شهدت ولاية باتنة، خلال الساعات الاخيرة، سلسلة حرائق فاق عددها ال 04 حرائق شبت بعديد المناطق الجبلية والغابية، كان اخطرها واوسعها انتشارا ذلك الذي شب بغابة شنقورة بالاطراف الشمالية لبلدية فسديس، الذي سخرت له امكانيات مادية وبشرية ضخمة للتحكم في السنة اللهب التي امتدت بسرعة، الى جانب عديد الحرائق التي اندلعت بمناطق متفرقة من الولاية، متفاوتة الانتشار والقوة، على غرار حرائق شبت بكل من تامشيط، بوزوران وتاكسلانت. حيث تم التحكم فيها واخمادها في ظرف وجيز جراء التدخل العاجل لمصالح الحماية المدنية ومنع النيران من الانتشار، هذا فيما تم التحكم في جزء من الحريق الذي شب بغابة فسديس خاصة على مستوى الجهة المقابلة للمدينة، فيما تواصلت العملية لساعات على مستوى الجهة الخلفية للجبل امام صعوبة التضاريس إضافة إلى هبوب الرياح ما صعب العملية أكثر وحال دون التحكم في الوضع قبل ان تلتهم النيران مساحات اخرى. هذا وقد جندت مصالح الحماية المدنية كامل امكانياتها للتحكم في الحريق المهول، وذلك من خلال تسخير 24 آلية إطفاء و تعداد 100 عون تدخل بمختلف الرتب وبإشراف مباشر من السيد مدير الحماية المدنية لولاية باتنة العقيد جمال خمار، وبدعم من 9 وحدات بالاضافة إلى الرتل المتنقل، هذا ناهيك عن الامكانيات التي سخرتها باقي القطاعات على غرار مصالح الغابات وغيرها، بالاضافة الى الهبة التضامنية الواسعة لشباب المنطقة، الذين لم يدخروا جهدا في الانزال صوب الغابة التي شب بها الحريق بامكانيات بسيطة وتعاون لم يسبق له مثيل في اطفاء الحريق، وقد ثمنت مصالح الحماية المدنية الهبة التضامنية الكبيرة التي قام بها شباب منطقة فسديس، وحتى بعض المناطق المجاورة من خلال مد يد العون لفرق التدخل في اخماد بعض المواقد أو تموين جميع المتدخلين بمياه الشرب والحليب في ظل ارتفاع درجات الحرارة وصعوبة التضاريس وقساوة ظروف العمل. التي لم تمنع المتدخلين والمساهمين في عمليات اخماد مختلف الحرائق التي عرفتها الولاية، وهو ما يعكس نضج الوعي لدى الشباب وتشبعهم بروح المسؤولية والمواطنة. هذا وقد أولت مصالح الحماية المدنية أهمية كبيرة لحماية الأرواح والممتلكات، من خلال وضع ثلاث نقاط ثابتة لحماية انبوب الغاز العابر للمنطقة، التجمعات السكنية والغابة الكبيرة المطلة على منطقة وادي الماء، حيث مكن التحكم في الوضع من تجنيب كارثة حقيقية اثارت الرعب في نفوس المواطنين سيما القاطنين ببلدية فسديس والمناطق المجارة، بعد ان شكل الدخان والنيران الملتهبة غيمة كبيرة على المنطقة. وقد لجأت فرق الإطفاء الى استعمال الإقامات بالتناوب باستعمال مضخة محمولة وشاحنتي تموين على مسافة حوالي 360 مترا، وهذا من اجل ايصال المياه الى اعلى القمة الجبلية، الى غاية التحكم في الحريق والابقاء على الفرق مرابطة بالمكان لاجل عملية التبريد والمراقبة تفاديا لعودة اشتعال بعض المواقد بالجهة الغربية لجبل شنقورة، هذا في الوقت الذي لم يتم فيه بعد تحديد حجم الخسائر التي خلفتها مختلف هذه الحرائق وبالخصوص الحريق المهول بغابة فسديس، وكذا الاسباب التي ادت الى اندلاع النيران.