يتواصل الإنزال الدبلوماسي العربي والغربي في العاصمة على خلفية الأوضاع المتفجرة في ليبيا، فبعد زيارة رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج ووزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، جاء الدور على وزير خارجية إيطاليا ووزير خارجية مصر الذان غادرا الجزائر أول أمس. وكان وزير الشؤون الخارجية صبري بوقادوم، قد استقبل وزير الخارجية الإيطالي لويجي ديمايو، لدى وصوله إلى مطار هواري بومدين ثم انتقلا إلى مقر وزارة الخارجية، حيث أجريا جلسة عمل لبحث الأوضاع السياسية في ليبيا على خلفية التطورات السياسية المضطربة التي يعيشها هذا البلد الجار بالنسبة للجزائر، وتأثيرات تطورها على المنطقة المغاربية بشكل خاص، ومنطقة الحوض المتوسط بشكل عام. وأشاد صبري بوقادوم بالتنسيق الجزائري الإيطالي بشأن الأوضاع في ليبيا، والذي اعتبره جيداً جداً، موضحاً أن إيطاليا دعمت المقاربة الجزائرية التي ترتكز على السلمية والحل السياسي. وأضاف خلال ندوة صحفية عقدها مع نظيره الإيطالي لويجي دي مايو، عقب لقاء العمل الذي جمعهما في مقر وزارة الخارجية، أن الحل السياسي والسلمي بالنسبة لليبيا هو الأنسب والأصلح، ولهذا نرفض التدخل الأجنبي في هذا البلد، ونصر على احترام شؤون الليبيين الداخلية، مع حظر تزويد الجماعات المسلحة في ليبيا. وأوضح بوقادوم أن المفاوضات بين كل الأطراف الليبية المتصارعة ضرورية في هذا الوقت بالذات، لأن هذه الأطراف هي المعنية بما يحصل داخل الوطن الليبي، وهي التي يجب أن تجد الحلول التي ترضي جميع الأطراف، وتجنب البلد مخاطر التدخل الأجنبي. من جهته، قال وزير الخارجية الإيطالي لويجي ديمايو إن كل الدول التي زارها بما فيها تركيا ومصر وبلجيكا والجزائر، متفقة على ضرورة الوصول لحل سلمي ووقف إطلاق النار بليبيا، مشيراً إلى أن كل هذه الدول ترى ضرورة التوصل إلى اتفاق يضمن الاستقرار في المنطقة، مشدداً على أن إيطاليا ستبقى صديقة للشعب الجزائري وحكومته، وأنها ستعمل مع الجزائر جنباً إلى جنب في جميع مجالات الطاقة، التعليم العالي، والبحث العلمي؛ لضمان مستقبل الأجيال القادمة، وعلينا التنسيق في مجال محاربة الإرهاب. وفي اليوم ذاته، زار الجزائر وزير الخارجية المصري سامح شكري، الذي استقبل أيضاً من طرف صبري بوقادوم نظيره الجزائري، وكذلك من طرف الوزير الأول عبد العزيز جراد، قبل أن يحظى باستقبال من طرف الرئيس عبد المجيد تبون. وذكر بيان صادر عن الرئاسة أن الرئيس عبد المجيد تبون استقبل وزير الخارجية المصري سامح شكري، مؤكداً أن وزير الخارجية المصري سلم رسالة خطية من رئيس الجمهورية المصري عبد الفتاح السيسي، لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون دعاه من خلالها إلى زيارة مصر.