شهدت السنوات الأخيرة هجرة معتبرة للاعبين جزائريين نجو دوريات عربية خليجية، وفي مقدمة ذلك الدوري القطري الذي أخذ حصة الأسد من تنقلات اللاعبين خارج الوطن، حيث لم يقتصر المر على الأسماء المحلية التي ودعت ولو مؤقتا البطولة الوطنية، بل تعدى الأمر إلى لاعبين محترفين فضلوا مغادرة دوريات أوروبية من أجل أموال الخليج، ولم تكن الوجهة الخليجية تستهوي «نجوم» الكرة الجزائرية، بالقدر الذي شهدته السنوات الماضية، عندما أصبح اللاعبون لا يتحرجون في قبول عروض الأندية القطرية والسعودية والإماراتية بدرجة أقل، بل أن بعضهم اختار بلدان الخليج العربي لمواصلة مداعبة الكرة، وهم في سّن الزهور على غرار ما فعله بلفوضيل هداف هوفنهايم، قبل سنوات، عندما غادر الكالتشو وتوجه لنادي بني ياس الإماراتي، وكان المدافع الأيسر نذير بلحاج، أول من كسر «طابو» التخلي عن إغراءات الأضواء والشهرة في أوروبا وتفضيل المال الخليجي، عندما قرر صيف 2010، عقب مونديال بلد مانديلا، مغادرة الدوري الانجليزي والانضمام إلى نادي السد القطري، في صفقة أثارت وقتها الكثير من اللغط، وكذا استهجان الجزائريين، كونهم عاشوا على أمل التحاق بلحاج بفريق كبير، ومنهم من حلم به مع العملاق البرشلوني، قبل أن يسقط في «السد»، كما تهكم آنذاك الكثير من المتتبعين. ياسين براهيمي أغلى لاعب جزائري في الدوري القطري ويحصل ياسين براهيمي، لاعب الريان القطري، على 6 مليون أورو سنويا، فيما ينال نبيل بن طالب، لاعب نيوكاسل 4.6 مليون أورو متقدما على إسلام سليماني لاعب موناكو وعدلان قديورة لاعب الغرافة الذي يحصل على 3.8 مليون أورو سنويا، أما بغداد بونجاح، فينال مع السد القطري 3.3 مليون أورو متقدما على يوسف بلايلي لاعب الأهلي، والذي ينال 2.7 مليون أورو سنويا، أي بأكثر من 300 ألف أورو سنويا عن فوزي غلام، مدافع نادي نابولي الإيطالي. نجوم “الخضر” أداروا ظهورهم إلى الأندية الأوروبية فما عدا إسماعيل بن ناصر، أحسن لاعب في دورة كأس أمم إفريقيا بمصر، الذي اختار وجهته المقبلة وفق طموحات رياضية منطقية، حين تعاقد مع نادي آسي ميلانو الإيطالي الشهير، فإن اللاعبين الآخرين أداروا ظهورهم إلى الأندية الأوروبية وفضلوا الدوريات الخليجية، وفي مقدمة الدوريات الدوري القطري، الذي استهله لاعب الوسط، ياسين براهيمي، الذي وقع عقدا مع نادي الريان، بعدما أنهى مسيرته مع نادي بورتو البرتغالي، الذي صنع فيه أحلى أيامه على مدار خمسة مواسم كاملة،، وحتى زميله سفيان هني، الذي سار على نفس منوال براهيمي، واختار الدوري القطري، رغم أن سنه تسمح له باللعب في أندية أوروبية، لكنه، ولنفس سبب براهيمي، فضل اللعب لنادي الغرافة القطري، خاصة بعد التألق الكبير لبغداد بونجاح. الدوري السعودي لا يزال محل اهتمام اللاعبين الجزائريين في المقابل، فإن الدوري السعودي لا يزال محل اهتمام اللاعبين الجزائريين، خلال المواسم الأخيرة.. فبعد تألق بلعمري مع الشباب السعودي، وانضمام تاهرات إلى نادي أبها، ووجود عدد كبير من حراس المرمى خلال الموسم المقبل، ويتعلق الأمر بكل من مبولحي، ودوخة، وعسلة، يضاف إليهم زغبة ورحماني وناتاش وبوصوف، ما يجعل أبرز حراس المرمى الجزائريين يختارون الدوري السعودي، مفضلين خوض تجارب احترافية في هذا البلد، بحثا عن البروز الكروي والجانب المادي، في الوقت الذي ينتظر أن تعرف الدوريات الخليجية توافدا للاعبين جزائريين آخرين، وهذا وفقا للمفاوضات التي تتم في الخفاء مع عدة أسماء مستهدفة في هذا الجانب.