هي قصص لا تختلف كثيرا عما نشاهده ونتمتع بلقطاته في مسلسلات وأفلام الأكشن الأمريكية، عندما تصور قصة فرار جماعي لسجناء ونزلاء سجون أنظمة الأمان والمراقبة فيها متطورة لدرجة التعقيد ، وهي قصص لا تقل أيضا من حيث الإثارة والغرابة عن حلقات مسلسل ''بريزون بريك'' الشهير، الذي نال لحد الآن بأجزائه الخمسة، إعجابا وإقبالا منقطع النظير. هي بالمختصر المفيد قصص من الواقع عاشتها محاكم ومجالس قضائية في مناطق مختلفة من الوطن، وأيضا سجون ومؤسسات عقابية في مناطق أخرى. وبالحديث عن قصص فرار المساجين من قبضة رجال الأمن أو السجانين من المحاكم والسجون، فإن ذلك يقودنا حتما للحديث عن آخر قصة من هذا النوع، كانت مدينة بسكرة مسرحا لها عشية أول أمس، عندما حاول البارون المعروف في ولاية الوادي بكونه ''زنجبيل'' المنطقة، بحكم أنه أحد كبار تجار المخدرات هناك، الفرار من قبضة رجال الأمن مباشرة بعد خروجه من المحاكمة التي انتهت بإدانته. مع العلم أن ''زنجبيل الوادي'' يملك في رصيده محاولة فرار أخرى جرت في وقت سابق، عندما ألقى بنفسه من نافذة قاضي التحقيق عندما كان هذا الأخير بصدد سماع أقواله وإفاداته في قضية مخدرات، وقد نجح ''زنجبيل الوادي'' حينذاك من الفرار بأعجوبة، في مشهد لم تصوره إلى اليوم استوديوهات هوليوود ولم تتصوره حتى مخيلات عمالقة كتاب السيناريو في عالم الفن السابع. بسكرة تتحول إلى هوليوود للقبض على زنجبيل'' الوادي تمكنت عناصر الأمن ببسكرة مساء أول أمس، بعد مطاردة مجنونة، من توقيف سجين فر من على متن الشاحنة التي كانت تقله أثناء عودته من محكمة الجنايات. وحسب مصادر عليمة، فإن المعني استغل لحظة نزوله من الشاحنة للدخول إلى المؤسسة العقابية وفي غفلة من السجانين، لينسل مكبلا بالأصفاد وسط عمارات حي 300 مسكن بالعالية المجاورة. وبعد تطويق جل مخارج ومداخل الحي أمام ذهول سكانه تم توقيف الفار الذي زج به داخل أسوار المؤسسة وسط إجراءات أمنية مشددة، وقد تخللت عملية التوقيف إطلاق أعيرة نارية تحذيرية خلف الاعتقاد بين سكان الحي أن الأمر يتعلق بعملية إرهابية. ومعلوم أن الحادثة جاءت بعدما أدانت محكمة الجنايات بسكرة المتهم الفار كونه متابع في قضية حجز نحو 41 كلغ من الكيف المعالج ب 20 سنة سجنا نافذا وغرامة مالية ب500 مليون سنتيم، وبرأت باقي المتهمين وعددهم ثلاثة. في قضية تعود وقائعها التي شهدتها ولاية الوادي بتاريخ 13 أكتوبر 2006عندما تمكن عناصر الدرك الوطني من حجز ما يقارب 41 كلغ من الكيف المعالج إثر إخبارية تلقتها ذات المصالح وتم توقيف المجموعة، وتقديمهم أمام وكيل الجمهورية. وأثناء مثول المجموعة أمام قاضي التحقيق تمكن المتهم الرئيسي ''خ. م '' من الفرار عبر نافذة المكتب، ليتم بعدها إيداع باقي المتهمين الحبس المؤقت، وتنفيذا لأمر بالقبض ضد المتهم الهارب تم توقيفه بولاية عنابة وبحوزته أوراق ثبوتية مزورة، ليحول إلى سجن بسكرة. وبالحديث عن ولاية الوادي، لا بد من التطرق لحادثين من بين ثلاثة حوادث تمثلت في محاولات فرار لسجناء وموقوفين، جرت في العام 2008 حيث سبق أن عرفت مصالح امن دائرة الرباح فرار أحد المتهمين بسرقة السيارات من داخل مقر الأمن، بطريقة تشبه إلى حد كبير مشاهد السينما المستوحاة من الخيال عندما ينساب المجرم الخطير من قبضة سجانيه بطريقة عجيبة مثلما تنساب الشعرة من العجين، إلى جانب حادث آخر تمثل في فرار أحد مروجي المخدرات من قبضة الدرك قبل الوصول به إلى مقر فرقة الدرك بالرباح خلال سنة .2008 سجين يفر متخفيا وسط شاحنة