انطلقت سهرة أول أمس بالمسرح الجديد بالمدينة الأثرية تيمقاد فعاليات الطبعة ال 40 من مهرجان تيمقاد الدولي.حيث أراد القائمون على هذه الطبعة التي ميزها تغيير المحافظة، أن تكون جزائرية خالصة، وذلك لنقص الإمكانيات وكذا الأزمة المالية التي لاحت بظلالها على المهرجان، وأن تتمازج فيها الثقافات الجزائرية، ليس فقط في مجال الغناء بل كل ما له صلة بالثقافة والفن، فكان للفرق الفنية نصيب من السهرة الافتتاحية، فبعد كلمة ممثلين عن وزير الثقافة ووالي ولاية باتنة والإعلان عن الإطلاق الرسمي لفعاليات الطبعة، استمتع جمهور تاموقادي على قلته بلوحة فنية مبهرة، أبدع في تجسيدها ثلة من الشباب المنتمين إلى معهد الموسيقى بباتنة، وسط أزياء تقليدية ولقطات تترجم الموروث الثقافي والتاريخي للجزائر والمنطقة التي تعاقبت عليها عديد الحضارات وهو ما عكسته الأزياء التقليدية لأعضاء الفرقة في لوحة كوريغرافية مميزة تم اكتشافها في المهرجان بعيدا عن المألوف، ولأن أنغام الفلكلور التقليدي الأوراسي من أهم ما يميز أفراح الجزائر عامة وأفراح الأوراس على وجه الخصوص، ومن خلال إعطاء هذا الطابع الفني ميزة للأغنية الأوراسية فقد أمتعت فرقة «ثازيري» جمهور تيمقاد الذي تفاعل إلى حد كبير مع مختلف الوصلات الغنائية المرفوقة برقصات شاوية، رافقت مختلف الأغاني الثورية والتاريخية التي صدحت من على ركح تاموقادي صاحبتها تلك الآلات الموسيقية على غرار القصبة والبندير، ولباس تقليدي يعكس عراقة المنطقة، فكانت بذلك فرقة الرحابة بمثابة الفرقة الترحيبية التي عكف القائمون على المهرجان في كل طبعة أن تكون حاضرة كسنة حميدة لطبعات متعاقبة دون أن يفقد هذا النوع مكانته لعراقته وأصالته.السهرة الأولى لمهرجان تيمقاد الدولي في طبعته ال 40 ميزها أداء جزائري منوع، جمع بين مختلف الطبوع الغنائية لفنانين جزائريين بارزين، على غرار الفنانة فلة عبابسة والشابة سهام وحليم شيبة، فبعد اللوحة الفنية المميزة التي استهلت بها السهرة، واستمتاع الجمهور بالأغنية الفلكلورية الأوراسية في شق كان ناجحا من خلال ذلك التفاعل الذي صنعه الجمهور على المدرجات، ليأتي بعد ذلك نصيب الفنانين الذين أحيوا السهرة الافتتاحية، فكانت سلطانة الطرب العربي فلة الجزائرية نجمة السهرة، أدت باقة من مختلف أغانيها على غرار «راني جي»، «المقياس»، «تشكرات»، «ولا حتى ثانية»، «قالوا»، كما غنت فلة أغنية للراحلة زوليخة «صب الرشراش»، وموال لأم كلثوم وإحدى روائعها «لي شفتو»، كما لم تبخل في إطلاع جمهورها من تاموقادي على واحدة من أغانيها الجديدة لألبوم قالت أنه سيصدر بعد أسبوع.ولأن مدرجات تاموقادي اعتادت هي الأخرى على الأغنية الشاوية فقد كان لحليم شيبة نصيب من ذلك التفاعل سيما وأن أغلب جمهور هذه المدرجات من أبناء المنطقة، حيث تفاعل أشد التفاعل مع أغاني شيبة الذي أدى مجموعة من أغانيه المعروفة رفقة الجمهور ليختم وصلاته الغنائية بأغنية رابح درياسة «العوامة»، لتختتم بعدها الشابة سهام السهرة الأولى من خلال أداء مجموعة من الأغاني الرايوية، منها «عمري توحشتك»، ولأنها تعودت على جمهور تيمقاد من خلال مشاركاتها العديدة التي تجاوزت ال 15 مشاركة، فقد ارتأت سهام تلبية أذواقهم فغنت الأغنية الشاوية وغيرها وهو ما زاد من تفاعل الجمهور رغم أن الوقت كان متاخرا والعائلات اخذت في المغادرة، فغنت «حدة حدة» و «زوالي وفحل»، هذا وينتظر أن يحيى سهرة اليوم من مهرجان تيمقاد الدولي كل من الزهوانية، صبري الباربار، نعيمة دزيرية، طاكو، ندرومي، نزار نواري، على أن تستمر سهرات هذه الطبعة بمشاركة ألمع نجوم الأغنية الجزائرية. شوشان .