في كل شتاء تسجل مصالح الحماية المدنية عشرات الضحايا بسبب مدفئ غاز منزلية أبادت عائلات بأكملها اختناقا بينما تؤكد نجاة اخرى من الموت بأعجوبة بعد اسعافها وأخارها حوادث مأساوية في ولايتي غرداية وشلغوم العيد بميلة وسط استمرار مساعٍي حكومية رسمية للقضاء على هذا «الغول الصامت» من خلال التوعية وتدعيم حملات تحسيسية وطنية موجهة للمواطنين في كل ربوع الوطن وتشديد الرقابة في الحدود والموانئ لاحباط أي محاولات لاستيراد المنتجات المقلدة . عادل أمين منذ بداية العام الجاري 2020 تم تسجيل أكثر من 10حالة وفاة اختناقا بالغاز وغاز أول (أحادي) أكسيد الكربون الدي هو عبارة عن غاز محترق ينبعث من أجهزة التدفئة الغازية أو سخانات المياه للمطبخ والحمام وهو لا رائحة ولا لون له حيث يواصل «القاتل الصامت» حصد المزيد من الأرواح بمختلف ولايات الوطن على الرغم من الحملات المستمرة للتوعية ضد مخاطر الغاز ومختلف المواد القابلة للاحتراق.وتسجل مصالح الحماية المدنية يوميا عدة تدخلات متعلقة بالاختناقات الناجمة عن تسرب غاز أحادي أكسيد الكربون. الغاز «يبيد» عائلات بأكملها في غرادية وشلغوم العيد مع بداية العام الجديد فتك الغاز بعدة عائلات بالكامل حيث في الفاتح جانفي الجاري لقي شخصان من عائلة واحدة حتفهما وذلك يوم الأربعاء الفارط اختناقا بغاز أحادي أوكسيد الكربون بمنزلهما العائلي الكائن بقرية تالة وزرار ببلدية عين لقراج (شمال سطيف) وأوضح المكلف بالإعلام و الاتصال بذات المصالح النقيب أحمد لعمامرة أن الأمر يتعلق برجل ( 58 سنة) و ابنه ( 16 سنة) تدخلت وحدة التدخل التابعة لمصالح الحماية المدنية لبني ورتيلان لإجلاء جثتيهما بعد أن توفيا جراء استنشاقهما لغاز أحادي أكسيد الكربون المنبعث من مدفأة المنزل. و تعد هذه الحادثة الثانية في 24 ساعة بعد تلك التي تسببت في هلاك (زوج رجل 42 سنة و زوجته 37 سنة ) بحي الهواء الطلق بوسط مدينة سطيف أين تدخلت مصالح الحماية المدنية لإجلاء جثتيهما ونقلهما إلى مصلحة حفظ الجثث بالمركز الاستشفائي الجامعي عبد النور سعادنة لترتفع حصيلة ضحايا الاختناق بالغازات المحترقة بولاية سطيف منذ بداية فصل الشتاء إلى ثمانية لقوا حتفهم في 5 حوادث اختناق متفرقة. وبعدها توفيت فيه ثلاث فتيات من عائلة واحدة بعد استنشاقهن لغاز أكسيد الكربون المنبعث من سخان مائي بمنزلهن الكائن بمنطقة بني يزغن (غرداية) ونهار أمس الأحد أعلن عن وفاة أم وابنتيها اختناقا بالغاز بولاية ميلة حسب بيان للمديرية العامة للحماية المدنية.. وفاة اكثر من 12 شخصا اختناقا مند مطلع الشهر الجاري لقي12 شخصا حتفهم وتم إسعاف 72 آخرين إثر تسرب لغاز أحادي أكسيد الكربون من مختلف وسائل التدفئة وذلك منذ بداية شهر جانفي الجاري. وحسب ما أفادت به حصيلة لمصالح الحماية المدنية أول أمس فإن 11 حالة وفاة اختناقا بالغاز تم تسجيلها إلى غاية ليلة الجمعة دون تسجيل عدد وفيات يومي السبت والأحد .وأوضحت مصالح الحماية المدنية أن هذه الحوادث تقع نتيجة أخطاء في الوقاية مثل نقص أو انعدام التهوية داخل المنازل السكنية،التركيب السيئ ، قدم الأجهزة، استعمال جهاز الطبخ كوسيلة للتدفئة«. كما لقي شاب مصرعه مساء اول أمس اختناقا بغاز أحادي أكسيد الكربون بمسكنه الكائن بحي سيدي سعيد بمدينة معسكر.