محملة بالبطانيات هذه لسيت قصة فرار من وحي الخيال، هي قصة حقيقية تتعلق بسجين لجأ لطريقة غريبة جدا في الهروب من وراء القضبان، تمثلت في تخفّيه وسط مجموعة من البطّانيات التي كانت محملة في شاحنة استعدادا لنقلها إلى خارج السجن، وبمجرد أن سارت الشاحنة لعدّة أمتار خارج هذه المؤسسة العقابية حتى نزل السجين وفر وسط مجموعة من المواطنين الذين وقفوا مشدوهين أمام عملية الفرار هذه التي لم يحدث مثلها من قبل. وكان المعني قد استغل الثقة التي وضعها فيها الحراس لينفذ عمليته التي بقيت تلوكها ألسنة المواطنين مدّة من الزمن، خاصة وأنه كان قد ألف العمل في إحدى الورشات المخصصة لتعليم المساجين مختلف أنواع المهن والحرف. وفي عملية فرار أخرى سجّلت العام الماضي قام محبوسان باغتنام فرصة غفلة من الحراس أمام مؤسسة إعادة التربية بوسط مدينة باتنة والفرار وسط جمع من المواطنين عبر طريق بسكرة، قبل أن يتمكن رجال الشرطة من القبض على أحدهما، وتستمر عملية ترصد ومتابعة الآخر إلى غاية اليوم الموالي حينما استعملت مصالح الأمن طريقة رصد الموقع أثناء الاتصالات الهاتفية بواسطة الهاتف النقال، ما مكّنها من تحديث موقع تواجد السجين الفار أمام كلية الحقوق لحظة إجراء اتصال بأحد أقاربه في اليوم الموالي لفراره، قبل أن يتم القبض عليه. ''بارجي'' عنابة.. اسم على مسمى شهدت ولاية عنابة السنتين الماضيتين، تسجيل حالتي فرار مساجين، من أمام الجهات الأمنية والقضائية، غير أن تلك المحاولتين كانت فاشلة بعد تصدي رجال الأمن المكلفين بحراستهم، وإعادتهم للسجن. تخص حالة الفرار الأولى، المجرم الخطير المدعو ''البارجي'' الذي تسببت محاولة فراره في متابعة خمسة من أعوان الشرطة العاملين على مستوى محكمة عنابة، قبل أن يتم توقيفه، وكان ''البارجي'' أقدم على الفرار مباشرة، بعد انتهاء النطق بالحكم ضده في قضايا كثيرة عالقة، من قبل هيئة محكمة عنابة الابتدائية، حيث ومع خروجه رفقة المساجين، الذين تمت برمجة قضاياهم في ذلك اليوم، ومع صعوده الحافلة المخصصة لنقل المساجين، باغت الحراس المكلفين بحراسة القافلة إلى مركز إعادة التربية بالبوني، واعتدى عليهم بعد أن تمكن من فك قيوده، وانهال على الحراس ضربا، وتمكن من الفرار وسط ذهول المارة بقلب مدينة عنابة نحو وجهة مجهولة، إلى أن استطاع عناصر الشرطة القضائية لأمن ولاية عنابة من توقيفه، بعد عملية ترصد ومتابعة، كللت بالنجاح. السفاح ''شوشو'' فشل مرتين في الفرار أما الحالة الثانية لمحاولة الفرار التي عرفتها مدينة عنابة، هي تلك المتعلقة بالمجرم والسفاح الخطير المدعو شوشو'' ابن حي جبانة ليهود الشعبي، والمتورط في جنايتي قتل مع سبق الإصرار والترصد، راح ضحيتها الشرطي ''صبري وشتاتي'' رحمه الله، بعد شجار عنيف بذات الحي، والضحية الثانية وهي شابة في مقتبل العمر، تمكن من تحويل وجهتها، إلى مكان مهجور بالطريق الساحلي ''طوش''، أين هتك عرضها، ثم قتلها عن طريق الحرق، قبل أن يجري توقيفه من قبل عناصر الشرطة، بعد تطويق جميع مداخل ومخارج المدينة، ليتم تحويله للجهات القضائية بعنابة. غير أن المجرم ''شوشو'' وبعد النطق بالحكم من طرف هيئة محكمة الجنايات والقاضي بالمؤبد، قرر وقتها الفرار مهما كلفه الثمن، وأقدم على خلق الفوضى داخل قاعة المحكمة، ولاذ بالفرار نحو الباب الخارجي، إلا أن فطنة وخبرة أعوان الشرطة العاملين هناك، حالت دون نجاح مخطط المجرم ''شوشو'' للإفلات من قبضة العدالة. ''كي يجي وقت الهربة ما يشدني لا مينوت لا حربة'' وفي ولايات الشرق