فيما تمت معالجة القضية بكل حذر وتكتم تلميذ بإحدى المتوسطات يحرق العلم الوطني عرفت إحدى المتوسطات بولاية عنابة حادثة غريبة من نوعها حدثت منذ أسبوعين تمثلت في إقدام أحد التلاميذ بحرق العلم الوطني، الشيء الذي أثار زوبعة كبيرة وسط الأساتذة والطاقم الإداري عندما علموا بالأمر ووقفوا على آثار الحادثة ما تطلب استدعاء ولي أمر هذا التلميذ لمعرفة الأسباب الخفية التي أدت إلى هذا السلوك المشين. وبذلك يضاف هذا العمل السيء إلى الرصيد الكبير الذي تعرفه هذه المؤسسات التربوية من الممارسات اللاأخلاقية التي تتجلى في عدة صور منها كتهديد بعض التلاميذ والطلبة لمعلمهم وأساتذتهم بالضرب والتعرض لهم وحيازة بعض هؤلاء التلاميذ في هواتفهم على صور وأفلام مخلة بالحياء ناهيك عن بعض السلوكات التي يقومون ببمارستها في ساحات مؤسساتهم التربوية أثناء فترات الراحة من تدخين وغيره من الممارسات غير الأخلاقية التي لا يتسع المجال لذكرها كلها. ولقد أكد لنا أحد الحراس لإحدى المتوسطات أن التلاميذ يقومون برمي متوسطتهم بالحجارة كل نهاية ثلاثي، وعندما سألناه عن السبب أجابنا بأنه لا يدري، ولإإنما يكتفي فقط بغلق الباب الرئيسي في انتظار انصرافهم، وأضاف بان ذلك التصرف قد يكون تعبيرا عن فرحتهم لمغادرتهم مقاعد الدراسة التي صارت تبعث في نفوسهم الاشمئزاز والملل. وفي نفس السياق أكد لنا البعض من هؤلاء التربويين أن السبب ربما يعود إلى الأعداد الهائلة من التلاميذ التي يقابلها عدد قليل جدا من الإداريين والمساعدين التربويين الذين يشرفون تربويا على هؤلاء التلاميذ الذين يفوق عددهم في بعض المؤسسات 1100 تلميذ، وقد سعت إدارة إحدى المتوسطات وقامت بعدة محاولات لجلب عدد إضافي من المراقبين غير أن مديرية التربية لم تستجب لطلبها لحد الآن. هذا من جهة ومن جهة أخرى حسب ما أدلى لنا به هذا المصدر قد يعود السبب في ذلك أيضا إضافة إلى ما سبق ذكره هو غياب الدور الأساسي للأسرة الذي كان لزاما عليها القيام به على أكمل وجه، إذ أن هذه الأخيرة بدأت تتخلى تدريجيا عن دورها المنوط بها من أمر ونهي وتوجيه لهذه الأسباب كلها تحولت مؤسساتنا التربوية من أماكن مقدسة لتلقي شتى أنواع العلوم إلى أماكن لممارسة شتى أنواع الانحرافات وصار الطالب مضرب مثل لسوء الأخلاق بعد أن كان متلقيا للعلم مضرب المثل في حسن الخلق والتربية الحسنة. م. ياسين