ويليها شخصان بولاية ميلة وحسب ذات المصالح فإن الوقاية من هذه الظاهرة ظلت من أولويات المديرية العامة للحماية المدنية عن طريق التحسيس والتوعية لفائدة المواطنين بهدف إرساء ثقافة وقائية للحد أو التقليل من نسبة الضحايا .في هذا السياق دعت المديرية العامة للحماية المدنية كافة المواطنين الى أخذ مزيد من الحيطة والحذر واتباع النصائح الوقائية للحفاظ على أرواحهم من خلال ضمان تهوية مستمرة داخل المنازل عند استعمال أجهزة التدفئة والصيانة الدورية لمختلف أجهزة التدفئة من طرف أخصائي في الترصيص وعدم استعمال الوسائل التقليدية وآلات الطبخ.ولتفادي مثل هذه الحوادث والتكفل السريع والفعال، تضع الحماية المدنية رقم النجدة 14 والرقم الأخضر 1021 تحت تصرف المواطنين. هلاك أكثر من 145 شخصا خلال 2019 سجلت مصالح الحماية المدنية وفاة مالا يقل عن 145 شخصا اختناقا بغاز أحادي أوكسيد الكربون على المستوى الوطني خلال سنة 2019.وأوضحت ذات المصالح هلاك خلال الفترة الممتدة مابين 1 جانفي إلى غاية 30 سبتمبر2018 نحو 145 شخصا.وهذا جراء تسممهم واختناقهم بغاز أحادي أكسيد الكربون المنبعث من أجهزة التدفئة، مقابل 131 حالة وفاة سنة 2018.كما أرجعت السبب الرئيسي لهذه الوفيات إلى انعدام التهوية.وأشارات إلى إسعاف وإنقاذ من موت محقق لأزيد من 2000 شخص بعد استنشاقهم لغاز أحادي الكربون خلال هذه السنة.وبحسب إحصائيات رسمية سجلت ذات المصالح وفاة 131 شخصا خلال سنة 2018 ، مع إنقاذ وإسعاف 2793 آخر، من ضمنهم 1849 بفعل غاز أحادي أوكسيد الكربون، وبسبب الاختناقات والتسممات بالغازات المحترقة، بينما تم خلال الأشهر التسعة من 2017 وفاة 132 شخصا من مختلف الفئات العمرية، من بينهم 113 حالة وفاة عن طريق التسمم بغاز أحادي أوكسيد الكربون، وهي الحالات التي لا تعد وليدة الصدفة أو جراء ظروف غير متوقعة، وإنما ناجمة عن الاختناقات بالغازات، إثر خلل في الوقاية، من حيث تطبيق شروط السلامة والأمن، وبصفة عامة، بفعل أخطاء وعدم وجود أو غياب عملية التهوية الصحيحة والدائمة داخل المنازل، وكذا سوء تركيب واستغلال الأجهزة من قبل أشخاص غير مؤهلين. جمعيات المستهلك تتفقد أجهزة الغاز داخل منازل المواطنين المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك كانت السنة الفارطة قادت حملة تحسيسية وطنية حول مخاطر الاختناقات بالغاز، وذلك تشاركا مع المديرية العامة للحماية المدنية، على مستوى كامل التراب الوطني، تزامنا مع ارتفاع حالات الوفيات جراء الاختناق بالغاز.. وهذه الحملات التحسيسية انطلقت عبر عدة مناطق وأحياء وجامعات أين وزعت مطويات وملصقات للتعريف بمخاطر تسربات الغاز، وأقيمت أيضا نشاطات ميدانية بتنقل المختصين في زيارات ميدانية للأحياء الشعبية لتفقد سلامة الأجهزة والوسائل المستعملة في تركيب المدافئ والأجهزة الغازية أين تم تقديم شروح ونصائح للمواطنين تفاديا لوقوع الحوادث المنزلية المتعلقة باختناقات الغاز التي يمكنها التسبب في وفيات بالجملة..وحسب رئيس الجمعية مصطفى زبدي فإن أسباب الوفيات بالمدافئ المنزلية راجع لمشكل في الصيانة والتركيب لأجهزة التدفئة المنزلية وسوء الاستعمال، بعدما كان المشكل في السابق منحصرا في الأجهزة المغشوشة التي كانت تباع في الأسواق.