شبّت النار في أكثر من نقطة، عبر إقليم غابات غرب ولاية سكيكدة، موازاة مع ارتفاع رهيب في درجة الحرارة وتزايد سرعة الرياح، أسفرت عن تخريب نحو 500 هكتار من الغابات، وأشجار البلوط الفليني،و الزيتون و خلايا النحل ووسائل الفلاحة التي تتوفر عليها غابات بلديات ولاية سكيكدة، وتسببت جملة من الحرائق وعددها نحو 24 حريقا شبت في وقت واحد، في تشكيل سحب دخانية، غطت أرجاء إقليم غرب ولاية سكيكدة، وصعّبت من مهمة التنقل بالنسبة لمستعملي العربات والسيارات عبر الطريق الوطني رقم 43 الرابط بين ولايتي سكيكدة وجيجل. وعجز السكان عن اخماد الحرائق الى غاية تدخل الحماية المدنية و امتدت لمناطق ام الطوب و بني ولبان،تمالوس،الحدائق ،بوشطاطة.زردازة و فلفلة و عدة مناطق اخرى ،و منعت كثافة الغابات المواطنين من اختراق الحزام الناري الكثيف الذي انطلق بقوة، مخلفا خسائرا فادحة في الغطاء الغابي والثروة الخضراء التي تتميز بها مناطق سكيكدة خاصة الجهة الغربية ،قبل ان يصل اعوان الحماية المدنية الذين أجتهدوا للحيلولة دون تسجيل خسائر بشرية في صفوف سكان هذه القرى، والعمل على حماية ممتلكاتهم من أبقار وبساتين الزيتون. وعلى الرغم من ذلك، فان حجم الخسائر فاق كل التوقعات، لأن النار كانت أسرع من الجميع، بسبب تزامنها مع فترة حرّ شديد وسرعة الرياح، فضلا على أن هذه المرحلة من بداية الخريف، تكون فيها الغابة يابسة وبها حشائش وأحراش تساعد على انتقال النيران بشكل لافت، ما تسبب حسبه في تدمير ما يفوق المائتي هكتار من الغابات، أغلبها من أشجار البلوط الفليني، ومساحات واسعة من الأحراش، بالإضافة إلى عدد هائل من أشجار الزيتون وخلايا النحل، وببلدية بوشطاطة محمود غرب سكيكدة، شبّ حريق مهول بمنطقة واد سلسلة بينما شبت حرائق متفرقة بمناطق سطايح بنفس البلدية ، وصولا إلى الصفصافة بأعالي بلدية أمجاز الدشيش، وكذا بمنطقة قرن عائشة ببلدية بين الويدان وصولا إلى حدود بلدية كركرة وبأعالي بلدية الزويت وبلدية الحدائق حرائق متفرقة بالأحراش والغابات خلفت خسائر فادحة في الغطاء الغابي. هذه الحرائق دفعت بوحدات الدرك الوطني لفتح تحقيقات وتحريات معمقة، بعد ورود معلومات مفادها تورّط فلاحين ومافيا تحاول الاستيلاء على المساحات والمحيطات الغابية، لاستغلالها في المجال الفلاحي في إضرام هذه النيران دون مراعاة حجم الخسائر الكبيرة التي تتعرض لها مدينة سكيكدة، المعروفة بغطائها الغابي الكثيف.