يتفق الجميع على أن العيش بحي " 18 فيفري " الواقع ببلدية الثنية شرق ولاية بومرداس جحيم لا يطاق،نظرا لافتقاره لأبسط ضروريات الحياة الكريمة،كون أن الحي يضم العديد من العائلات التي نزحت إليه ذات يوم و ذلك في سنوات التسعينيات. و هي حاليا تنتظر ساعة الفرج لوضع حد للمعاناة التي طال أمدها و عمر طويلا بحيهم الذي ضاقوا ضرعا بالعيش فيه . أن المتوجه إلى هذا الحي ،أول صعوبة يواجهها هو كيفية الوصول إليه كونه تنعدم فيه وسائل النقل،حيث يضطر المواطنون الانتظار أزيد من ساعة لتمر حافلة متوجهة إلى الحي،و أن وجدت فهي ممتلئة عن أخرها..انتظرنا كثيرا لكن دون فائدة،ففضلنا التوجه إلى الحي مشيا على الأقدام.حالة اهتراء كبيرة يشهده الطريق المؤدي إلى حي " 18 فيفري "،و يتأزم أكثر مع سقوط الأمطار أين يصعب استعماله لأنه ببساطة يتحول إلى برك مائية راكدة مملوءة بالطمي و البرك و المستنقعات،ليتحول الحي إلى بحر طويل و عميق. توغلنا داخل الحي فإذا بقنوات صرف المياه القذرة تخترقه،و كأننا في أخاديد..ناهيك عن الروائح الكريهة المنبعثة من المكان و هو ما يشكل خطرا على صحة المواطنين الذي بات الموت يحدق بهم.إضافة إلى ذلك مشكلة الانجرافات و الفيضانات التي تحدثها الأمطار ،مشاكل أخرها تضاف إلى هذا و التي لخصها أحد قاطني الحي في انعدام الغاز الطبيعي الذين هم في أمس الحاجة إليه باعتبار أن حيهم يسوده برد شديد في فصل الشتاء،و هو ما جعلهم في رحلة بحث طويلة عن قارورات غاز البوتان التي تنفذ في الساعات الأولى من الصباح نتيجة الطلب الملح عليها،فاقتنائها يقتضي النهوض قبل الفجر للظفر بها و بأي ثمن؟حيث يغتنم التجار الجشعين فرصة الطلب الشديد فيها للرفع من سعرها الذي يصل أحيانا إلى أكثر من 3500 دج. ورغم العيش في هذا الحي صعب بحكم المشاكل الكثيرة الموجودة به ،إلا أن أمل سكانها يبقى كبيرا في المسؤولين الذين وعدوهم بانتشالهم من هذا الجحيم الحقيقي..و من جهتنا حاولنا الاستفسار عن مستقبل هاته العائلات لدى مسؤولي البلدية الذين أكدوا لنا أن المساعي حثيثة لانتشال السكان من هذه الوضعية خاصة و أن البلدية استفادت من مبلغ مالي معتبر من أجل التنمية و هو ما يؤهلها للقضاء على عديد النقائص . تركنا الحي و سكانه و الأمل باد على محياهم..فبعد الضيق يأتي الفرج – على حد قول أحد قاطني الحي-. حياة