دائما، وبالتحديد في قسنطينة، اهتزت محكمة الخروببقسنطينة مطلع شهر مارس من السنة الماضية على وقع حادثة فرار سجين يدعى ''س. ب'' يبلغ من العمر 22 سنة بمجرد خروجه رفقة أعوان الشرطة من الباب الرئيسية لقاعة الجلسات، بعدما أدين بثلاث سنوات حبسا نافذا بتهمة السرقة الموصوفة المقترنة بظروف التعدد، حيث لاذ بالفرار مكبل اليدين بالأصفاد متجها نحو مسقط رأسه بمدينة عين أعبيد، حيث تأكد ذلك بعد العثور على الأصفاد بمخرج الخروب باتجاه مسكنه، إذ تمكن عناصر فرقة الدرك الوطني بعد حوالي 3 أيام من المتابعة والتحري من إلقاء القبض على السجين الفار. 12 ''ميني سكوفيلد'' في وهران الموقع محكمة قديل بوهران... السنة 2006 الموضوع محاولة فرار ل12 قاصرا... هي عناوين لقصة مثيرة ظلت على مدار أسابيع مادة دسمة لأحاديث ''الوهارنة'' في الشارع وللجرائد المحلية والوطنية ، القصة وما فيها، هي عندما قام أطفال قصّر بالفرار من محكمة قديل بعد قيامهم بالاعتداء على أعاون الحراسة، مستغلين في ذلك قلة عددهم. ولم يتم القبض على ''السكوفيلدات الصغار ال12 نسبة إلى بطل سلسلة ''بريزون بريك'' ''سكوفيلد''، إلا بعد مرور 3 أيام من البحث المعمق والتحري والجري و''اللهث'' في كل اتجاه. وقد تم بعد القبض على الفارين، فتح تحقيق إداري في القضية، أسفر عن إدانة بعض أعوان الحراسة ب 6 أشهر غير نافذة بتهمة التواطؤ مع ''المجرمين'' الصغار الذين كانوا متابعين في قضايا عديدة منها الاعتداء على الأصول، ترويج المخدرات والسرقة الموصوفة. وفي وهران دائما، لكن في العام 2005 جرى تسجيل فرار 4 محبوسين من محكمة الصديقية تم إلقاء القبض عليهم مباشرة، اما في العام الجاري، فقد سجلت محاولة فرار سجين من محكمة جمال الدين بوهران، تم توقيفه مباشرة بعد خروجه بالحي المجاور. وفي ولاية تلمسان، فقد سجلت حالة مماثلة، كان بطلها شاب في أواخر العشرينات تمكن من الفرار من محكمة الرمشي بعدما توبع بتهمة محاولة القتل العمدي. وقد جرى توقيف المتهم الفار 28 ساعة بعد فراره، كما جرت إحالة شرطيين على العدالة بتهمة الإهمال. ''الهربة.. ولو في التواليت'' في تيسمسيلت سجلت محاولة فرار بطلها سجينان من محكمة تيسمسيلت كانا متابعين بتهمة ترويج المخدرات وانتهاك حرمة منزل تتراوح أعمارهما بين 24 و26 سنة، وقد تمكنا من الفرار بعد طلب قضاء حاجتهما ليقفزا من أعلى نافذة المرحاض ليتم إلقاء القبض عليهما 24 ساعة بعد ذلك. أما في تيارت، فقد حاول شاب الفرار من مكتب وكيل الجمهورية بمجلس قضاء تيارت بالإلقاء بنفسه من الطابق الثاني أصيب على إثرها بكسور استدعت نقله إلى المستشفى. ''هرب من الحبس طاح في بابو'' عرفت مؤخرا ولاية أم البواقي عدة اضطرابات مست نزلاء المؤسسات العقابية بولاية فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من أصيب بأمراض مزمنة، ومنهم من فر وهو في طريقه إلى سجن على غرار السجين ''ق. ج'' الذي فر من عربة سجناء وهو في طريقه إلى مجلس قضاء أم البواقي من اجل محاكمته في عدة قضايا، حيث أقدم هذا السجين على مباغتة عناصر الدرك الوطني والفرار من قبضتهم بحي خنفري بعين مليلة ليتم القبض عليه بعد ثلاثة أيام من فراره بمنزله بعين مليلة، بعدما كان محل بحث في العديد من القضايا. الغريب في أمر هذا السجين الفار أنه كان محل تعاليق ساخرة من طرف كل من سمع بالحادثة، حيث تلخصت التعاليق في كون أن السجين سلم نفسه من حيث لا يدري لمصالح الأمن، عندما قرر زيارة منزله، بحكم أن هذا المكان هو أول موقع تبحث عنه فيه مصالح الأمن.