دقت عشر عائلات لازالت تقطن بحي كوريفة (15) بمحاذاة مركز التحزين نفطال بالحراش، ناقوس الخطر إزاء الوضع الرهيب الذي تعيشه منذ أكثر من 40 سنة، في ظل وقوع انفجار محتمل في أي لحظة نتيجة تسربات الغاز اليومية وأكدت في ذات الصدد أن شرارة كهربائية واحدة تودي بحياة الآلاف من السكان في الوقت التي عجزت فيه السلطات المحلية عن انتشالهم من الموت المحدق بهم من الحقبة الاستعمارية· وأعاب ممثلو العائلات القاطنة بالحي سياسة اللامبالاة التي لازال ينتهجها المنتخبون المحليون في عهداتهم المتعاقبة على بلدية الحراش، بالرغم من شكاويهم المتكررة والتي تنذر فيها بمدى الخطر الكبير الذي يداهمهم منذ أزيد من 04 سنة، باعتبار مجمعهم السكني يقع فوق أنابيب الغاز التابعة لمجمع نفطال لتمييع قارورات غاز البوتان، والتي لازالت مغروسة تحت الأرض منذ سنوات الستينات، مما بات ينذر بوقوع انفجار وشيك، لا سيما أمام تسربات الغاز، قال محدثونا، والتي أدت في كثير من الأحيان إلى نشوب شرارات كهربائية على مستوى خطوط الكهرباء الرابطة بالمجمع السكني، كادت أن تودي إلى ما لا يحمد عقابه، لولا التدخل السريع للمصالح التقنية لمؤسسة سوناطراك، وقد أكد المتحدثون في سياق متصل عن هذا الهاجس الذي لازال يراودهم يوميا إثر وقوع الحادث الأليم مؤخرا، جراء الأشغال العمومية التي تسببت في ثقب إحدى الأنابيب الممتدة على مسافة كيلومترات بين مركز التخزين ''نفطال'' ومؤسسة الغاز الصناعي شركة ''افتسان بيكوم'' المختصة في صناعة الحلويات ومصانع التكرير ومركبات الغاز الطبيعي المميع الأخرى، إذ أبرز أحد القاطنين في هذا الصدد أن السكان عاشوا يومها رعبا لا مثيل له لم تمح آثاره لحد اليوم، نظرا لحالات الهلع الشديدة التي أصابت العائلات المتضررة بعد اندفاع تسرب الغاز بشكل مفاجئ، كاد أن يودي بحياة الآلاف من السكان المجاورين لولا تدخل سفارات الإنذار لمصالح سوناطراك ومباشرتها في قطع الكهرباء بالمجمع السكني، مع اتخاذ كافة الإجراءات الضرورية اللازمة ريثما يتم إصلاح الأنبوب، أضاف المتحدثون، وأكدوا في الوقت ذاته أن الوضع المأساوي انعكس بالسلب عليهم، إذ عاشوا ليلتها الظلام الدامس فضلا عن حرمانهم من الطهي داخل المطبخ تفاديا لوقوع الانفجار، والأدهى من ذلك قالوا إنهم ''أجبروا من قبل ذات المصالح على غلق الأبواب والنوافذ لتجنب الكارثة مما ولد بدوره عدة إصابات لحقت بأفراد العائلات نتيجة الأمراض التنفسية المستعصية والتي تزامن ظهورها مع الظروف الاجتماعية القاهرة التي يعيشونها تحت سقف تآكلت جدرانه بسبب عوامل ارتفاع نسبة الرطوبة داخل الغرف وانعدام التهوية· وقد استنجد المتضررون لأجل ذلك الهيئات العليا لانتشالهم من الموت المحدق بهم يوميا، تخوفا من تكرار فاجعة حي ''زاد 12'' بمعسكر الذي أزهق أروح بشرية وخلف 87 جريحا بمن فيهم حالات الحروق الخطرة·