أكدت مصادر "آخر ساعة" أن الإتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" سيفتح تحقيقا في قضية المكالمة الهاتفية التي دارت بين رئيس شبيبة القبائل، شريف ملال، ورئيس شباب قسنطينة، طارق عرامة، والتي تقر بوجود محاولة رشوة بين الرجلين لضمان فوز السنافر أمام اتحاد العاصمة بغرض تتويج الكناري بلقب البطولة، خاصة أن المباراة كانت شكلية بالنسبة للفريق المحلي الذي ضيع كل حظوظه لإنهاء الموسم ضمن كوكبة المقدمة، حيث عرض "ملال" منحة على "عرامة" لتحفيز لاعبي شباب قسنطينة هو الأمر الذي رحب به بصدر رحب الأخير، وطلب أن يكون المبلغ "مغريا" لعدم تسهيل مهام البطل اتحاد العاصمة. وينتظر أن يستعين الاتحاد الدولي لكرة القدم بالتسجيل الصوتي من أجل النظر في موضوع التلاعب بنتائج المباريات، خاصة و ان الهيئة الكروية الدولية تأخذ موضوع التلاعب بنتائج المباريات بأقصى قدر من الجدية، حيث ينتظر أن تحال القضية إلى هيئات ومكاتب الفيفا المعنية بالقضية. واستفحلت ظاهرة الرشوة وبيع وشراء المقابلات في كرة القدم الجزائرية، خلال الآونة الأخيرة بشكل رهيب حتى خرجت للعلن وأضحت أمام مرآى الجميع، وسط صمت المسؤولين عن قطاع الرياضة في البلاد من جهة، وعدم التطبيق الصارم للقوانين ومعاقبة المتورطين من جهة أخرى. وكان رئيس فريق اتحاد عنابة عبد الباسط زعيم قد فجر قنبلة من العيار الثقيل، بعدما كشف عن تورط كثير من الأطراف في فضائح فساد عبر تقديم رشاوى وعمولات لأجل ترتيب المباريات، موجهاً اتهامات صريحة لاتحاد الكرة وعدد من مسؤوليه بالتورط في "الفساد". كما سبق للعديد من وسائل الإعلام ومن بينها "آخر ساعة" التطرق لقضية "الفساد" المستشري في المنظومة الكروية منذ عدة سنوات، وبالرغم من "تفجير" الكثير من القضايا المتعلقة برشاوى ومحاولة ترتيب نتائج المباريات وشراء ذمم الحكام والمسؤولين، على مستوى بطولتي الرابطة المحترفة الأولى والثانية بشكل خاص، إلا أن كل هذه القضايا "دفنت في المهد" أو تم وضعها "في طي النسيان"، إما بسبب تدخلات "فوقية" أو للنفوذ والسطوة التي تملكها الأطراف المتورطة في الفساد. وتطرح تساؤلات كثيرة فيما يخص هذا الموضوع الشائك على خلفية عدم صدور أي رد فعل من الهيئات المختصة على غرار الاتحاد الجزائري لكرة القدم والرابطة المحترفة، وكذا لجان الانضباط والأخلاقيات، فضلا عن الهيئات القضائية، التي يعد موقفها حاسما جدا. فماذا تنتظر هذه الهيئات حتى تقوم بتحقيق فعلي وجدّي قصد اجتثاث هذه الطاهرة الخطيرة من جذورها؟