بسبب قربها من الوادي الذي يسري دون انقطاع طوال أيام السنة عشرات العائلات ببغلية في بومرداس تتخوف من تكرار كارثة غرداية وفي هذا الصدد دق العديد من قاطني المكان ناقوس الخطر على أمل منهم أن تتحرك السلطات لانتشالهم من هذا الخطر المحدق في أية لحظة،لهذا عبر قاطنو البلدية خاصة الذين يعيشون بمحاذاة هذا الوادي عن تخوفهم من الخطر المحدق بها،بحيث يعيشون حياة صعبة تزداد حدتها كلما حل فصل الشتاء والتساقط. وقد أكد البعض ممن التقينا بهم أنهم يبيتون قياما ليلة التساقط خوفا من أن تمتد المياه داخل البيوت في حال امتلاء الوادي الذي يعبر كامل الحي قدوما من أعالي اسطاوالي ليصل إلى غاية أسفل البلدية.فيما أكد احد أقدم قاطني الحي أن الوادي كان مخصصا للسقي،غير انه تحول خلال السنوات الأخيرة عن دوره ليصبح مركزا و مصبا لرمي الأوساخ و فضلات السكان.بحيث يتحول الحي إلى شبه مفرغة عمومية تزداد حدتها في فصل الصيف أين تنبعث منها روائح كريهة تصل إلى غاية المنازل المجاورة ،ليصبح كذا الباعوض والذئاب ديكورها اليومي في ظل انعدام متابعة دورية للأودية من طرف الجهات المسؤولة عن عملية التنظيف.. وكانت العائلات القاطنة بهذا الحي قد دقت مرارا ناقوس الخطر فيما يخص هذا المشكل،الذي أصبح هاجسهم اليومي منذ أن وطأت إقدامهم الحي الذي سكنوه بطريقة فوضوية وعشوائية.بعدما تم تنصيب بيوتهم على ضفاف الوادي في العشرية السوداء ما بين سنة 1994 و95 هروبا من بطش آلة الإرهاب الدموية وبحثا عن الأمن والاستقرار بالقرب من مختلف مناطق الوطن خاصة منها الداخلية والمناطق المعزولة التي كانت ملاذا والمكان المفضل للإرهابيين الذين تمكنوا من فرض هيمنتهم على هؤلاء السكان العزل الذين تخلوا عن أرضيتهم وممتلكاتهم في سبيل العيش في أمن وسلام رفقة ذويهم.ليصطدموا بعد ذلك بعدة مشاكل اجتماعية أخرى نغصت حياتهم من بينها ندرة المياه الصالحة للشرب،انعدام الغاز،والكهرباء هي بدورها مفقودة بالحي.بحيث يلجأ السكان إلى عملية القرصنة التي تعتبر جد خطيرة هي الأخرى على حياتهم. وعلى هذا الأساس يطالب السكان من السلطات المحلية أن تنظر إلى انشغالاتهم في أقرب الآجال.خاصة وأننا على مقربة من موعد فصل الشتاء الذي لا يفصلنا عنه كثيرا،عن طريق تثبيت أطراف الوادي بجدار عازل يقي السكان من فيضان الوادي.وأما إعادة ترحيلهم إلى سكنات لائقة تجنب المنطقة كارثة إنسانية لا يحمد عقباها مثلما حدث ببلدية دلس نوفمبر 2007 وفيضانات باب الوادي سنة 2001 وغرداية مؤخرا