سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سقوط سيارة في البحر يودي بحياة أم وثلاثة من أطفالها بجيجل حادث مأساوي يهز عاصمة الكورنيش والمئات يتوجهون إلى العوانة لتقديم الدعم النفسي للعائلة المكلومة
اهتزت ولاية جيجل من شرقها إلى غربها نهاية الأسبوع على وقع حادث مرور مأساوي أودى بحياة أربعة أشخاص بعد سقوط سيارتهم في البحر ويتعلق الأمر بأم في السابعة والثلاثين من العمر وثلاثة من أطفالها الذين لا يتعدى سن أكبرهم الثماني سنوات فيما نجا الأب بأعجوبة حيث لازال يتلقى العلاج بمستشفى جيجل. وعادت أجواء الرعب والحزن لتلقي بظلالها على مستعملي الطريق الوطني رقم 43 في شقه الغربي الذي يربط عاصمة الكورنيش بمدنها الغربية وكذا ولاية بجاية حيث شهد هذا الطريق حادث مرور مأساوي ليلة الأربعاء الى الخميس بعدما انحرفت سيارة سياحية كان على متنها خمسة أشخاص من عائلة «لحرش» بمنطقة « الكاريار» على حدود بلديتي جيجل والعوانة وسقوطها في البحر ، وأسفر عن هذا الحادث في حينه عن وفاة الأم صاحبة ال37 سنة والتي انتشلت جثتها مباشرة بعد وصول رجال الحماية المدنية في حين تم اخراج الأب البالغ من العمر 47 سنة حيا حيث تم نقله الى المستشفى من أجل تلقي العلاج لتبدأ عمليات البحث عن أطفالهما الثلاثة ويتعلق الأمر بكل من مروى ثمانية سنوات بالإضافة الى التوأم رامي ورمزي ذو الست سنوات ، وسمحت عمليات البحث والتمشيط التي قام بها عناصر الحماية المدنية وتحديدا أعوان الغطس من انتشال جثة الطفلة مروى التي عثر عليها حية غير أنها سرعان ماتوفيت وهي في الطريق الى المستشفى في حين لم يظهر أي أثر للتوأمين رمزي ورامي اللذين اعتقد كثيرون بأنهما علقا بالسيارة الغارقة قبل أن يتم التأكد بأنهما غير موجودين وسط حطام هذه الأخيرة بعد اخراجها من عمق البحر ، وعلى الفور تم استدعاء غطاسين من كل من كل ولايتي بجاية وسكيكدة للمساعدة في عملية البحث عن التوأمين المفقودين وسط توافد كبير جدا للمواطنين القادمين من كل مناطق ولاية جيجل والذين وضعوا كل امكاناتهم تحت تصرف رجال الإنقاذ لتكلل هذه المجهودات التي استمرت لعدة ساعات بإخراج جثتي الطفلين المفقودين في حدود الساعة الواحدة من ظهر أول أمس الخميس وسط أجواء كبيرة وغير مسبوقة من الحزن . وتحوّلت بلدية العوانة أين تقطن عائلة « لحرش» التي فقدت خمسة من أبنائها في هذا الحادث المأساوي إلى مزار للمئات من سكان جيجل الذين أبوا الا أن يقدموا التعازي للعائلة أو بالأحرى من تبقى منها بعد هذا المصاب الجلل ومن ثم محاولة التخفيف من آلامها . كما توجه كثيرون إلى مستشفى جيجل من أجل تقديم الدعم النفسي للناجي الوحيد من هذا الحادث أو بالأحرى الأب الذي فقد زوجته وثلاثة من أبنائه في هذا الحادث والذي عرفت حالته بعض الإستقرار حسب مصادر طبية وإن كان الأطباء يسعون لإبعاده عن أي تشنج على أمل تخفيف أثر الصدمة عليه خصوصا وأن حالته لازالت لم تبارح دائرة الخطر بشكل نهائي .وأعاد حادث أول أمس إلى أذهان الجواجلة سلسلة الحوادث التي عرفها طريق الكورنيش قبل نحو ثلاث سنوات حيث عرف هذا الطريق سقوط عدة سيارات في البحر وفي توقيت متقارب مما أسفر يومها عن وفاة ثمانية أشخاص في ظرف قصير بعدما ابتلعت مياه البحر سياراتهم في ظروف غامضة ومن بينهم « المير « السابق لبلدية العوانة ماجعل البعض يتحدثون يومها عن قوى غريبة تغير مسار السيارات نحو البحر فيما ذهب كثيرون بعد هذه الحوادث إلى المطالبة بمعالجة بعض النقاط السوداء بهذا الطريق البحري الصعب والتي اعتبروها السبب الرئيسي في هذه الحوادث المتكررة .