ح حليم شيبة: «لا بد من شرطة فنية ونقابة لحماية الفنان» اعتبر الفنان الشاوي حليم شيبة تنصيب شرطة فنية، ضرورة ملحة في ظل ما يتعرض له الفنان من سرقة واقتحام الساحة أشخاص لا يمتون بصلة للفن، ما جعل بعض التشويه الذي وجب محاربته، معتبرا ان ذلك لن يتأتى الا من خلال شرطة فنية تتولى مهمة ذلك، بالإضافة الى نقابة تتكفل بحقوق الفنانين، وفي مقابل ذلك، فقد كشف شيبة أن هناك طاقات شبانية لا يستهان بها سيما ما تعلق بالاغنية الشاوية، لم تتح لها الفرصة للظهور من شباب يسعى شخصيا لاحتوائهم من خلال كتابة كلمات اغاني لهم ومرافقتهم لتحقيق طموحاتهم سيما وانهم ذوو قدرات وجب استغلالها، وفي تصريحه ل آخر ساعة قال حليم شيبة أن هناك فرقا بين الاغنية الشاوية التي تعتمد على اللهجة الشاوية في حد ذاتها، والأوراسية التي يختص فيها هي التي تؤدى بالعربية الدارجة، ورغم ان حليم شيبة ابن منطقة الأوراس وتمكنه الكلي من التحدث بالجهة الشاوية بكل طلاقة، إلا أنه يفضل أداء اغانيه بالعربية الدارجة لتكون كلماتها مفهومة لدى العامة دون اقتصارها على منطقة دون أخرى، مثمنا في ذات السياق المكانة التي بلغتها اللغة الأمازيغية سيما ماتعلق بإدراجها ضمن المنظمومة التربوية وإنشاء أكاديمية للأمازيغية وهو ما من شأنه المحافظة عليها من الاندثار وتبليغها للأجيال القادمة كموروث هام يعكس عراقة الجزائر. فلة الجزائرية: «هذه الطبعة فرصة لإعادة الاعتبار لفنانين جزائريين» ثمنت الفنانة فلة عبابسة، على هامش مشاركتها في السهرة الافتتاحية لمهرجان تيمقاد الدولي هذه الطبعة، التي اعتبرتها فرصة لرد الاعتبار لعديد الأسماء الوطنية والمحلية، سيما منها التي غيبت لسنوات عن مختلف التظاهرات الثقافية على غرار مهرجان تيمقاد، هذا وعن تعيين الفنان يوسف بوخنتاش محافظا جديدا لمهرجان تيمقاد، قالت فلة أنها جد سعيدة بهذا الاختيار خصوصا وأن بوخنتاش واحد من الفنانين المعروفين وابن الميدان الفني ما يؤهله أكثر للالتفات للفنان وهذا ما يتجلى في برمجة عديد الأسماء الفنية الجزائرية، هذا فيما نفت فلة عبابسة فكرة اعتزالها الفن وقالت ان التفكير في الامر مقترن بجمهورها ومحبيها الذين لا يمكن ان تفارقهم، وهو ما عكسه ذلك التفاعل للجمهور الذي حضر خصيصا لفلة. الشابة سهام: «نقاوة الأغنية الرايوية جعلتها تأخذ حقها من المهرجانات» كشفت الشابة سهام، من تيمقاد، وعشية إحيائها للسهرة الأولى من الطبعة الجارية، ان الاغنية الرايوية قد أخذت حقها من مختلف التظاهرات الثقافية والفنية التي تقام بالجزائر وحتى في الخارج، مرجعة السبب الى الكلام النقي والنظيف الذي تتناوله الاغنية الرايوية التي صنعتها اسماء كبيرة على غرار بلاوي الهواري، الكينغ خالد، الشاب مامي، وغيرهم من الأسماء العالمية، التي جعلت من اغنية الراي محبوبة ومطلوبة عالميا، وقالت في ذات السياق ان التكنولوجيا الحديثة من مواقع التواصل المختلفة قد اثرت سلبا على الاغنية، وفضحت كلاما غير لائق كان في وقت سابق متخفي، كما ثمنت سهام هي الأخرى بالاشراك الجزائري المحض في هذه الطبعة واعتبرته فرصة لتذكر نخبة من الفنانين الجزائريين الذين قدموا الكثير للأغنية