة حزبه "لن تسمح بذلك وهي ساهرة على ضمان وحدة جبهة التحرير الوطني ووحدة الجزائر". وجدد ولد عباس التذكير بأنه وجه تعليمة إلى كل مناضلي ومسؤولي الحزب يأمرهم فيها بعدم الخوض في مسألة العهدة الخامسة، بقوله "ممنوع الحديث عن العهدة الخامسة وحديثنا سيكون عن العهدة الرابعة"، مؤكدا بأن "رئيس الجمهورية هو من يفصل في الانتخابات الرئاسية والعهدة الخامسة، التي لم يتم طرحها في جدول أعمال الحزب حاليا". وإذ لفت في سياق متصل إلى أن رئيس الجمهورية هو الحامي لمبادئ نوفمبر... ونحن في الأفلان الدرع الحامي للبلاد والرئيس"، أكد ولد عباس أن مهمة الآفلان الآن هي تقييم إنجازات الدولة منذ عام 1999 للرد على المتسائلين عن مصير الألف مليار دولار. كما ذكر في هذا الصدد بأنه تم إعداد شريط أولي يحصي الإنجازات منذ عام 1999 وإلى غاية 2008، تم تسليمه إلى رئيس الجمهورية، في انتظار الانتهاء من إعداد شريط ثان يغطي الفترة المتبقية من حكم الرئيس إلى يومنا هذا. وجدّد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني التأكيد على أنه يبدي الاحترام الكامل لكل الأحزاب، كبيرة كانت أو صغيرة، مضيفا بأن "الأفلان يبقى الحزب الأقوى على الساحة السياسية الوطنية بدليل فوزه في آخر استحقاقين انتخابيين".