وقدم رئيس المنظمة نصائح وتوجيهات للمواطنين تمثلت في حسن اقتناء أجهزة التدفئة والتسخين المنزلية وأن تكون المراقبة الدائمة من قبل المختصين والحرص على ترك نوافذ للتهوية في المنزل. حملة وطنية تحسيسية حول أخطار الاختناقات بالغاز طيلة موسم الشتاء أطلقت المديرية العامة للحماية المدنية شهر نوفمبر الفارط من ولاية المسيلة حملة وطنية تحسيسية حول أخطار الاختناقات بالغاز حيث تستمر هذه الحملة طيلة موسم الشتاء الجاري تحت شعار(معا من أجل شتاء دافئ وآمن).وأوضحت المديرية في بيانها أن هذه الحملة التي تنظم تحت رعاية وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية تتضمن برنامجا «ثري» يتمحور في تنظيم أبواب مفتوحة على مستوى وحدات الحماية المدنية، قوافل وقائية محلية عبر مختلف البلديات القرى والمداشر في إطار الإعلام الجواري بهدف نشر رسائل «وقائية ورفع درجة الوعي» حول هذا الخطر بالإضافة إلى تطبيق السلوك «الإيجابي» الواجب القيام به من قبل المواطنين من أجل الحفاظ على حياتهم وتفادي «أضرار» الإختناقات. ودعت كافة المواطنين والجمعيات للمشاركة في هذا البرنامج التحسيسي من خلال الاقتراب من مصالحها المنتشرة عبر التراب الوطني ، مبرزة أن هذه الحملة جاءت قناعة منها بكون «الخلل يكمن في نقص الحس التوعوي» مذكرة بأن «معظم الحوادث المتعلقة بالتسمم بالغازات المحترقة وغيرها ، تتسبب سنويا في وقوع عدة ضحايا» تسجلها المديرية .وأكدت أن مثل هذه الحوادث ليست «وليدة الصدفة أو جراء ظروف غير متوقعة فمعظم حالات الوفيات الناجمة عن الاختناق بالغازات هي «ناتجة عن خلل في الوقاية من حيث تطبيق شروط السلامة و الأمن وبصفة عامة تُنسب هذه الأخطاء بشكل أساسي إلى عدم وجود أو غياب عملية تهوية صحيحة ودائمة داخل المنازل كما هي نتيجة لسوءتركيب وإستغلال هذه الأجهزة من قبل أشخاص غير مؤهلين» . وزارة الصحة تذكر بالإرشادات والاحتياطات الوقائية من جهتها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات كانت ذكرت بالإرشادات والاحتياطات الواجب اتخاذها للحد من حالات اختناقات بغاز أحادي أكسيد الكربون التي أدت إلى عدة وفيات. وفي هذا الإطار أكدت وزارة الصحة على ضرورة المراقبة السنوية لأجهزة التدفئة وتسخين المياه من طرف متخصص مؤهل (سخان الماء، سخان الحمام، الموقد …)، تهوية المنزل لمدة 10 دقائق يوميا على الأقل مع عدم سد ثغرات الهواء في فصل الشتاء، عدم استخدام أجهزة التدفئة الاحتياطية المتنقلة إلا في الغرف ذات التهوية الجيدة وعلى فترات متقطعة.كما دعت إلى عدم تشغيل محرك السيارة في مرآب مغلق واحترام تعليمات استخدام أجهزة التدفئة والتسخين إلى جانب تفادي استخدام أجهزة غير مخصصة لهذا الغرض (فرن الطهي والكانون والطابونة) أحادي أكسيد الكربون هو غاز عديم اللون والرائحة ذكرت مصالح الحماية المدنية أن أحادي أكسيد الكربون هو غاز عديم اللون، وعديم الطعم و الرائحة وينتج من عمليّة الأكسدة الجزئيّة (الاحتراق غير التام للكربون) والمركبات العضوية مثل الفحم، وهذا يحدث عند ندرة الأوكسجين، أو عند احتراق ذي حرارة مرتفعة جدًّا ويعتبر من الغازات الشديدة السمية تطلقه الآلات والمركبات كما أن وجوده في مكان قليل التهوية يؤدي إلى «أخطار تضر بالصحة»، مشيرة إلى أن الأشياء الرئيسية التي تصدر هذا الغاز هي السيارات و المركبات المواقد و الأفران بالإضافة إلى احتراق الغاز والفحم و المدافئ وأشارت إلى أن أحادي أكسيد الكربون غازاً لا يمكن شمه أو تذوقه لذا من «الصعب» أن يدرك الناس إن كانوا جالسين في مكان ملوث به لذلك ينصح دائما بوجود أجهزة للكشف عن هذا الغاز في المنزل ومكان العمل.