الجزائرية على اختلاف طبوعها، وهو ما لمسته الشابة سهام من خلال البرنامج المقرر لهذه الطبعة، مؤكدة في ذات السياق أن جعل من هذه الطبعة وطنية لم يفقد مهرجان تيمقاد صبغته الدولية بحكم ان الاغنية الجزائرية باتت عالمية. الأمين العام لوزارة الثقافة: «إعطاء نفس جديد للمهرجان يندرج في إطار مسعى حشد الطاقات الفنية الوطنية» أشرف على انطلاقة الطبعة ال 40 لمهرجان تيمقاد الدولي الامين العام لوزارة الثقافة، اسماعيل أولبصير، ممثلا عن وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، حيث أكد خلال كلمة ألقاها على أهمية هذا الحدث الثقافي الهام، سيما فيما تعلق بالترويج للسياحة المحلية، من خلال بعده الجديد الاوراسي الوطني، مؤكدا في ذات السياق ان اصرار وزير الثقافة على اعطاء نفس جديد لهذا المهرجان وجعله في بعد محلي أوراسي وطني يندرج في إطار مسعى لحشد الطاقات الفنية الوطنية واعطائها الفرصة للمساهمة في حركية وتنشيط الساحة الفنية، الوطنية، كما يترجم سعي وزارة الثقافة على اعطاء دفع جديد لهذا المهرجان الذي يعتبر من أهم المواعيد والاحداث الفنية في الساحة الثقافية الوطنية. أصداء المهرجان الأمناء العامون لافتتاح الطبعة في حضرة غياب الوزير والوالي شهدت السهرة الافتتاحية للمهرجان غياب وزير الثقافة، وكذا المسؤول الأول بالولاية، وذلك لتزامن المهرجان والعطلة السنوية لكل منهما، وهو ما جعل الأمين العام لوزارة الثقافة يعلن انطلاقة الطبعة ممثلا لوزير الثقافة عز الدين ميهوبي الذي كان يتواجد خارج البلاد في عطلة، من جهته والي ولاية باتنة فقد مثله الأمين العام للولاية، في تظاهرة ثقافية كبرى لم يتسن للمسؤولين حضورها. حضور جماهيري محتشم في أول سهرة رغم الدعاية المسبقة رغم حرص محافظة المهرجان الإعلان المسبق عن موعد المهرجان، وكذا البرنامج المقرر للطبعة الحالية، غير أن الحضور الجماهري كان محتشما، حيث فضلت العديد من العائلات التوجه نحو المناطق الساحلية والغياب عن المهرجان، وهو ما عكسته السهرة الأولى، على أن تشهد السهرات القادمة توافد الجمهور. حافلات نقل مجاني فارغة نحو تيمقاد هي سنة عكف القائمون على المهرجان تنظيمها كل طبعة، من خلال تخصيص عدد من الحافلات تنطلق من عاصمة الولاية نحو مدينة تيمقاد لتمكين المواطنين من التنقل ذهابا وإيابا إلى المهرجان، خصوصا الذين يتعذر عليهم ذلك، ورغم مجانية النقل، غير أن الملاحظ في السهرة الأولى غياب تام للجمهور، وحافلات تنقلت خاوية على عروشها إلى تيمقاد. تأخر انطلاق السهرة كلّف الشابة سهام الغناء لمدرجات فارغة أمام الحضور الجماهيري المحتشم، من جهة وتأخر انطلاقة السهرة الافتتاحية إلى غاية ال 23:00 ليلا جعل العائلات الباتنية تغادر المدرجات قبل نهاية السهرة، التي استمرت إلى وقت متأخر، وهو ما كلف الشابة سهام التي كانت آخر فنان يدرج ضمن السهرة تغني لمدرجات خاوية على عروشها، فغنت للسلطات التي حضرت الافتتاح. جنيريك البداية يغيب بعد سنوات من الوفاء تعود جمهور تيمقاد لطبعات متعاقبة عديدة على جنيريك كان الديوان الوطني للثقافة والإعلام قد أعده خصيصا لطبعات المهرجان، يحوي مقاطع لنخبة من ألمع وأشهر الفنانين الجزائريين، على غرار عيسى الجرموني، الزهوانية وموسيقى مميزة تنذر ببداية السهرة، غير أن الملفت للانتباه في هذه الطبعة أما تغيير محافظة المهرجان فحال دون استمرارية موسيقى الانطلاقة.